تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسة حمقاء

حدث وتعليق
الخميس 3-11-2011
ناصر منذر

لم تكن الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى أي إثبات جديد يؤكد انحيازها الأعمى لإسرائيل ودعمها المطلق للإرهاب المنظم الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني,

ولكن قرارها بوقف تمويلها لمنظمة اليونسكو بعد حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالمنظمة, جاء ليعكس حجم الضغوط التي تمارسها واشنطن على المنظمات الدولية كي تبقى الحارس الأمين للمصالح الإسرائيلية, و إعطاء الاحتلال الشرعية المطلقة لكل ممارساته العدوانية والعنصرية الهادفة لسرقة التاريخ العربي والإسلامي, وإحلال الكيان الغاصب مكان فلسطين التاريخية على خارطة المنطقة والعالم .‏

القرار الأميركي لم يفاجئ أحدا, فالولايات المتحدة تحرق نفسها من أجل إسرائيل, ولا ترى مصالحها إلا بعيون إسرائيلية, وهمها الدائم هو العمل على إقامة «الدولة اليهودية» الصرفة, والقضاء على أي حلم بقيام دولة فلسطينية مستقلة, ومن أجل ذلك تريد تجنيد العالم ومنظماته الدولية لتحويل الوهم الإسرائيلي إلى حقيقة على أرض الواقع, حتى ولو كان ذلك بالقوة والإرهاب, فهي لم تقم يوما أي وزن للقيم الأخلاقية والإنسانية, وحق الشعوب في تقرير مصيرها .‏

عضوية فلسطين في اليونسكو كان لها الكثير من الدلالات والمعاني, فهي كشفت حجم الدعم الدولي لقضية فلسطين لأنها تستند إلى حقوق تاريخية لا يمكن أن تسقط بالتقادم, وهي بنفس الوقت مؤشر قوي على تغير في موازين القوى, فالولايات المتحدة التي تعتبر نفسها سيدة هذا العالم تلقت صفعة قوية, ولم تسعفها هيبتها المعهودة بتغيير نتيجة التصويت لصالحها, كما أن الموقف الأوروبي المفترض أن يكون موحدا إزاء القضايا والملفات الحساسة بدأ يتصدع ويتفتت,ويفقد وزنه على الساحة الدولية, والأهم من ذلك أن إسرائيل وجدت نفسها أمام عزلة دولية واسعة, لأن المجتمع الدولي ضاق ذرعا بجرائمها المتكررة, ورفضها الدائم للسلام .‏

بكل الأحوال فان القرار الأميركي يدل بشكل واضح على أن واشنطن لن تغير سياساتها الخاطئة التي جلبت الكوارث والحروب للعالم, وأنها تصر على استخدام المنظمات الدولية كأدوات تنفذ أجنداتها, بما يخدم مصالحها ومصالح حلفائها, دون أي اعتبار لحياة الشعوب وحقها في اختيار المستقبل الذي تطمح إليه, وما حصل في اليونسكو يجب أن تقرأه واشنطن بعين ثاقبة علها تدرك أن كراهية الشعوب لسياساتها الحمقاء لم تعد تحتمل .‏

nssrmnthr602@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية