تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاعتذار بين الزوجين.. فقدان كرامة أم ترفع وتسامح

مرايا اجتماعية
الخميس 27 -10-2011
أنيسة أبو غليون

الاعتذار هو طلب المسامحة من شريك حياتك بقول: آسف.. أو بعمل أي شيء يدل على الندم.. والحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات التي يمكن تجنبها بتحكيم العقل دائماً ومراعاة كلا الزوجين لمشاعر وحاجات الطرف الآخر

بعيداً عن العناد والتسلط والإصرار على رأي واحد، فهي حياة مشتركة تتطلب أن يكون هناك حوار جاد وهادئ ليفضي إلى حلول ترضي الطرفين في شتى المجالات.. فدائماً ما تتعرض أسرنا إلى عواصف من شأنها أن تزعزع استقرارها وتفرق أطرافها..‏

لذلك لا توجد حياة دون مشكلات فوقوع بني آدم وحواء في الخطأ وارد.. لا محالة وخيّر الخطائين التوابون.. فالحياة الزوجية خليط من المشكلات.. شجار.. خلاف.. نقار.. حب.. عطف.. حنان.‏

ولا سبيل للتخلص من هذه المشكلات ورجوع الأمور إلى نصابها سوى حل واحد.. ألا وهو الاعتذار..!!.‏

فالاعتذار سلوك حضاري بين الناس عامة وبين الزوجين خاصة وفن من الفنون التي نادراً ما نجد إنساناً يتقنه.. يعني الشفاء من الآلام ووقف الجروح العالقة التي تؤثر في الحياة الزوجية مستقبلاً لكن للأسف هناك من الزوجات والأزواج من يعتبره فقداناً للكرامة والمبادرة بالاعتذار إهانة لهم تعوقهم كلمة: أنا آسف.. أنا آسفة.. الزوج يتردد لكونه رب الأسرة ولا يجب أن تسقط هيبته..!!.‏

والزوجة تتردد لكونها أنثى.. ولكي ترسل رسالة مشفرة إلى زوجها مفادها: لا تكبر رأسك مستقبلاً!!؟‏

وهنا أريد أن أتطرق إلى نقطة أخرى.. كثيرات من جنس حواء يرسخن فكرة عدم الاعتذار من الزوج لكونهن ذوات طبع حساس نظراً لأنوثتهن.. ماذا لو كان زوجك غير متفهم إلى تلك الدرجة؟ ماذا لو كان زوجك فهم المشكلة بالمعكوس؟؟‏

ماذا لو أخذ على خاطره منك إلى حد كبير؟!!‏

هل ستفرطين في زواجك وأسرتك وأبنائك بتلك السهولة!! لذا فإن الاعتذار فن يجب أن يتقنه كلا الطرفين للحفاظ على العلاقات الزوجية.. وهو تعبير عن قوة الشخصية وصدق المشاعر والترفع عن كل ما يهدد الأسرة.. وعكس ما يعتقد البعض أنه تعبير عن ضعف الشخصية وفقدان للكرامة.. لذلك نرى عدة أزواج أو زوجات كانت هذه الفكرة راسخة في أذهانهم.. وانتهى بهم المصير إلى الفراق وتحطيم أسرهم.. أما عن الوقت الذي يجب أن يأخذه كلا الطرفين للمبادرة بفكرة الاعتذار... فيجب ألا يكون كبيراً لأنه كلما اتسع الوقت اتسعت الفجوة بينهما ما يصعب الأمور على كليهما..‏

أخيراً نقول: إن في بعض الأحيان تصدر منا جميعاً تعليقات قاسية وجارحة تؤذي من نحب دون أن نقصد.. لكن الذي حدث.. حدث.. لكن المهم أن نخفف الضرر عن الآخرين ونبتعد عن جرح شعورهم وأن نمتلك شجاعة الاعتذار والتراجع عن الخطأ.. لأن الرجوع عن الخطأ فضيلة.. سواء أكان بين الزوجين أم بين عامة الناس.. فالاعتذار شجاعة.. فهل نملك شجاعة الاعتذار عندما نسيء؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية