تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل حقا انتهت الحرب في ليبيا؟

شؤون سياسية
الخميس 27 -10-2011
فؤاد الوادي

هل حقا انتهت الحرب في ليبيا بحسب ما اعلنه حلف الناتو عقب مقتل العقيد معمر القذافي ..؟ وهل حقا ستنعم ليبيا اعتبارا من ذلك التاريخ

بالحرية والديمقراطية والاستقرار والنعيم الذي سيحولها الى جنان عدن ؟ .. ربما تنقلنا تراكمية الأسئلة ورهابها ومرارتها في تلك اللحظات الاستثنائية التي تضيف إلى تاريخنا العربي المعاصر مزيدا من النكسات والنكبات..ربما تنقلنا الى حالة من العجز المؤقت عن الإجابة أو إلى حالة من الصمت المخيف الذي اغتيلت معه الحروف والكلمات قبل أن تبوح بها الشفاه التي أرهقتها دون جدوى صرخات الألم والحقيقة.‏

المؤشرات والمعطيات على الأرض تؤكد أن ليبيا دخلت نفقا مظلما لن تستطيع الخروج منه عقودا طويلة ، ولعل ابرز تلك المؤشرات مارشح عن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الليبي الذي بدأت الانقسامات والخلافات تدب بين أعضائه حول تقاسم السلطة والأدوار وتوازع المكاسب والأثمان في ظل دمار هائل وفوضى عارمة تجتاح البلاد على مختلف الصعد،مصحوبا ذلك بانتشار كميات كبيرة من الأسلحة ،وهذا بالطبع المناخ الأفضل والبيئة الأنسب التي حضرها وهيأها الغرب الاستعماري لاستباحة الأراضي الليبية والسيطرة على مقدراتها وثرواتها البشرية والاقتصادية.‏

ما يدعم ذلك ما أعلنته الخارجية الأميركية بالأمس عن نيتها التواجد في ليبيا مابعد القذافي بذريعة وجود أسلحة خطيرة تركها وراءه الأمر الذي يستدعي بحسب الإدارة الأميركية تحركا غربيا منسقا للسيطرة على تلك الأسلحة وضبطها خوفا من وصولها الى إرهابيين مفترضين خارج الحدود في مشهد يعيد للذاكرة ماحصل في العراق وكذبة أسلحة الدمار الشامل التي كانت الذريعة لاحتلاله وتقسيمه وإضعافه ونهب ثرواته.‏

النوايا الأميركية الخبيثة تجاه ليبيا تتقاطع مع نوايا حلف الناتو الذي قال أمينه العام اندروس فوغ راسموسن إن الحلف قد يضطر للبقاء في ليبيا لمراقبة الوضع الميداني وحقوق الإنسان ،وهو الأمر الذي يثير الكثير من الريبة حول أجندات دول الحلف التي بات معظمها مكشوفا ومفضوحا حول إبقاء تدخلها في ليبيا قائما لفرض شروطها وإملاءاتها وخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة التي حجزت معظم عقود تصدير النفط والاستثمار وإعادة البناء ،وهذا مايفسر من جهة مسارعة لندن لدعوة الناتو إلى التريث قبل إعلان إنهاء عملياته في ليبيا..ويفسر من جهة أخرى تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جيرالر لونغيه الأخيرة التي لم يخف خلالها نوايا فرنسا الاستعمارية في ليبيا ،حيث أكد في حديث لصحيفة اللوموند على أن بلاده تنوي لعب دور شريك أساسي في ليبيا التي يعلم قادتها الجدد أنهم مدينون لها كثيرا .. مضيفا ان دول الناتو ستتخذ على الأرجح مواقف أكثر ثنائية في علاقاتها مع ليبيا وستحاول كل واحدة الاستفادة من ذلك ، وهذا بالضبط ما روج له الناتو منذ أسابيع لمسألة أنه يتجه لتمديد تواجده في ليبيا لأسباب عسكرية وإنسانية أهمها حماية المدنيين الليبيين جراء الحرب الاهلية التي ستندلع نتيجة الصراعات السياسية الداخلية والقبلية والدينية انطلاقا من ثقته الكبيرة بضعف وعجز المجلس الانتقالي الليبي عن حل وحسم هذه الأمور .. وهذا ما جاء في بيان اجتماع الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر الجاري الذي أكد على مواصلة العمليات العسكرية في ليبيا في ظل القرار 1973الصادر عن مجلس الأمن والذي شرع التدخل العسكري في ليبيا بذريعة حماية المدنيين وهي الذريعة الجديدة للغرب التي يسعى من خلالها لاحتلال الشعوب .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية