تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عفواً أوباما..الشيطان لا يصير ملاكاً !

عن : RU.PRAVDA
شؤون سياسية
الاثنين 11-8-2014
عبد الحليم سعود

أكثرَ الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخراً من إطلالته الإعلامية الاستعراضية محاولا ارتداء زي إنساني لا يليق به وببلاده صاحبة التاريخ الحافل بالحروب العدوانية والغزوات الهمجية والتدخلات العسكرية ضد الدول والشعوب،

وهذه المرة من بوابة العراق الذي دمرته الولايات المتحدة خلال ثماني سنوات من الغزو والاحتلال، وتحت ذريعة التمدد السريع «والمفاجئ» لتنظيم داعش الإرهابي، متعهداً لمن يهمه الأمر بشن هجمات جوية محدودة تضعف القدرة العسكرية لهذا التنظيم وتسهم في حماية المصالح الأميركية والرعايا والموظفين الأميركيين الموجودين في مناطق متفرقة من العراق.‏

ولم ينس أوباما وهو في معرض تباكيه المزيف على الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة جراء ما لحق بهم من إجرام واضطهاد وتهجير داعش وانتهاكاتها، أن يقدم عرضاً مضللاً لظروف وواقع المكونات الطائفية والمذهبية والعرقية في المنطقة غامزاً من قنوات حكوماتها، في عملية تحريض مقصودة هدفها تأجيج العنف والفوضى إلى الدرجة التي يصبح فيها التدخل الأميركي بأشكاله العدوانية أشبه بعملية إنسانية وإنقاذية ودفاع عن المظلومين والمضطهدين والمشردين، وهذا ما سيسمح لها بالتدخل دون انتظار إذن من أحد..؟!!‏

ولكن مهلا يا أوباما، فالشيطان لا يصير ملاكاً وإن حاول تغيير ملابسه ولهجته، أليست بلادك هي التي أوصلت العراق إلى هذا الواقع المزري عندما دمرت مؤسساته وبنيته وحضارته وقتلت شعبه بذريعة باطلة وسمحت باستقدام أقذر تنظيمات القتل والإرهاب في العالم وعلى رأسهم تنظيم القاعدة إلى هذا البلد، أليست بلادك هي التي تدعم داعش وفروعها وأشباهها الارهابية في سورية من «جبهة نصرة» إلى «جيش حر» و«جيش إسلام» و«جبهة إسلامية» وو.. تحت ذرائع واهية لا يتقبلها عقل أو منطق، أليست بلادك يا أوباما هي من دعمت وتدعم «إسرائيل» أسوأ وأشرس الكيانات الارهابية على مر التاريخ لتقتل وتشرد الفلسطينيين وتدمر بيوتهم ومقدساتهم وتحتل أرضهم وتلغي وجودهم وحق عودتهم إلى بلادهم.‏

فمنذ ثلاث سنوات ونصف لم نسمع منك يا أوباما ومن حكومتك وإدارتك إدانة واحدة لارتكابات وانتهاكات التنظيمات الارهابية في سورية، رغم أنها لم تترك موبقة إلا وقامت بها، من تفجير وقتل واغتصاب وقطع رؤوس وتمثيل بالجثث وتخريب وتدمير للأماكن والمراقد المقدسة وسرقة ونهب لممتلكات الناس والمتاجرة بهم وبأعضائهم، بل لطالما كان الدعم الأميركي والغربي إضافة إلى الدعم الخليجي والتركي بأوامر أميركية ينهال على هذه التنظيمات الارهابية تحت عناوين مختلفة وبحجج مختلفة، حتى تورمت واتسعت نشاطاتها الارهابية على مساحات واسعة من الأرض بدءا من سورية وصولاً إلى العراق ولبنان..!!‏

فلو كنت يا أوباما «صادقاً» في ادعاءاتك حول مكافحة الإرهاب ومنع تمدده، لكان الأجدر بك وبإدارتك أن تنسق عمليات الدعم والتعاون مع الدول العظمى كروسيا والصين اللتين تسعيان بحق لمكافحة الإرهاب، ومن باب أولى مع الحكومات والدول التي تتعرض للإرهاب، ولو كنت «صادقاً» فعلا في مسعاك لحماية الأقليات الدينية من الإبادة على يد داعش، لكان الأجدر بك أن تمنع إسرائيل من إبادة الفلسطينيين لا أن تقدم لها المال والسلاح دون حساب..؟!‏

اللافت للنظر والمثير للانتباه هو أن تتحرك إحدى المحميات الأميركية في الخليج ونقصد مملكة آل سعود الوهابية على خط التطورات في لبنان وخاصة ما يتصل بالحرب مع داعش وفروعها الارهابية في منطقة عرسال وجرودها في نفس التوقيت الذي تحركت به إدارة أوباما، وأن تقدم راعية الإرهاب ومنتجة التنظيمات التكفيرية حول العالم هبات مالية للجيش اللبناني من أجل محاربة الإرهاب، وأن يذيع العاهل الذي يحتضر منذ سنوات بياناً يتباكى فيه على ما يجري للفلسطينيين في غزة و«يحذر» من مخاطر وتداعيات الإرهاب الذي تدعمه مملكته الوهابية، وأن يقوم أيضاً العميل السعودي الصغير سعد الحريري بإذاعة بيان تضليلي رديء اللغة والأسلوب يحمل فيه سورية وحزب الله مسؤولية ما يجري في لبنان، في الوقت الذي يقوم فيه الإعلام السعودي والخليجي بحملة تحريض مبرمجة ضد سورية وحكومة المالكي في العراق وحزب الله للتعمية على الحقائق وتشويه الوقائع، فهل هؤلاء يريدون حقاً محاربة الإرهاب أم عرقلة جهود والإساءة إلى سمعة من يتحمل عبء مواجهته والدفاع عن أمن واستقرار المنطقة..؟!!‏

أغلب الظن أن واشنطن وأدواتها وحلفاءها في المنطقة يسعون للمراوغة وكسب المزيد من الوقت في مؤامرات وخطط جديدة تتم فيها عملية خلط الأوراق وتوزيع الأدوار من جديد، بانتظار ما ستفرزه الوقائع الميدانية في سورية والعراق ولبنان وجولات التفاوض النووية بين إيران والسداسية الدولية، ومن غير المستبعد أن تتكشف قريباً حقائق ووقائع جديدة حول النيات الأميركية والسعودية من وراء هذا التحول المشبوه..!!‏

‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية