تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ينفخون في الزجاج لتشكيل آنية بديعة

مجتمع
الخميس 27 -10-2011
ناديا سعود

عرفت الحرف اليدوية منذ أن خلق الله البشر،واستخلفهم في الارض لعمارتها،وقد ظهر دور الحرف اليدوية جليا في مجال العمارة والعمران،وكان الأبناء يتوارثون هذه الحرف من آبائهم،

وقد أعطت هذه الحرف طابعا وهوية عمرانية مميزة لكل منطقة،ومع التطور وظهور الآلة التي ساعدت في سرعة انجاز العمل وتقليل الاعتماد على الأيدي العاملة،بدأت الحرف اليدوية في الاندثار مما انعكس سلبا على الهوية العمرانية،ولكن بعض صناع تلك المهن لديهم اخلاص رائع لمهنتهم فلم يتركوها رغم طغيان الزمان،ومن هذه المهن مهنة صناعة الزجاج،وقد التقينا السيد محمد نذير حسن القزاز،صاحب معمل لصناعة الزجاج اليدوي في سوق المهن اليدوية بالتكية السليمانية في دمشق،وحدثناأولاعن تاريخ عائلته في هذه المهنة الدمشقية،تعلمت هذه المهنة عن والدي الذي بدوره تعلمها عن أجدادي،علما أن تاريخ العائلة في هذه المهنة الجميلة يعود تقريبا الى 450سنة ،وأنا من أبناء حي الشاغور،وهو من اقدم احياء دمشق،وقد اخذنا هذه المهنة عن أجدادنا الفينيقيين فهم اول من اكتشف الزجاج،ثم تطورت هذه المهنة التي نفتخر بها‏

نخاف على هذا التراث من الانقراض‏

يقول السيد محمد :إن مهنة القزازين تتقلص في دمشق ولم يبق من افرانها سوى اثنين اوثلاثة، فنحن نعتز بهذه المهن اليدوية لانها من تراثنا وذاكرتنا الشعبية ومن ماضينا الذي نعتز به فمن ليس له ماض ليس له حاضر،فنحن نخاف على هذه المهن من الانقراض ،لان الحرفي الذي يترك المهنة لايأتي غيره ،ونحن لانستطيع ان نعلم هذه المهنة على حسابنا الشخصي فهي مكلفة اذا لم نجد جهة تدعمنا بهذا الموضوع،لذلك نتمنى من الدولة ان تحتضن هذه المهن اليدوية ،فأنا قدمت اقتراحاً لوزارة السياحة بفتح معهد تأهيل مهني لجميع الحرف اليدوية ،وقد شددت على حرفة الزجاج لانها تلاقي إقبالا من أهل البلد ومن الاجانب .‏

أشجع على تعلم هذه المهنة‏

تقول السيدة ميسون كركوكلي وهي مدرسة فنون و فنانة أشغال يدوية وترسم على الزجاج ،أشجع على تعلم هذه المهنة ،فأنا تعلمت الكثير من الاشياء الجميلة من شيخ الكار،فمن خلال ممارستي لهذه المهنة ،لمست خاصية التعامل مع الزجاج والالوان فهو شعور جميل ،لانه يذكرنا بالاصول الشامية .وأنا أدرس في الهلال الاحمر العربي السوري،سيدات ويافعات ودائما يطلبن مني تعلم هذه المهنة ،لانني أحدثهن عن متعة العمل فيها .وتضيف السيدة ميسون لقد شاركت في معارض كثيرة واخر مشاركة لي كانت في معرض دمشق الدولي ومهرجان الصيف في القرية الشامية،وقد كان الاقبال جيدا في معرض دمشق ،فنحن نعتمد أغلب الاحيان على الاجانب والعرب الذين يقتنون الزجاج الدمشقي المصنوع يدويا ،حبا بهذا التراث الاصيل،كما نعتمد على أبناء البلد الذين يقتنونها للزينة،لما تضيفه هذه القطعة الزجاجية المزخرفة من الجمال و الروعة على ديكور المنزل.واتمنى أن تلقى هذه المهنة الدعم و المتابعة خوفا على هذه المهنة من الاندثارجراء دخول التكنولوجيا على صناعتها .‏

وفي مطلق الاحوال تبقى المنتجات الزجاجية الدمشقية اليدوية،عملا ابداعيا يختلط فيه جهد الحرفي اليدوي بخياله، مع ترك بصمة على كل منتج من هذه المنتجات المتنوعة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية