تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الموساد ومسرحية قتل المستوطنين الثلاثة

عن موقع لو فري الألماني
شؤون سياسية
الاثنين 11-8-2014
 ترجمة: دلال ابراهيم

في الوقت الذي يشتعل فيه ميدان الحرب في فلسطين على إثر مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين , تلاه الاعتداء بالقتل على أحد الشبان الفلسطينيين , ثمة دلائل لا لبس فيها أن رئيس الموساد الإسرائيلي قد أثار هذه الحوادث خلال اجتماع عقد قبل عملية الخطف بأسبوع . وبشكل أدق تصب هذه القضية في مصلحة جهاز المخابرات .

هذا ليس عاراً على الموساد – فهو يدرك ما يفعله . سيما وقد توقع مسبقاً اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة في 12 حزيران الجاري . في حمأة الخلاف حول قانون جديد خاص بالأمن , طرح رئيس الموساد تامر باردو السؤال التالي : « ماذا سيحصل في حال تم اختطاف ثلاثة شبان في عمر 14 من أحد المستوطنات ؟ « السؤال انتشر على شبكة الانترنيت : وبعد مرور أسبوع واحد , تم فعلاً اختطاف ثلاثة شبان , فهل هو محض صدفة ؟ أم أن الموساد قد أخرج بنفسه مسرحية الاختطاف ؟‏

لأنه لا زال مستغرباً  - وفق ما كتب كيفن باريت على الموقع الالكتروني الأميركي Veterans Today:» في كل مرة تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في مأزق , يلجأ أعداؤها إلى الاستنجاد من أجل الاستفادة من هذه الفوضى . لقد باتت علامة صناعية : حالما تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لكي تتخلى عن المستوطنات أو أن تجمد بنائها  ..  تتفجر الأوضاع  ».‏

وحالما يحاصر المجتمع الدولي إسرائيل ويضعها أمام مأزقها , تنفجر قنبلة . عندما أصبحت الجالية اليهودية في الارجنتين مناهضة للصهيونية – تفجرت السفارة الإسرائيلية والمركز اليهودي في بيونس ايرس  . « وحالياً , في الوقت الذي صفق العالم للمصالحة الفلسطينية التي جمعت حماس وفتح , ضرب الجنون إسرائيل , اتخذت من خطف ثلاثة مستوطنين ذريعة لشن غارة وحشية على غزة .»‏

على ما يبدو , إن المقصود في هذا الكلام هو أن إسرائيل هي التي أعدت عملية الخطف المفبركة , ولكن هذا يدعونا إلى تبني « نظرية المؤامرة « . وعلى الرغم من ذلك ألم تجري تلك العملية بطريقة فيها بعض الغرابة؟ بعض وسائل الإعلام المتميزة بحياديتها استخلصت بعض الملاحظات , حيث لم يحدد بالضبط من هم هؤلاء الشبان : هل هم « تلاميذ في المدارس التلمودية « ؟ أم « تلاميذ دين « ؟ أم « ابناء مستوطنين « ؟ أم هم كل هؤلاء؟ نضيف إلى ذلك لم يكن هناك طلب فدية ولا أي اجراءات أخرى . . الشبان المخطوفون اختفوا دون أن يتركوا أي أثر .‏

لا يوجد أي إثبات على خطفهم سوى التأكيد على أنهم أختطفوا . ولكن نسأل : هل صحيح أنهم أُختطفوا؟ لماذا لم يصدر عن الخاطفين أي خبر ؟ وإن لم يصدر عنهم أي خبر , ما هو الغرض من هذا الخطف ؟ وهل فقط « أريد ذلك « من أجل قتل الناس ؟ وفق ما ورد في موقع شبيغل الالكتروني , لا يمكن التأكد من هوية الخاطفين , لأنه ليس ثمة « دليل ملموس على « أن حماس هي الفاعلة . ولا سيما أن حماس في وقت لاحق نفت أي مسؤولية لها في هذه العملية . حتى لدى الإعلام المحايد , كان من الواضح أن « عملية الخطف « قد صبت سياسياً في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو , ووفق موقع TAZ « عملية الخطف جاءت لصالح إسرائيل « كما وأشارت مجلة Zürcher Tagesanzeiger  أنه « وفق المحلل الخبير في شؤون الشرق الأوسط باسكال دو كروساز, جاءت عملية الخطف في الوقت المناسب لإسرائيل , وليس لحماس أي مصلحة فيها .» حتى إن صحيفة  Deutschlandfunk سألت السفير الإسرائيلي :» لا يوجد أدلة , ولا أي مؤشر واضح , وعلى الرغم من ذلك وجهتم التهمة إلى حماس ؟ »‏

لقد جاء اختطاف ومقتل الشبان الثلاثة في مصلحة التيار المتشدد في الحكومة الإسرائيلية , من أجل الحصول على تنازلات من حكومة الوحدة الفلسطينية . وفي الوقت الذي استعر فيه الخلاف حول مشروع القانون الذي يحظر التبادل مع الإرهابيين المدانين بالقتل . الذي تتخذ أجهزة الاستخبارات موقفاً ضده . ولو صدق أحد صحيفة الهآرتز الإسرائيلية في عددها الصادر بتاريخ 5 حزيران الماضي فقد عقدت جلسة لافتة في مكتب الأمن , وخلالها « حاول رئيس الموساد إقناع الوزراء عدم التصويت على هذا القانون , لأن نتائجه ستؤدي إلى تقليص مساحة عمل الحكومة خلال أعمال خطف في المستقبل .» وضرب رئيس الموساد تامر باردو مثالاً على ذلك اختطاف حركة بوكو حرام لحوالي 200 تلميذة في نيجيريا . إضافة إلى ذلك استغل رئيس الموساد هذه المناسبة لطرح ما يلي « تصورا سيناريو يشبه سيناريو اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين « كتبت الصحيفة. وسأل رئيس الموساد وزير الاقتصاد نيفتالي بينت « ماذا تفعل , في أسبوع واحد , في حال تم اختطاف ثلاث فتيات بعمر 14 من إحدى المستوطنات ؟ هلى لديكم نية في القول أن لدينا قانون يفرض تحرير إرهابيين ؟ «نبوءة مدهشة . ويسخر موقع Veterans Today.   « حجز تامر باردو له مكاناً في بانتيون ( مقبرة العظماء ) للمتنبئين المجانين »‏

لنجري هذه العملية الحسابية : انعقدت جلسة مكتب الأمن في 5 حزيران , وتوقع تامر برادو حصول عملية الاختطاف المذكورة بعد هذا التاريخ بأسبوع . في 8 حزيران تم في مجلس الوزراء تبني قانون مخالف لرغبة جهاز المخابرات . في 12 الشهر جرى الإعلان عن اختطاف الشبان الثلاثة . أي بعد أسبوع واحد من تهديد باردو .‏

وليسوا أصحاب نظرية المؤامرة وحدهم الذين شككوا بالعملية . فقد كتب ايعال يفراش وجلعاد شعار ونفتاح فرنكل في صحيفة إسرائيل اليوم في عددها الصادر في تاريخ 18 حزيران « أشار مسؤولون في الأمم المتحدة وفي السلطة الفلسطينية أن إسرائيل بوسعها بناء تفاصيل رواية الشبان الثلاثة المخطوفين من قبل حماس .» بينما كتب الصحفي والكاتب الإسرائيلي جلعاد عتزمون في 19 حزيران « لا يوجد أي دليل واضح على أن المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة قد تم اختطافهم , وكلما مر وقت كلما صار لدينا تحليلات تعتبر أن هذه القضية  كانت مزيفة بتوقيع الإسرائيليين . ومن عمل الموساد , حيث شعارهم « شن الحرب عبر خداع عدوك « . ولدى تحليل المعطيات التي نملكها , نلاحظ أن الخطف منح إسرائيل الفرصة لضرب القادة والمدنيين الفلسطينيين بوحشية « وباختصار , لم  تسر رواية الاختطاف على ما يرام , حتى لدى وسائل الإعلام المحايدة , وكلما زادت الشكوك حولها كلما أسرع  الإسرائيليون في البحث عن دلائل .‏

وفجأة في الثلاثين من شهر حزيران عثر الإسرائيليون على جثث الشبان الثلاثة , ونسأل هنا : من الذي قتلهم ؟ ليسوا بالضرورة الموساد . لأنه هناك تشكيك حتى بعملية الخطف نفسها . ربما اكتفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بالحدث الإعلامي . ثمة شهود لاحظوا خلال تشييع الشبان عدم البكاء وكانت التوابيت فارغة , واعتبروا أن ذلك ليس أكثر من تمثيلية . ووفق رواية الجيش الإسرائيلي , تم العثور على سيارة الخاطفين وعلى مقاعدها آثار دماء . ولا ننسى أنه ليس  بوسع العسكري الإسرائيلي القتل فحسب بل الكذب أيضاً .» وبعد العثور على الجثث , في اليوم التالي فوراً قدمت السلطات الإسرائيلية دليلاً جديداً , وهو تسجيل مزعوم يدعو فيه الشبان إلى نجدتهم « لقد اختطفوني « يقول أحدهم على هاتفه النقال . ومن ثم أصوات صرخات وضربات . الشرطة لم تستجب للاستغاثة , لأنه وفق موقع جويش ديلي اعتقدوا أنها استغاثة كاذبة . أو وفق بعض المعلقين على خبر جويش ديلي : « حينما يكون لدينا نداء استغاثة مشبوه , ينبغي العودة إلى البروتوكول ومعاقبة أي شخص يتجاوز الثانية عشر من العمر يطلق نداء استغاثة كاذب إلى أجهزة الأمن .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية