تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استراتيجية العقل أوالكارثة

شؤون سياسية
الخميس 3-11-2011
بقلم الدكتور فايز عز الدين

لم يعد في الأحوال الراهنة على صعيد ماحدث في بعض الأقطار العربية ثمة مايحتاج إلى البرهان على أن الربيع الذي تحدثوا عنه ليس ربيعاً ، ونتائج الانتخابات التونسية قدمت المؤشرات الكافية رغم أن الظاهر يوحي بأن الذين

يطلقون مصطلح الربيع، لايريدون الخوض في تحليل نتائج هذه الانتخابات ، وهل ستفضي إلى تونس المأمولة، أوستكون إرهاصات المسألة خطرة على مستقبل الاستقرار والأمن عند شعبنا العربي التونسي؟ وبناء عليه لم يبق الأمر ملتبساً فالربيع ليس مطلوباً منه سوى تدمير الدولة الوطنية العربية وصولاً إلى الحطام العربي الشامل من شرق الأمة إلى مغربها ، ومن دون هذا الحطام لن يفتح طريق الحياة، والبقاء والمستقبل للمشروع الصهيوني على أرض العرب، ولالتجريف الثروة العربية البترولية وغيرالبترولية كذلك من قبل الامبريالية الأمروأطلسية.‏

وفي كل تحليل سيقف الباحث أمام أصول متعددة وعناصر كثيرة جميعها تشير إلى أن الذين يزعمون الحرص على حقوق الإنسان هم أكبر مغتصب لهذه الحقوق، والذين يتحدثون عن الحرية هم من استعبد شعوب الأرض ومازال، والذين يتحدثون عن الاستبداد هم من لايزال يستبد بمستقبل شعبه، وهم من يعتقل المحتجين من وول ستريت حتى لندن ، وباريس ولذلك فالجوهر ليس البحث عن الإنسان وحريته،وحق تقرير مصيره الجوهر هو استراتيجية مدروسة داعمة للشأن المتدهور في المنطقة العربية للمشروع الصهيوني، وخاصة حين لم تستمر الحرب حلاً لأزمات إسرائيل مع المحيط العربي، وخاصة منذ صار نهج المقاومة يقدم صوراً من الحرب النوعية يظهر معها الإنسان على أنه العنصر الحاسم في كل معركة، وليس التكنولوجيا الحربية،فإسرائيل تملك تكنولوجيا الحرب لكنها لاتملك الإنسان المؤمن بالقضية ، والأرض والشهادة والتحرير وهذا الفارق في كل احتمال هو الذي جعل أميركا تجتهد دوماً لكي تجد لإسرائيل كيان العدوان قوى مساندة على صعيد العرب أوعلى صعيد دول العالم وشعوبها.‏

ووفق هذه الصورة نتعرف على أشكال التغلغل الأميركي في السياسات العربية، ومداخلاته في أطر العمل العربي المشترك وقدرته على توجيه الكثير من المسؤولين في النظام الرسمي العربي خدمة لإسرائيل ، وتمكيناً لها على أرض فلسطين العربية.‏

ومن الغريب في أمر النظام الرسمي العربي أنه قد قبل المرجعية الأميركية، وساهم في مشاريع أميركا الشرق أوسطية ومازال يواصل أدواره غير العربية معها، ويقدم لأبناء أمته وأشقائه في العروبة دروس الإخلاص للوطن، وتوجهات تعلي من شأن الديمقراطية .‏

وتتم المغالاة اليوم إلى الحد الذي يوظفون به الجامعة بعكس ميثاقها ويتحولون عن الجهد القومي المشترك في مواجهة المشروع الصهيوني إلى التذرع بالربيع، والحرية وحقوق الإنسان والأعداء الوهميين حتى ينسفوا ماتمكن العرب فيه من بناء للقوى الاستراتيجية التي أصبحت تشكل خطراً على كيان العدوان الصهيوني.‏

فالعرب في جامعتهم لم يتداعوا لنصرة فلسطين، ولمنع تهويد القدس بالجدية التي تداعوا فيها لاستقدام الأطلسي وتدمير ليبيا ولاستقدام الأطلسي من أجل تدمير سورية.‏

ومن هذا المنطلق كان حديث السيد الرئيس بشار الأسد إلى تلفزيون روسيا استراتيجياً حين أكد على أن هنالك دولاً تقف خلف المجموعات المسلحة التي تروع المواطنين في سورية، وأنها تمولها، ورتبت الإعلام المنحاز المضلل من أجلها، وأن التفكير بالعدوان على سورية صار يسوق له في الأجواء العربية، والدولية وهنا أعاد السيد الرئيس ترتيب الصورة في الاستراتيجية السياسية لسورية حين أوضح أن أي تفكير بالعدوان سيكون ثمنه أكبر مما يستطيع العالم تحمله، وبأن الشعب السوري ضد التدخل الأجنبي في بلده ، وبأن الحوار يؤدي إلى الاستقرار في أي بلد والعقوبات الغربية لن تخنق سورية.‏

وبهذا جاءت الرسالة جدية للقوى الأمر وصهيونية التي تحاول تهديم النظام العربي، والدولة الوطنية العربية حتى تصل إلى سورية.‏

والمعروف أن إسرائيل لايهمهاأكثر من تهديم الدولة السورية المالكة للقوة الاستراتيجيةوالمتحالفة بمايجعل الطريق مسدوداً أمامها، ومن الطبيعي أن يثير حديث السيد الرئيس مخاوف الإمبرياليين والصهاينة لذا فقد رأيناهم شرعوا بتصعيد حدة الضغوط ،وتوتير الإعلام التضليلي والطلب إلى الفرقاء المعنيين بالنسبة لهم بأن يصعدوا على كافة جبهاتهم داخل سورية وخارجها حتى جاءت رسالة اللجنة الوزارية العربية قبل بدء الاجتماع المقرر في الدوحة والتداول المزمع فيه.‏

ورغم ماتبدوعليه السياسات العربية من إصرار على عدم تفهم الأدوار التي تلعبها المجموعات المسلحة داخل سورية نجد الوفود العالمية القادمة من الصين، وروسيا ورومانيا وتركيا والدانمارك ولبنان الخ كل هذه الوفود قد عانيت على الواقع الحقائق التي تخفيها فضائيات التضليل وتأكد لها بأن ماقاله الخبير الاستراتيجي الفرنسي (آلان كورفيز) بأن إسرائيل تقف وراء تهريب السلاح إلى سورية، كما تأكد لها ماجاء على لسان الطاقم الاستراتيجي الأميركي - الإسرائيلي بأن المؤامرة على سورية قد فشلت.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية