تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخبير الاستراتيجي الفرنسي آلان كورفيز لـ « الثورة »: إسرائيل تقــف وراء عمليــات تهريب الســلاح إلـى ســــورية

الثورة - خاص
صفحة أولى
السبت 29 -10-2011
مها محفوض محمد

أكد الخبير الاستراتيجي الفرنسي آلان كورفيز أن إسرائيل تقف وراء تهريب الأسلحة إلى سورية سواء كان مباشرة أم بالوكالة مشيراً إلى وجود عصابات مسلحة في سورية وأن معظم الضحايا هم من المدنيين والجيش وحفظ النظام وأن على الغرب الاعتراف بهذه الحقيقة.

وقال كورفيز في حديث خاص لـ « الثورة» أنه رغم الأخطاء الاستراتيجية الواضحة التي ارتكبها حلف الناتو والذي تمثل فرنسا اليوم رأس حربته يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يستخلصوا العبر من صعود القوى الإسلامية في تونس وليبيا ومصر دون الحديث عن خطر هؤلاء في الجزائر والمغرب.‏

وأضاف إن المؤامرة تحاك ضد سورية عبر متظاهرين كانوا سلميين في بداياتهم ثم قام التحالف الغربي بتمويل وتسليح التكفيريين الذين دخلوا بالآلاف الى سورية.‏

وتساءل كورفيز ألا يعلم هؤلاء انه اذا سقط النظام في سورية فإن المنطقة كلها ستنقاد الى الفوضى من لبنان الى افغانستان مروراً بالعراق وايران والكويت وسيتهدد الاستقرار في كل بقعة من هذه المنطقة حيث الموزاييك الاثني والعرقي، واعتقد ان اسرائيل تدرك ان خطراً يهددها اذا ما تركت الساحة المحيطة بها للمتطرفين.‏

كم كان صعباً على الرئيس ساركوزي سماع الرسالة الحقيقية التي وجهها اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي في باريس حين قال له ساركوزي على مسيحيي الشرق ان يتهيؤوا للرحيل الى الغرب المستعد لاستقبالهم وكان جواب الراعي: لماذا لا تتيحون الفرصة للرئيس الأسد الذي قرر وبدأ بتطبيق دفعة كبيرة من الاصلاحات الديمقراطية لا سابقة لها في اي بلد عربي وأن يتاح المجال للذهاب الى حوار بدأ به مع معارضة متشددة لكنها وطنية.‏

كانت تلك رسالة الامل التي اراد مسيحيو سورية والشرق ان يفهموها للغرب لأنهم يعرفون تماماً ما الذي ينتظرهم في حال حدوث فوضى في سورية.‏

وقال كورفيز لقد بدأ الرئيس الأسد بإصلاحات حقيقية مع اعادة صياغة الدستور كاملاً خلال فترة اربعة أشهر اي صياغة دستور جديد كما نص المرسوم 33 الذي صدر في 15 تشرين الاول والذي سيطرح للتصويت الشعبي. وكان المرسوم رقم 100 الصادر في 4 آب 2011 قد رخص قيام احزاب سياسية وحدد احكام عملها طبقاً للدستور الجديد بناء على اسس ديمقراطية مستبعداً فقط ان تقوم على اسس دينية او طائفية او قبلية او أن تكون مدعومة من الخارج.‏

اما المرسوم 101 فقد وضع القانون حول الانتخابات العامة مع تشكيل لجنة عليا للانتخابات مهمتها الحرص على شفافية الانتخابات، وفي نهاية آب الماضي كان القراران 107 و108 حول حرية الصحافة واللامركزية الادارية في السلطة.‏

وأضاف وكانت اطراف عديدة من المعارضة قد عبرت عن رضاها مشيرة الى ان هذه الاصلاحات ستأخذ بعين الاعتبار التحولات البنيوية التي تمر بها سورية.‏

وقال الخبير الفرنسي نحن نعلم تماماً ان الديمقراطية وسعادة السوريين ليست الشغل الشاغل لحلف الناتو انما القرار المتخذ في واشنطن يبيح جميع السبل الممكنة لقلب النظام في سورية ومن ضمنها التحالف مع الاسلاميين، هذا التحالف الذي اعتقدت اميركا منذ محاربتها للسوفييت في افغانستان انها قادرة على تحريكه حين اوجدت اسامة بن لادن ومولت الإسلاميين ودربتهم في مدارس في باكستان لترسلهم فيما بعد الى الجهة الاخرى من الحدود لمقارعة السوفييت، ما نريد فهمه: أي فائدة ستجنيها فرنسا من تغيير النظام في سورية؟..‏

سورية التاريخ البعيد والإرث العريق والتي تربطها بفرنسا علاقات ثقافية متميزة ففي العام 2009 تقدم أكثر من مئة ألف طالب سوري لامتحان شهادة البكالوريا وكانت اللغة الفرنسية مادة اجبارية في امتحانهم كما هي اللغة الاجنبية الاولى في مراحل التعليم، وليس غريباً على الزائر في دمشق ان يسمع الناس يتحدثون الفرنسية في المطاعم مثلاً، فهل فكرنا للحظة اذا وصل الاسلاميون الى السلطة بمساعدة فرنسية الى أين ستتجه الامور؟‏

وأشار إلى أنه وفي الوقت الذي تشن حكومة ساركوزي حملتها على سورية وقعت بعض الشركات الالمانية عقوداً مع سورية كانت الشركات الفرنسية تأمل بتوقيعها كالعقد مع شركة سيمنس مثلاً.‏

ولم يكتف ساركوزي بهذا انما زاد في الطنبور نغماً حين اعلن ترحيبه بالمعارضين السوريين فتدفق إلينا آلاف المهاجرين بشكل سري من ليبيا ومصر وتونس ومن سوريين واكراد يدعون انهم معارضة.‏

وأضاف أنه اذا كانت المعارضة السورية معارضة حقيقية فعليها ان تعي ان ما تقوم به الجماعات المسلحة في سورية ليس فقط ارهاباً انما اضطهاد للدين الاسلامي وليس طموحاً للديمقراطية والحرية.‏

وأشار إلى أن هناك مسؤول في الاستخبارات اللبنانية أكد ان 17000 عدد المقاتلين الاسلاميين الذين تم اعدادهم في لبنان وتركيا والعراق والاردن دخلوا الى سورية، ونعلم جيداً كيف شن هؤلاء معارك شرسة في نهر البارد ضد الجيش اللبناني، كما يقدر صحفي لبنان بأن 1500000 قطعة سلاح دخلت الى سورية مؤخراً ويشتبه ان تكون اسرائيل هي من ينظم عمليات التهريب هذه.‏

وقال لقد كان الرئيس الأسد قبل الاحداث قد بدأ بانفتاح اقتصادي واداري لذا فإن حواراً ملتزماً مع المعارضة الوطنية سوف يقود الى الطموحات ذاتها، علينا ان نترك لهذا الرجل المنفتح على العالم الوقت والوسائل كي يقود هذه المهمة الصعبة الى نهايتها وسيفعل ذلك لخير بلده كما هو لخير المنطقة كلها.‏

وأضاف أن سورية مرتكز جيوسياسي وعلى اراضيها يقيم اللاجئون الفلسطينيون والعراقيون وحدودها كثيرة المنافذ حتى نوري المالكي يحتاج سورية في ترتيب الوضع الداخلي العراقي.‏

واذا كان الغرب الذي يتباهى بقيمه الديمقراطية يريد فعلاً نجاح الشعب السوري فلن يكون ذلك بادعائه ان الجيش يطلق النار على المتظاهرين بل ان يعترف بأن عدد الضحايا في غالبيتهم هم من قوات حفظ النظام والجيش، والتوقف عن تحريض وتشجيع الهجمات الارهابية على الجيش والشرطة، فلا مجال للخروج من الازمة إلا بتشجيع الحوار بين السلطات والمعارضين الصادقين لوضع الامور في نصابها والسير في طريق الاصلاح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية