جاء ذلك في وقت أكدت فيه حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس أن المقاومة هي الخيار الحقيقي أمام الفلسطينيين الذي سيعيد الشعب إلى وطنه.
فقد أصيب أربعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي أثناء تشييع جنازة في قرية ظهر المالح شمال بلدة يعبد في جنين بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن شهود عيان قولهم ان قوات الاحتلال أغلقت بوابة الجدار بوجه المشيعين لجنازة الفلسطيني جميل الخطيب البالغ من العمر 73 عاما وقامت باطلاق النار عليهم ما ادى الى اصابة اربعة منهم.
واضاف الشهود ان اهالي القرية اعتادوا دفن موتاهم في مقبرة طورة المحاذية لجدار الفصل العنصري الذي اقامته سلطات الاحتلال على اراضيهم لعدم وجود مقبرة في قريتهم.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب في اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي على التظاهرات الاسبوعية السلمية المناهضة لجدار الفصل العنصري والاستيطان في بلدة بيت أمر بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية ان التظاهرة التي نظمتها اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر انطلقت من وسط البلدة باتجاه الاراضي الزراعية المحاذية لمستوطنة كرمي تسور حيث يمنع المزارعون من الوصول اليها.
ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الوطنية التي تدعو لوقف الاستيطان واطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال وعند وصول المتظاهرين الى منطقة خلة الكتلة بالقرب من بوابة المستوطنة اوقفهم جنود الاحتلال المنتشرين في المنطقة ومنعوهم من الوصول الى هذه الاراضي للعمل فيها وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة.
وقام جنود الاحتلال بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ما أدى الى وقوع اصابات عديدة بحالات اختناق في صفوف الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب.
وقال الناطق الاعلامي للجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر محمد عوض ان جنود الاحتلال الذين تواجدوا في منطقة الظهر المحاذية لمستوطنة كرمي تسور أطلقوا القنابل الدخانية والصوتية باتجاه المشاركين في التظاهرة الاسبوعية المنددة بالاستيطان ومنعتهم من الوصول للاراضي المهددة بالمصادرة ما أدى لاصابة العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب بحالات الاختناق.
بدوره أوضح منسق مشروع التضامن الفلسطيني يوسف أبوماريا ان هناك سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال تتمثل في منع المزارعين من الوصول الى أراضيهم المحاذية للمستوطنات واعلان هذه الاراضي مناطق عسكرية مغلقة وذلك في سياق التمهيد للسيطرة عليها وتوسيع البؤر الاستيطانية على حساب هذه الاراضي الزراعية.
هذا في حين اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية واقتادتهم الى جهة مجهولة.
كما اعتقلت مساء امس فلسطينيا على حاجز اقامته عند مدخل قرية بيت اكسا شمال غربي القدس المحتلة ومنعت الفلسطينيين من الدخول أو الخروج من القرية.
في الوقت ذاته قامت سلطات الاحتلال أمس بتوسيع بؤرة استيطانية جديدة وبناء برج مراقبة في اراضي بلدة اسكاكا في سلفيت ونصبت حواجز عسكرية جنوب جنين بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن رئيس المجلس القروي لبلدة اسكاكا سمير حريص قوله ان سلطات الاحتلال تقوم ببناء برج مراقبة وبعمليات بناء جديدة في البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي بلدة اسكاكا في محافظة سلفيت على مدار الساعة.
واوضح حريص أن بناء البرج يأتي بعد عمليات التجريف والتوسيع للاسلاك الشائكة التي اقامتها سلطات الاحتلال لاحكام السيطرة على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين ومنعهم من الوصول اليها وضمها للبؤرة الاستيطانية.
كما هاجم مستوطنون اسرائيليون متطرفون امس مزارعين فلسطينيين من بلدة حوارة جنوب نابلس بالضفة الغربية واعتدوا عليهم وحاولوا سرقة محصول الزيتون الذي جمعوه.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية في تصريح لوكالة صفا الفلسطينية.. ان مستوطنين هاجموا حقول الزيتون قرب بلدتي حوارة وعصيرة القبلية جنوب نابلس واعتدوا على المزارعين.
واضاف دغلس ان بعض المستوطنين اصطحبوا كلابا كبيرة الحجم لترهيب الفلسطينيين الا ان اهالي القرية تصدوا لهم بالحجارة ما ادى الى وقوع اشتباكات مع قوات الاحتلال التي تواجدت لحماية المستوطنين.
من جهة اخرى قالت مصادر أمنية فلسطينية ان قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا جنوب جنين بين بلدة الزبابدة وقرية الكفير وشرعت بتوقيف المركبات وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها.
أما على الصعيد السياسي فبحث المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاوضاع الاقليمية والعربية وتأثيرها على عملية السلام بالمنطقة.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان الجانبين بحثا ايضا دعم الجهود الفلسطينية على الساحة الدولية لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة عبر الجمعية العامة للامم المتحدة وآليات التحرك خلال الفترة القادمة.
من جهة أخرى اقامت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس مهرجانا جماهيريا في مخيم برج الشمالي بصور احتفاء بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي بحضور حشد من رجال الدين وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومخيمات منطقة صور. وأكد النائب اللبناني نواف الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة النيابية في كلمة له خلال المهرجان أن ما تحقق من الافراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال كان نصرا سياسيا يؤكد صوابية المقاومة التي من شأنها استعادة الأسرى وتحرير الاراضي المحتلة.
وشدد الموسوي على انه ليس من طريق امام العرب والمسلمين لاستعادة حقوقهم الا سلاح المقاومة ومن يدعو الى نزعه انما يدعو الى الاستسلام والتخلي عن الحقوق المغتصبة.
ودعا الموسوي الى خطاب جامع يتلازم مع مصالح الامة ويدعو الى الوحدة في نهج المقاومة.
بدوره قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس اسامة حمدان ان الخيار الحقيقي هو خيار المقاومة وان من اعاد الأسرى المقاومة التي ستعيد الشعب الى وطنه.
واضاف حمدان في كلمته ان المسار متواصل لتحرير ما تبقى من أسرى بذات السبيل وذات الطريق حيث نقدم للامة عنوانا واضحا بأن مسيرة المقاومة متواصلة لا تنقطع رغم الحدود والجغرافيا.
في سياق آخر وصف السفير محمد صبيح الامين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي المحتلة المنشورات التي وزعتها مجموعات من المستوطنين الاسرائيليين وتطالب بقتل الاسرى المحررين بأنه عمل ارهاب من الدرجة الاولى وجزء من ظاهرة لها عمق في الكيان الاسرائيلي.
ودعا صبيح في تصريحات صحفية امس الى اتخاذ موقف عربي واضح تجاه هذه الظاهرة ومطالبة كل الدول التي تصف اسرائيل بأنها دولة ديمقراطية بأن تصحح مسارها وان تتخذ دول الغرب مواقف واضحة تجاهها لانها بهذا الشكل هي دولة ارهاب وتمييز عنصري.