تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين المعالج النفسي والطبيب ...حياة مريض؟!

مجتمع
الخميس 27 -10-2011
كلوديا حسن

يلجؤون إليه وكأنه يملك بيده سر الحياة يقفون على بابه كمن ينتظر القدر على باب من الوهم باب يمنحهم السعادة المؤقتة يمنحهم السكينة عبر عقاقير هي بمثابة السكينة التي تغرز في قلب المريض ببطء شديد

ولأن المريض في تخدير كامل والسكين التي تغرز في جسده هي تلك العقاقير التي يصفها الطبيب ستصل في يوم ما إلى مبتغاها وتقتل المريض بدل من أن تقتل المرض هذه هي مهنتهم ...ليس الجميع ولكن فقط ممن نسوا ماأقسموا عليه وباعوا شرف المهنة مقابل حفنة من المال قد يمضي المريض النفسي حياته وهويدفعها.‏

ترددت كثيراً قبل البحث في هذا الموضوع لكنني لم أستطع إلاأن أتوقف أمام تلك الوجوه الشاحبة والعيون التي لايرف جفنها ممن كانوا يجلسون على درج تلك العيادة ومن كل الألوان والبيئات المختلفة ومن كل الأعمار ، لقد وجدت الطفل ابن العشر سنوات ووجدت العجوز ممن عبر به قطار الحياة ...وتلك المرأة البدوية ووجهها مليء بالكدمات والجميع على مختلف الحالات يصف لهم الطبيب الشريف (أنافرانيل) و(ازبان) و(زولوفات) ...وتصبح هذه الأدوية للمريض بمثابة ماء الحياة.‏

في داخل كل منا نقطة ضعف نقطة نجد فيها أنفسنا عاخرة عن الإدراك وربما تكون هذه اللحظات نتيجة ظروف معينة أحاطت بنا ربما نزاع أسري أوحتى ضغوط في العمل، ونحتاج في مثل هذه اللحظات أن نجد أذناً تسمعنا ، بيت سر يفهمنا وهنا يكمن دور المعالج النفسي والذي يختلف كلياً عن الطبيب النفسي والاختلاف يكمن في مهمة الأول التي تتركز على فهم حالة المريض واستيعابه إلى أقصى حد وتحديد المشكلة بالنسبة للمريض.‏

وعن هذا الموضوع أفادنا المعالج النفسي ياسر معلا: إن المريض النفسي يحتاج لمن يستمع إليه وإلى تفاصيل مايؤرق المريض لأن المريض بمجرد أن يسرد حالته ومايتعبه هو يستمع إلى ذاته وهويحدد المشكلة التي يعاني منها بنفسه والتي ربما لايستطيع أن يصل إلى فهمها أوحلها من دون أن يجد من يستمع إليه والعلاج النفسي بهذه الطريقة هومكمل للطب النفسي الذي يتعامل مع المريض كداء ودواء ولكن المشكلة أحيانا في بعض الأطباء النفسيين أنهم يركزون على موضوع تشخيص المرض ووصف الدواء للمريض، دون أن يستمع إلى المشكلة الأساسية للمريض أما بالنسبة لموضوع بعض الأطباء الذين يصفون بعض الأدوية واسعة الطيف بغض النظر عن الحالة فهذا يدل على أن المشكلة تكمن في الطبيب وليس في المريض لأن ذلك يدل على عجز الطبيب عن فهم حالة المريض فيصف العديد من الأدوية وهذا بالطبع يؤثر بشكل سلبي على صحة المريض الذي يصبح أسير هذه الأدوية وتصبح مشكلته أكبر.‏

أحد الأشخاص أخبرني عن أحد أقاربه وكان في زهو الشباب وأحس بضغط نفسي أو مايسمى بالوسواس القهري فذهب إلى أحد الأطباء الشرفاء والمعروفين فوصف له العديد من الأدوية بشكل عشوائي فأصبحت حال هذا الشاب تسوء يوماً بعد يوم إلى أن وصل مرحلة الانتحار.‏

إحداهن ممن تعالجن لدى الطبيب النفسي أخبرتني بأن الطبيب النفسي في كل مرة تقوم فيها بزيارته تشعر براحةكبيرة على الرغم من أنه فقط في كل زيارة يزيد أوينقص من جرعة الدواء حسب تحسن حالتها.‏

وأخيراً على درج تلك العيادة كان الجميع متفقين على أن الدواء الذي يتم وصفه لايمكن أن يتم التوقف عن أخذه لأن ذلك يؤدي إلى الانتحار والغريب في الأمر إن حالات الجميع كانت مختلفة فهناك المريض بالصرع وهناك المريض بالوسواس وهناك المضغوط نفسياً ولكن الجميع يتم وصف ثلاثة أنواع من الأدوية والتي تتوزع بين مضاد اكتئاب ومهدئات تم ذكرها سابقاً وهي حسب الصيدلانية نور فرعون والتي تعمل في صيدلية الجلاء:‏

إن الطبيب مسؤول مسؤولية كاملة في وصف الدواء للمريض وهذه الأدوية هي تعطى للمرضى ممن وصلوا لمراحل عاليةمن الاكتئاب أومن مرض نفسي معين والازبان هو مهدئ ويسبب الإدمان إذا لم يتم إعطاؤه بشكل صحيح وأيضاً بالنسبة للأنافرانيل ولكن الزولوفت خطورته أقل وفي النهاية هذه الأدوية لايمكن إعطاؤها من دون وصفة طبيب أما عن نسبة المرضى النفسيين فهي حسب ماقالت إنهم في تزايد مستمر وخاصة هذه الفترة.‏

أما عن أكثر الأمراض انتشاراً هو مرض الوسواس القهري والذي هوعبارة عن أفكار غريبة أوحتى ذات طبيعة عدوانية وجنسية تخترق وعي الإنسان وتحاول السيطرة عليه وهذه الأفكار تكون مرتبطة عادة بأهم شخص يكون قريباً من المريض وعلى سبيل المثال إحدى الحالات التي أخبرنا عنها المعالج النفسي ياسر معلا:‏

أن هناك أباً يحمل ابنه الرضيع ويقف على السطح فتسيطر عليه فكرة أنه من الممكن أن يوقعه من أعلى السطح وهذه بالطبع هي مخاوف هذا الأب من شدة حبه لطفله فتقتحم أفكاره صور عدوانية لموقف كهذا ، هذا نوع من الوسواس القهري.‏

وأخيراً أهم شيء حسب المعالج النفسي أن يكون هناك من يستمع للمصاب بمثل هذا الوسواس خاصة إن المريض يعي تماماً بخطورة أفكار ولاتعدو مجرد أفكار ولكن لاشعورياً تسيطر على تفكيره وحسب التفسير العلمي إن هناك نقصاً في مادة السيروتينين في دماغ المريض هي التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهري.‏

أما عن دور وزارة الصحة في نشر الوعي النفسي لدى أفراد المجتمع فهو دور ضحل جداً لأن مجرد فكرة الزيارة للطبيب النفي هي مشكلة بحد ذاتها بالنسبة للمريض الذي سيخاف من فكرة إن هذه الزيارة بمثابة الوصمة في حياته بأنه عاجز عن السيطرة على أفكاره ويجب على ووزارة الصحة أن تنشر الوعي بشكل أكبر عن ضرورة التعامل مع الطبيب أو المعالج النفسي على أنه ضروري لحياة أفضل خالية من المشكلات من دون أي عقد نفسية كانت أم اجتماعية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية