فها هو الحائز على جائزة نوبل للسلام يجلس مرتبكاً واضعاً يديه على رأسه «المفطوم» على المؤامرات والدسائس، يدور المسألة في عقله المتشيطن مرات ومرات، فالهدف الآن هو التملص من «ثوار» جهاد النكاح وحور العين في بلاد الرافدين والتبرؤ من موبقاتهم، وأخيراً يجد ضالته بعد طول تفكير وتمحيص، لن يكلفه الأمر شيئاً سوى تصريحات نارية مغرقة بدسم العواطف المخاتلة وبدموع التماسيح على الطفولة المهروقة دماؤها وضربات جوية «محدودة الأهداف» لسويعات أو حتى أيام قليلة وتنتهي التمثيلية ويعود السيد الأميركي إلى عاداته القديمة بمدّ ظلاميي «ملوك اللات والعزة» وتكفيريي «تورا بورا» بمزيد من السواطير والكثير من القنابل والقاذفات لمواصلة مشوار الدم والنار.
يبقى اللافت في الموضوع هو بان كي مون الذي «هاله بشدة» صور الرؤوس المقطوعة والبيوت والكنائس والمساجد المهدمة دون أن يلوح ومجلس أمنه لو من باب رفع العتب بعصا فصله السابع ولا يجاريه في السفاهة سوى «النشامى» وطوال العمر واللحى، كيف لا و «داعش» خرجت من تحت عباءاتهم ومن كنف شوادرهم وخيمهم حيث خناجر الغدر وفتاوى وهابيي العمائم لا تتوقف لحظة واحدة عن استحلال الذبح وسلخ الجلود ونهش الأكباد وتهجير أصحاب البلاد حفاظاً على الترهلات الشحمية المترامية على العروش المتصهينة المثبتة بالدبابيس!.
لكن طالما والرصاص بيد «الدواعش» وأوامر العمليات وكلمة السر ومفتاح «الجنة» بأيدي أصحاب «الجلالة والسيادة والسمو» فقد آن لحفلات الموت التنكرية والمسوخ المقنعة بوجوه ملائكية أن تسدل الستار نهائياً على آخر شطحاتها الملفقة؟.