لاريجاني انتقد خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني أمس سياسة الازدواجية التي تنتهجها أميركا حيال ظاهرة الإرهاب في المنطقة، وقال إن تشريد المسيحيين وتدمير الأماكن الدينية في سورية لم يكن مهما لأميركا، كما أن جرائم المجموعات الإرهابية بحق الشعب السوري وإراقة الدماء لم تجرح مشاعر الرئيس الأميركي باراك أوباما بينما الآن يرسل عدة طائرات لضرب الإرهابيين في العراق بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية وتبرئة ساحة بلاده من الجرائم البشعة التي ترتكب في سورية والعراق وفلسطين ولبنان.
رئيس مجلس الشورى الإيراني تساءل إذا كانت أميركا من حماة حقوق الإنسان فلماذا التزمت الصمت حيال جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني خلال 70 عاماً وجرائم التنظيمات الإرهابية التي ارتكبتها بحق الشعب السوري خلال 40 شهراً وجرائمها بحق الشعب العراقي وتشريدها للآلاف من السكان في بعض المناطق، مؤكداً أن هذه الأساليب المفضوحة ستبوء بالفشل لأن هذا الزمن هو عصر صحوة الشعوب حيث سقط قناع الخداع والمكر عن وجوه الغرب وخاصة أميركا، مشدداً على أن السياسات المعادية للإسلام التي تعتمدها الدول الغربية خاصة أميركا إلى جانب ما تقوم به الجماعات الجاهلة والمتطرفة في المنطقة أثارت الفوضى في العالم الإسلامي.
وقال لاريجاني إن الشعب السوري بجميع مكوناته تحمل الضغط والعمليات الإرهابية التي مارستها التنظيمات الإرهابية مثل ما يسمى تنظيم «دولة العراق والشام» الإرهابي طوال 40 شهراً في الوقت الذي كانت أميركا تدعم بشكل مستمر ومتواصل هذه التنظيمات الإرهابية، كما لفت إلى أن قيمة أرواح الناس بالمنطقة وأمنهم ومستقبلهم أصبح بلا أي قيمة تذكر لما تعيشه دول المنطقة من تدخل غربي وأميركي والإرهاب الذي يضرب بها بدءاً من ليبيا إلى اليمن مؤكداًَ أن السياسات الشيطانية لأميركا إضافة لجرائم الإرهابيين التي تقوم بممارسات شنيعة باسم الإسلام والدين وجهان لعملة واحدة وقد مزقتا الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية للدول الاسلامية.
وأشار لاريجاني إلى العدوان الهمجي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وخاصة ضد النساء والأطفال الأبرياء مؤكداً أن الكيان الصهيوني قام باستغلال أوضاع المنطقة وارتكب عدوانه الهمجي ضد الشعب الفلسطيني، مستهجناً موقف الإدارة الأميركية حيال هذا العدوان الصهيوني المرير ووصفه بأنه من المواقف المضحكة.
وشدد لاريجاني على ضرورة تقديم الرئيس الأميركي إجابات لسلوك وسياسات إدارته المتناقضة تجاه الإرهاب الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية في المنطقة مضيفاً إذا كانت الإدارة الأميركية مؤيدة للمسلمين فلماذا لم تقم بأي ردة فعل تجاه هجوم الإرهابيين على المدن العراقية كسامراء والموصل والأنبار وتكريت وتشريد الآلاف من السكان وتخريب المراكز والأماكن الدينية. وتساءل لاريجاني: إذا كانت أميركا تدعم الأقليات في العراق فلماذا لم ترسل طائراتها بعد سيطرة التنظيمات الإرهابية على مدينة الموصل العراقية داعياً الرئيس الأميركي للبحث عن طريق آخر للفت أنظار شعوب المنطقة والعالم عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.