تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة... ما الذي يشغل اتحاد الكتاب؟!

آراء
الخميس 3-11-2011
سليم عبود

-1- يتساءل كثيرون عن غياب قيادة اتحاد الكتاب عن الضوء، وهم الذين كانوا لا يغادرون الفضائيات السورية، وغير السورية، وهم يتحدثون عن الثورة، والحداثة، والوطن، والعروبة، ودور الكاتب الطليعي،

والعلاقة بين الكاتب والجماهير، هذا الغياب أثار قلق الناس عليهم وعلى دورهم، فالكاتب في كل بلدان الدنيا يؤكد حضوره الثقافي والسياسي والأدبي والاجتماعي بمسؤولية أعلى في زمن الأمة الصعب، ثم يتوارى - إن رغب- بعد انتهاء مصاعب هذا الزمن كنجم توهج في لحظة مصيرية ليعبر الفضاء الواسع، ولا مشكلة لديه إن احترق، أو تهاوى، فهو يدرك منذ البدء، بل هو متأكد تماماً من وجود حياة أخرى له، فضاؤها ذاكرة الناس.. والوطن.‏

-2-‏

في الأشهر الماضية المحملة بالألم، والدم، والموت..‏

كنت أتوقع من اتحاد الكتاب العرب تأكيد دوره الطليعي والوطني والقومي ليس عبر الفضائيات والصحف ووسائل الإعلام الأخرى وعبر لقاءات ومنتديات وحسب، بل في حوارات تعقد في مقر الاتحاد وفي مقرات اتحادات المحافظات حول قضايا فرضت وجودها الأحداث الجارية، لكن ذلك لم يحدث.‏

وهنا أسأل ككاتب وكعضو في هذا الاتحاد:‏

هل المطلوب أن نكتب ونتحاور حول الأحداث التي تواجه الوطن بعد انتهائها بوصفها حكاية من الماضي، أو أن المطلوب قراءة الحدث بوضعه الراهن، وتقديم هذه القراءة للناس، أو على الأقل لتقديم موقف منها قبل أن تجرفنا العاصفة؟!‏

يقول كاتب يؤمن بدوره في وطنه:‏

«إن الأحداث تلعب النرد، والكتاب والوطنيون هم الرابحون».‏

في مثل حالتنا أظن أن «قيادة اتحاد الكتاب» كانت خارج اللعبة كلها.‏

-3-‏

كنت أعتقد أن قيادة اتحاد الكتاب ستكون أول الموجودين في ساحة الأحداث، أقصد في قلب الحدث، أظنها منشغلة بأمور أخرى، أو إنها تستعد لمفاجأتنا بآرائها عبر مطبوعاتها التي لا يراها سوى القليل القليل من الكُتّاب، عذراً منكم يا أحبائي، أليست هي الحقيقة التي تعرفونها ونعرفها؟!‏

في الماضي.. لم تكن تمر على الكاتب رياح النعاس في لحظات الوطن المصيرية، فالكاتب جرس الفجر الذي يعلن النهوض، هل غلب النعاس على اتحادنا العظيم في هذه المرحلة التي «تنبق» فيها كل الرغبات الخارجية؟!‏

الأسئلة حادة وأدرك ردة الفعل عليها.‏

-4-‏

سأعتذر من قيادة الاتحاد، لو قدمت توصيفاً لحالها الراهن، وهنا لا أطالبهم بتقديم إجابة تبرر سكونها الراهن، بل إجابة تساعدنا على فهم طبيعة عمل هذا الاتحاد، والعلاقة بينها وبين الوطن في مثل هذه الظروف الصعبة، وأن تقدم شرحاً للأسباب التي تجعل الوطن يجهد نفسه لجمع الكتاب داخل إطار هو «اتحاد الكتاب».. وإذا كان الاتحاد لن ينهض بدوره في مثل هذه الظروف، فلماذا وجوده.. ولماذا نتنادى نحن الكُتّاب إلى العاصمة لانتخاب قيادات لاتحاد الكتاب في كل دورة انتخابية.. هل لإبراز قيادات فاعلة، أم لتجميل أناس ووضعهم على الكراسي؟!‏

-5-‏

الاتحاد ليس من لون حزبي واحد، ولا نريده أن يكون كذلك، لكنه من الضروري أن يكون من لون وطني واحد، فالعلاقة التاريخية بين الكاتب والوطن تنهض على أبجدية شديدة الارتباط بثوابت الوطن وخاصة في الأزمنة العاصفة، وعلى الجهات ذات العلاقة بالكاتب أن ترفع بيارق هذه الأبجدية، وتحتفي بها، وتستنهضها لدى الجميع، من طالب الحضانة إلى طالب الجامعة، ومن الفلاح إلى العامل إلى الجندي الذي يحمل سلاحه ويمضي في مواجهة الموت لمنح الوطن الحياة.‏

-6-‏

قبل أيام التقيت وفداً إعلامياً روسياً جاء إلى مجلس الشعب لعقد لقاء مع لجنة الصداقة السورية الروسية، وللوقوف على حقائق ما يجري على الأرض السورية، وللدفاع بالكلمة عن وطننا الذي يتعرض للاغتصاب بكل أنواعه..‏

الشاعر الروسي المعروف «الكسندر بوبورف»، ومن غير مقدمات جاءني سؤاله الأول:‏

أين اتحاد الكتاب السوريين مما يجري في سورية، أهو مع المعارضة، أم مع الموالاة أم بين المعارضة والموالاة.‏

لم تكن لدي إجابة عن أسئلته.‏

وأحسست بروحي تمد يدها للملمة أوراق الصحف المبعثرة على الطاولة بيننا، لأدفن في فوضى تلافيفها كثيراً من الأسئلة التي لم أسألها أنا ولم يسألها هو.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية