تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«فلســـــــــطين عضـــــــو أصيـــــــل»

ثقافـــــــة
الخميس 3-11-2011
مهاة فرح الخوري

لم لا؟ فليكن متأخراً.

«الأونيسكو» برئاستها وأعضائها، بأغلبيتهم، يرحبون بفلسطين عضوا أصيلا بين الدول العظمى..لم لا؟‏

أما امتناع البعض أو معارضة البعض الآخر عن التصويت فإنه دليل على حيوية وحرية وآراء متنوعة في قلب هذه المؤسسة الدولية.‏

خمسة وخمسون عاما انقضت على تأسيس هذا الصرح الثقافي الهام في باريس، وها هي فلسطين بتاريخها المشرّف الذي يجعلها جديرة بأن تصبح عضواً في مؤسسة ثقافية علمية عالمية وهي تحمل بين حجارتها القديمة وأوابدها المسيحية الإسلامية، تاريخاً فريداً لا شبيه له.‏

ثقافة فلسطين عالمية، يؤمها السياح والمؤمنون من كل حدب وصوب..«المبكى»..كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، والفلسطينيون يرحبون بكل زائر مؤمن أو غير ذلك.‏

ثقافة فلسطين، تاريخها، علومها..عالمية..الاهتمامات التي أثارتها في الماضي السحيق والماضي القريب والحاضر، تستحق عن جدارة أن تكون عضوا أصيلا في المنظمات العالمية الدولية، ثقافية، علمية، أدبية أو سياسية.‏

ما إن سمعت النبأ المفرح الآيل إلى قبول فلسطين عضواً في الأونيسكو حتى نفرت الدمعة من العين:‏

هجم السرور علي أنّه‏

من فرط ما قد سرّني أبكاني‏

وتذكرت! كم من إبداع ومن تاريخ، من علماء وأدباء..تخرّجوا من مدارس وطنيّة، روسيّة، أجنبيّة من الأرض المقدّسة المحتلّة..وراحوا يجوبون العالم يبشرون بعلمهم ومعارفهم وقصائدهم.‏

وتحضرني أقوال وأشعار وقصائد قصيرة..إذ قال الأخطل الصغير بأديبة فلسطينية «أسمى الطوبي»:‏

فلسطينية وكفاك فخراً‏

بأقدس أرض وأعزّ آل‏

طهارة مريم وكمال عيسى‏

ومعراج النبيّ إلى الأعالي‏

إذا كانت الأونيسكو بزغت رأت النور، كمنظمة تربوية علميّة تربوية، عن منظمة الأمم المتحدة في عام 1946 بهدف حماية الحريات الإنسانية وتطوير الثقافة، فمن أجدر من فلسطين وعاصمتها القدس، الجامعة لديانات ثلاث ولثقافات متنوعة، أن تكون عضواً فاعلا وفعالا بهكذا مؤسسة؟.‏

إذا كانت الولايات المتحدة انسحبت من الأونيسكو عام 1984 والمملكة البريطانية وسينغافورا انسحبتا من المؤسسة الثقافية عام 1985 فإن هذا لم يؤثر على الثقافة العالمية بشيء. ويبقى مقر الأونيسكو في باريس تحفة فنية يذكّر بإبداع المعماريين العالميين Nervi-Breuer و Zerfuss.‏

كم أتمنى أن تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة وفي كافة المنظمات العالمية التي تحترم نفسها وتكون عالمية بحق.‏

وإنني أشكر رئيسة الأونيسكو، المتميّزة الناشطة الراقية، البلغاريّة Jreiva Bokova على جهودها الكبيرة باتجاه العدل والعلم. وكل أعضاء الأونيسكو الذين صوتوا لفلسطين والذين امتنعوا وحتى من منهم عارض.‏

هل عاد الأميركيون لليونيسكو للحيلولة دون قبول الفلسطينيين، ليس إلّا؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية