تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشاعرها بين زوجها وطفلها

مجتمع
الخميس 27 -10-2011
نيرمين خليفة

صدق الشاعر الكبير نزار قباني حين قال: «إن الرجال جميعهم أطفال» فبدلاً من تقدير المجهود الذي تبذله زوجاتهم مع أطفالهم، نجدهم يتبرمون ويطالبون بمزيد من الحب والاهتمام ويتناسون أنهم أيضاً في حاجة إلى هذا الحب ففاقد الشيء لايعطيه.

وتتفاوت آراء الأزواج حول موضوع الغيرة والتهميش فهناك من يجد للزوجات العذر، وهناك من يشجب ويستنكر إهمالهن للزوج عاطفياً أو شخصياً، ولو كانت النيات حسنة.‏

وهذا مايدفع الكثير ممن التقيناهم من الأزواج التأكيد على أن «ملك الحب» قد فقد عرشه حينما أدارت له ملكته ظهرها واستبدلت بحبيب قديم حبيباً آخر هو طفلهما، الذي أخرجه من دائرة الاهتمام الخاص، والحب الذي أضاء حياته وقتاً من الزمن، على الرغم من أنها ربت فأحسنت ولكن هذا لايلغي التقصير من بعض الزوجات اللواتي تعودن على ربط مصيرهن بمصير الأبناء بلا مراعاة للزوج الموضوع على الرف: إذا كان الأولاد مستيقظين لابد أن تكون مستيقظة.‏

وإذارفضوا الخروج يجب أن تجلس معهم في البيت، مايجعل الزوج في غاية الغضب والملل لأنه في واقع الحال لايريدها أن تنجب أطفالاً فحسب، بل الهدف أن يكونا على علاقة طيبة في حالة وجود أطفال أم لا، ويرى الأزواج ضرورة إعادة الثقة إلى الزوج من وقت إلى آخر من خلال تخصيص وقت للأبناء.‏

وآخر للجلوس أو الخروج معه من دون اصطحاب أطفال لتغيير الجو ولسبر أغوار الفجوة التي يصعب ردمها إذا طال عليها الزمن.‏

وآخرون من الأزواج قالوا: إن غيرة الزوج ليست في محلها، فعليه أن يراعي أنها أم ولها مشاعر خاصة تجاه أبنائه.‏

فبدلاً من الغيرة غير المجدية، يجب أن يشارك زوجته مسؤولية التربية، علماً أن الرجل الشرقي ينفض يده تماماً من هذه القضية، من منطلق «هي التي خلفت، إذن عليها أن تربي».‏

وفي الوقت نفسه، عليها أن تهتم به بالقدر نفسه، ويحمّلون الزوج كامل مسؤولية خروجه من دائرة الاهتمام ويؤكدون على أن «العيب ليس في الزوجة» بل عليه أن يكون في قلب الدائرة، بدلاً من الخروج منها، فيشارك الأم مسؤوليتها الأساسية، وهي التربية خصوصاً إذا كان هناك طفل صغير في مراحله الأولى ويحتاج إليها في تفاصيل حياته كافة.؛‏

بما أن الموضوع حيوي ومهم، لابد من سبر أغواره بأسلوب منهجي ومنطقي، لهذا السبب تبدأ مرحلة اهتمام الزوجة بزوجها واهتمامه بها قبل الزواج حيث يكونان شغوفين لتكوين كيان يبدأ من الصفر فتتناسق الاهتمامات الأساسية وتنصب الجهود على إشباع رغبة الطرف الآخر، مع تأكيد كل المشاعر الإيجابية، فلا تكون لدى الزوجة أي محاور اهتمام أخرى قبل الإنجاب سوى الزوجة.‏

ولكن بعد الحمل وإنجاب الطفل الأول تختلف الأمور، حيث تتوزع المشاعر بين الزوج والطفل، فيشعر الأول بأن هناك شخصاً يقاسمه هذه العواطف، أما الزوجة فقد تشعر أيضاً بالإحساس نفسه.‏

وتعتقد أن زوجها لايحبها بقدر ما يحب ابنه، ولم يعد يلبي طلباتها، مثلما كان يفعل سابقاً، ولايقدر أن مسؤوليتها قد كبرت علماً أنه يكون أكثر تعلقاً بها بعد إنجاب الأطفال من دون أن تشعر بهذا الجانب ومشاعر الزوجة تجاه زوجها قد تصبح أقوى وحتى لو لم تصرح بها. لذا عليه أن يتفهم الظروف التي تمر بها خصوصاً أنه يعرف تماماً مشاعرها نحوه من دون أن تحكي أو تعبر عنها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية