وترتكز مقالاتها على تحليل المتغيرات المختلفة المُحددة لفيروس كورونا (وهي خمس متغيرات رئيسية)، كلها موجودة في الولايات المتحدة وليس في الصين، في منطقة هوبي التي أعلن فيها عن أول إصابة للوباء.. ومؤخراً وجهت الدبلوماسية الصينية رسمياً أول ضربة للغرب على لسان المتحدث باسم خارجيتها تشاو ليجيان والذي أعلن في 12/3/2020 (أن فيروس الكورونا الجديد الذي ظهر في الصين قد يكون انتقل عن طريق الجيش الأميركي).
بالنظر إلى كون الدبلوماسية الصينية حذرة ومتحفظة، نشر تشاو ليجيان فيديو صادر عن مدير المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مصرحاً فيه أمام الكونغرس أن بعض الأميركيين الذين يشك بموتهم نتيجة (الكريب) الموسمي تبين أن وفاتهم جاءت نتيجة حملهم لفيروس كورونا الجديد.
ونقلت الـ هافينغتون بوست عن المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية قوله: (على المركز الأميركي للسيطرة والوقاية من الأمراض أن يعلن متى ظهرت أول حالة في الولايات المتحدة، وما عدد الأشخاص الذين أصيبوا؟...)، من المحتمل أن يكون الجيش الأميركي من نقل الوباء إلى ووهان، (وعلى الولايات المتحدة أن تكون شفافة، وأن تقدم لنا المعلومات والتفسير).
تشهد الإمبريالية الأميركية اليوم عجزها أمام أفول منطقة هيمنتهاو، وحسب معلومات وسائل الإعلام البديلة الكندية تم انتقال العدوى من الأميركان في منطقة ووهان خلال العروض العسكرية العالمية التي جرت بنهاية شهر تشرين الأول ٢٠١٩ في تلك المدينة، بكل بساطة بعض الجنود الأميركيين الذين يحملون الفيروس نقلوه للصين.
بعد شهرين من ذلك بدأ ينتشر الفيروس في ووهان واتخذت السلطات الصينية الإجراءات لمواجهة المشكلة سريعاً، فيما أجرت الولايات المتحدة القليل من الفحوصات على سكانها.
في الواقع، إذا لم تكن الحرب البيولوجية مقصودة، فإن غاية الزعزعة السياسية موجودة، رغم أن بؤرة المرض كانت متمركزة في الولايات المتحدة منذ أشهر. ..إذاً سبب انتشار الوباء النظام الصحي الأميركي الفاشل تجاه المعدمين لغياب الرعاية الصحية الفعلية تجاههم، وليست الصين بؤرة انتشاره كما نشرت وأكدت الدعاية الأطلسية... علاوة على ذلك، أعلنت المحطة التلفزيونية (BFM) أن الولاية الأميركية الوحيدة أوهايو فيها حوالي مئة ألف إصابة كورونا، أي انتشار الفيروس بنسبة ١%، أي نسبة انتشاره تفوق ٢٠٠ مرة عما هو مسجل في الصين، وهذا استناداً على شروح مديرة صحة أوهايو إيمي أكتون.
من المؤكد أن وباء كورونا -الذي ينشأ في نظام ومراقبة صحية فاشلة لحكومات الأطلسي التي تحتضر- سيكون له انعكاسات اقتصادية، اجتماعية، سياسية وجيوسياسية لا سابق لها في هذه الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة، لا تلقوا اللوم على الشعب الأميركي: إذ بعد مرور عقود من سياسات التقشف والدمار الممنهج لمختلف أنظمة الضمان الاجتماعي والصحي التي ترافقت بالإفقار المطلق لأكبر شرائح شعبية، أظهرت أنظمة الصحة درجة كبيرة من العجز في عدد من الدول الإمبريالية الآيلة للأفول.
فبينما ينتشر فيروس كورونا بسرعة كبيرة في فرنسا يتضح أن الإستراتيجية التي اتبعتها كل من الصين وكوريا الجنوبية للكشف عن المصابين وبالتالي على إيقاف انتشار الفيروس أظهرت نتائج إيجابية.. ونسبة الذين لقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بالكورونا في إيطاليا كحد وسطي ٧,١%، ومعدل انتشار الفيروس اليوم في إيطاليا ٠,٠٢٩%، لا يوجد لقاح، وتدابير احتواء المرض كانت متأخرة وغير صارمة تماماً، يقول طاقم التمريض في إيطاليا أنه بحال استمر معدل انتشار الوباء بسرعة لن يصمدوا عشرة أيام، وهذا يعني الوصول إلى انهيار في النظام الصحي وحدوث أزمة اقتصادية، اجتماعية، وسياسية.
فبعد أن تخلى عنها حلفاؤها الأوروبيون، تلقت إيطاليا المساعدة من الصين حيث قدمت لها تلك الأخيرة معدات وقاية وإنعاش بالإضافة إلى الخبرة، وحين صرح الدبلوماسي الإيطالي لويجي دي مايو «سنتذكر الدول التي كانت قريبة منا» نفهم من ذلك توجيه ضربة لبروكسل، حيث بدت إيطاليا الضحية الأولى لسياسات التقشف المتتابعة التي تلت أزمة ديونها... وقد تجعل البورجوازية الايطالية أوروبا تدفع غاليا ثمن غيابها خلال مواجهتها للأزمة الصحية التي ظهرت في الأفق..
أخيرا، هناك الكثير من الدول الأوروبية متراخية في حربها ضد فيروس كورونا وأولها فرنسا... واليوم ترتجف البنوك الأوروبية رعباً من هبوط أسهمها، فالأزمة الصحية تشكل خطرا على السياق السياسي وبالتالي على الطبقة البورجوازية الحاكمة في الدول الإمبريالية التي هي في طريق الزوال اقتصادياً، اجتماعيا وسياسيا، الغرب ضحك لأكثر من شهر على الصين، لكن الآن ستكون ضحكته كامدة لاسيما وأن الصين توصلت إلى العلاج، ويبقى فقط أن الصين ستشكل المنقذ لتنجز مهمتها في الدول المنافسة الزائلة.