تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


داعش تنفذ مخطط تقسيم العراق.. وأوباما يلمع صورته

شؤون سياسية
الاثنين 11-8-2014
 محرز العلي

منذ العاشر من حزيران الماضي وتنظيم ما يسمى دولة الإسلام في العراق و الشام ينشر استراتيجيته المتوحشة القائمة على القتل والتمثيل بالجثث وتشريد الأقليات العراقية في الموصل وبعض المحافظات الأخرى

ما دفع أكثر من 4800عائلة عراقية لترك منازلها واللجوء إلى مناطق أكثر أمنا، وبعضها الآخر تقطعت به السبل و لا يملك شيئا من مقومات الحياة كما هو المشهد الآن في منطقة سنجار حيث توفي نحو 70 طفلا بسبب الجوع والعطش والآن يتواجد أكثر من 100ألف عراقي في وضع صعب وحرج، دون أن يحرك ذلك ضمير المتشدقين بالحرية وحماية حقوق الإنسان، الأمر الذي يؤكد تورط الولايات المتحدة الأميركية و الغرب الاستعماري في تأجيج حالة الفوضى والتعامي عما يرتكبه تنظيم داعش الإرهابي لأنه يشكل ذراعا لتنفيذ مخططاتهم التقسيمية للمنطقة على أسس مذهبية وطائفية وبما يخدم مصالحهم الاستعمارية ويضمن أمن الكيان الصهيوني.‏

عمليات القتل و تهجير الأقليات من المناطق التي تخضع الآن لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي تشكل واحدة من الخطوات التنفيذية لمخطط جوبايدن الذي دعا فيه إلى تقسيم العراق إلى ثلاث كانتونات صغيرة على أساس مذهبي متناحرة فيما بينها وهذا ما يفسر الصمت الأميركي على أعمال التنظيمات الإرهابية المجرمة الوحشية، حيث تصب هذه الأعمال في خدمة مخططها التقسيمي الذي عجزت عن تنفيذه عبر غزوها للعراق واحتلاله لنحو 9 سنوات، بل إن الولايات المتحدة الأميركية هي من تخطط لهذا التنظيم الإرهابي وتدعمه بكل أسباب القوة وأدوات القتل والتدمير عبر إعطاء الضوء الأخضر لعملائها بالمنطقة من حكام بني سعود ومشايخ البترودولار في قطر وغيرها من الدول التي ارتضت أن تكون أداة لتنفيذ المؤامرة الكونية على الشعوب العربية، لتقديم الدعم المادي والعسكري وتسخير مشايخ الفتنة لإصدار الفتاوى المضللة التي تحض على العنف تحت ما يسمى (الجهاد)بالإضافة إلى حكومة العدالة و التنمية التركية التي جعلت من أراضيها منطلقا ومركزا لتدريب الإرهابيين وعملت مخابراتها باسم المساعدات الإنسانية على تسهيل تهريب السلاح و المسلحين من مرتزقة الناتو إلى داخل العراق وسورية على حد سواء من أجل تنفيذ مخططها التدميري.‏

ما قامت به إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر إعطاء أوامر للطيران الحربي الأميركي بضرب مواقع داعش على حدود إقليم كردستان تحت مسمى حماية موظفيها ومنشآتها لن يغير كثيرا في المشهد أو يلغي الهدف الأساسي لوجود داعش ومهمته الرامية لتقسيم العراق، وما الضربات الجوية الأميركية المحدودة لداعش سوى محاولة لتلميع صورة واشنطن الداعمة للإرهاب أمام الرأي العام الدولي، ومحاولة إعطاء صورة تضليلية بأنها تحارب الإرهاب، لكن الحقيقة أنها تحاول منع تقدم تنظيم داعش إلى اقليم كردستان الذي تعامله واشنطن على أساس أنه دولة مستقلة مثله مثل العراق، وبالتالي محاولة توجيه داعش باتجاه بغداد وبقية الأراضي العراقية لاستكمال عملية التقسيم واستنزاف الجيش العراقي ونهب ثروات العراق، و الضغط من أجل فرض حكومة عراقية ضعيفة تذعن للمخطط التقسيمي وتنفذ ما تطلبه الولايات المتحدة الأميركية .‏

ما يؤكد التورط الأميركي بتقسيم العراق وعدم جدية واشنطن في محاربة تنظيم داعش الإرهابي وأن ضرباتها الجوية المحدودة ليست سوى ذر للرماد في العيون هو صمتها منذ العاشر من حزيران يوم استولت فيه التنظيمات الإرهابية على مدينة الموصل وما حولها، وما رافق ذلك من تآمر وتواطؤ بعض الأوساط السياسية العراقية، وعدم تنفيذ واشنطن لالتزاماتها بما يخص تزويد الجيش العراقي بطائرات اف 16 والمروحيات المتفق عليها والتي كان من شأنها تغيير موازين القوى والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن غرف العمليات التي تديرها المخابرات الأميركية والتركية والسعودية والقطرية هي من تحاول دعم الإرهابيين من تنظيم داعش وتشجيعهم على قتل العراقيين وتشريدهم في مخطط تغيير ديموغرافي لمنطقة وسط العراق وبالتالي المساهمة بتقسيم العراق على أساس مذهبي إلى ثلاث اقاليم متناحرة كما خطط ودعا لها نائب الرئيس الأميركي جوبايدن منذ عام 2007.‏

إن العراق يمر بمرحلة خطيرة نتيجة التآمر الغربي الخليجي الصهيوأميركي وما يحدث فيه من إرهاب منظم وتغيير ديموغرافي في بعض المناطق يشير إلى أهمية تنبه العراقيين لما يخطط من تقسيم يضر بكل أطياف الشعب العراقي بمختلف شرائحه وهذا يتطلب من الغيارى والوطنيين الحريصين على وحدة العراق أرضا وشعبا وضع مصلحة العراق أولا والتعالي على المصالح الشخصية الضيقة وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة المخططات المعادية والعمل على استئصال تنظيم داعش الإرهابي من أرض العراق بوصفه صنيعة استعمارية تخدم أجندات العدو الصهيوني ومصالح الغرب الاستعماري، وبالتالي تفويت الفرصة على أعداء العراق وإفشال مؤامراتهم عليه وفي ذلك مسؤولية وطنية وتاريخية تجاه العراق ومستقبل شعبه.‏

">mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية