ولأنك تنتمي إلى مؤسسة عسكرية تربت على الأخلاق والكرامة والوطنية والشيم الأصيلة.. وقبل كل هذا وذاك خرجت من بيوت السوريين على امتداد ومساحة الوطن من مختلف فئاتهم ومستوياتهم لذلك لم تحن هامتك أمام إعصار الضغوطات..
وبراكين الاتهامات.. وزلازل الانشقاقات..
ولأنك الأقوى.. والأغلى وتقع على عاتقك المسؤوليات الجسام.. تقدم كل يوم عشرات الشهداء، فبتنا نصبح ونمسي على سماع الخبر الأول استشهاد عدد من رجالات المؤسسة العسكرية بتعدد تسمياتهم وتشييع الجثامين الطاهرة.. إلى القرى والبلدات والمدن..
وعلى هذا المنوال فقد أغلقت صالات الأفراح أبوابها.. لأن الأم سورية تحولت أرضها الواسعة إلى أكبر صالة عز وفخار لتزف العرسان من الشهداء وبأعمارهم المتباينة. وهكذا مع كل إشراقة شمس يجدد الأهل و الشعب الصابر من أقصاه إلى أقصاه بأنكم يا حماة الديار أنتم الأنبل والأشرف والأطهر.. ولو لم تكونوا من مرتبة القادة والعظماء بتربيتكم وأخلاقكم ومحبتكم لوطنكم لما سلط العالم الضوء عليكم بكل ما يملكون من غرف استخبارات وعمليات وتقنيات ليزعزعوا ولو قيد أنملة في عقيدتكم .. ولكن هيهات.. هيهات أن تلين الأسود أمام أوغاد البشر فالحق لا يصونه إلا الرجال.. والوطن لا يحميه إلا الأبطال.
وبفضل تضحياتكم وشهادتكم ودماءكم الغالية.. ستنعم أجيالنا القادمة بالأمن والسلام كما عشناها نحن قبل هذه الأحداث الآيلة إلى الزوال بإذن الله...
فلكم من أبناء شعبكم الإجلال والإكبار.
والتحية والإكرام .. ودمتم سياجاً منيعاً للوطن.