لدرجة ترشحهم لمنصب سفراء سلام، هم أجمل ما في هذه الحياة بأرواحهم الرحبة، وتجاربهم الإنسانية الأكثر دفئاً، وتواصلهم الحميم مع كلّ ما هو إنساني، لذلك نجدهم أكثر تأثيراً في الآخرين؛ لأنّ التجارب الإنسانية الراسخة هي التي تدوم أكثر، ويكون تأثيرها في الآخرين أبلغ أثراً مما سواها، وانظروا إلى مسيرة حياتكم لتعرفوا صدق هذا التأثير، فكم من إنسان تقاطع طريقنا مع طريقه في هذه الحياة، ولكن كم منهم ترك فينا سلامه أثراً طيباً وجميلاً، كلنا نبحث عن السلام، وهذه الأيّام أقصى طموحات الناس أن يعودوا إلى بيوتهم سالمين، فالناس أصبحوا على قناعة مطلقة بأنّ السلامة غنيمة.
هذه الأيّام السلامة تعد أكبر جائزة يحلم أن يعود بها أي واحد منا، فهذا الزمن ليس زمن الغنائم الكبيرة، بعد أن أصبحت الأحلام الصغيرة غنيمة.
فأنت بمجرد أن تخرج من بيتك تكون قد دخلت في معركة، معركة كلّ يوم مع الحياة، بعد أن تكون خرجت من موقعة كلّ يوم، هذه المعركة صغيرة في معناها ولكنها كبيرة، وكثيرة في تفاصيلها الصغيرة!
كلّ هذه المعارك تواجهها كلّ يوم، وعليك بعد ذلك أن تقنع نفسك بأنها معارك صغيرة، أو معارك ليست كبيرة، ولكنها في واقع الحال معركة كبيرة. حتى وإن كانت مجموعة معارك صغيرة، فأنت تحاول أن تعيش بسلام مع نفسك ومع الآخرين ومع الحياة، ولكن تجد نفسك تدخل كلّ يوم معركة لست طرفاً فيها، أو لم تكن تريد الدخول فيها، ولكنها تفرض عليك.
فأنت تحاول كلّ صباح أن تعلّم أطفالك أنّ السلام أجمل من المعارك، وتأمرهم بعدم العراك مع الآخرين، وأن يكونوا مسالمين وتعلمهم ألا يعتادوا الصراخ أبداً، فمن يفهم يسمع صمتنا جيداً.والدنيا الجميلة لا يراها إلا من لديه إحساس جميل بالحياة!