ويُحتفل بهذا اليوم في العديد من الدول منها بريطانيا، الولايات المتحدة الأميركية، كندا، إيرلندا، بورتوريكو، اليابان، أستراليا والعديد من الدول الأخرى. وحالياً بدأ يغزو كل دول أوروبا.
واختلف الباحثون في تاريخية الهالوين كما اختلفوا في أصل التسمية، فبعضهم يراه أوروبيا قديما وبعضهم يراه فرعونيا.
لكن من يتعمق في التاريخ سيكتشف أنه سوري آرامي، وأن السوريين القدامى سبقوا الجميع إلى الاحتفال باليوم الأخير من تشرين الأول (نهاية موسم الحصاد)، وكان الآراميون يسمونه عيد الجميلات، ويعطون من يتزوج كميات من اليقطين، الأمر الذي يعني أن الأميركيين سرقوا يوم الاحتفال وهو الليلة الأخيرة من تشرين الأول مع رمزه (اليقطين).
بل ربما كانت تسمية (الهالوين) مسروقة أيضا ومحرفة عن اللفظ الآرامي (عيد الهالافين) وهي اللفظة الارامية للجميلات.
ففي العهد الآرامي بقيت عادة مكافأة المتزوجين من نساء بشعات بكميات كبيرة من اليقطين عادة مميزة للعيد حتى عام 112 قبل الميلاد، حيث تصادف موعد اكتمال القمر أربع عشرة سنة متتالية مع أيام شؤم وحروب أو كوارث طبيعية.
وغدا السكان يربطون العيد بالشر ويشبهون الفائزات به بالسحرة، ويعتقدون أن أرواح أجدادهم غضبت من استقدام هذه العادات الغريبة على واقع مجتمعهم والتي لا تنتمي لعاداتهم وتقاليدهم.
وفي عام 98 قبل الميلاد أعلن الحاكم الآرامي جريكور الرابع تحويل العيد إلى عيد للصلاة والتواصل مع أرواح الأجداد، واصدر أوامره بحبس الشريرات - على حد زعمه- أي الآنسات غير المتزوجات والعوانس البشعات طيلة الليلة على أن يقمن وهن في بيوتهن بحفر الفائض من مخزون الدولة من القرع واليقطين افتداء للشر ووضعها على محراب الآلهة بعد إضاءتها بالشمع.
واللفظ الآرامي (الهالافين) أقرب إلى لفظة هالوين من تفسيراتهم حيث يدعون أن أصلها اسكتلندي مأخوذ من ساوهين(عيد الشمس)، وكان قبل انتشار المسيحية، عندما كان الأوروبيون يتخذون الأصنام والشمس آلهة، وقيل أيضا أن أصلها إيرلندي من هالوتايد (عشاء الأرواح أو عشاء الموتى)، عندما كان القربان يقدم لإله الموت خوفا منه.
ويقال أيضا إن أصل التسمية ديني مأخوذ من (أول هالوز) وتعني (كل القديسين) وذكروا أن البابا بونيفيس الرابع غير في القرن السابع اسم يوم الموتي الروماني الذي كان قبل المسيحية في شهر أيار إلى (أول هالوز)، ثم نقل البابا غريغوري العيد إلى أول تشرين الثاني.
وقد دخل هذا العيد في تقويم الأعياد الأوروبية وعرف باسم عيد جميع القديسين, ويأتي مع نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء عندهم.
ويدق الأولاد أبواب جيرانهم, ويطلبون هدية ويهددون صاحب البيت إذا لم يفعل بعواقب الأمور,ويلبي أصحاب البيوت الطلب ويقدمون الحلوى ويقدم آخرون تفاحا وبرتقالا ونقودا,ويأتي هذا التقليد في المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد.
ويلبس الأولاد في الهالوين أقنعة تمثل جماجم وعظاما، وتزين البيوت برموز مخيفة مثل الأشباح والقطط السوداء والوطاويط، ويلبس بعضهم أزياء شخصيات سينمائية مخيفة مثل دراكولا وفرانكشتاين، واشتهرت أزياء سينمائية وتلفزيونية غير مخيفة، مثل ميكي ماوس وسندريلا.
من هنا نرى أن الأميركيين لم يكتفوا بسرقة عيد الجميلات (الهالافين) السوري، لفظا ورمزا وتقاليد، بل قلبوه رأسا على عقب عندما أضافوا طقوسا مختلفة مضادة لما كان عليه الحال عند الآراميين,وبدلاً من أن يكون رمزا للحب والجمال غدا موسما للرعب والخوف.