تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاعودة إلى الوراء

نافذة على حدث
الخميس 17-11-2011
حسن حسن

يبدو أن الغربيين والإدارة الأميركية والصهاينة قدموا خدمات جليلة لنا- نحن السوريين- فلم يعد من داعٍ للحديث وفق «نظرية المؤامرة» فقد ظهرت الأمور واضحة جلية.

وثمة مسلمات باتت معروفة لاتحتاج إلى كثير من البحث عن التحركات التي تشهدها سورية حالياً، وفق مايراه المراقبون الموضوعيون من بعيد، أولها: ثمة استغلال سياسي واضح للمطالب الشعبية بغية حرف الشعب السوري عن مطالبه المشروعة بتحسين وتطوير ظروف الحياة، وثانيها: القائمون على هذه التحركات الفوضوية والطفولية هم قلة فاقدة لأي مشروع جدي يقنع السوريين ويحافظ على سورية الآمنة المستقرة القادرة على حمل ثقل هويتها ودورها المحوري في محيطها الطبيعي، وفي العالم. ومواجهة التحديات القومية والاجتماعية المطروحة، وثالثها: الدعم الدولي الأكيد للفوضى ليس بالحجم المطلوب من قبل المراهنين عليه، فالمشروع الصهيوني الذي انخرط به محركو الفوضى، يراهن على هؤلاء للقيام بالعمل الموكل إليهم وليس العكس، رابعها: تبدو المطالب التي حملها الشعب السوري منذ اليوم الأول، باتت المطلب الأساسي وأولوية القيادة السورية ما يضعها ويضع السوريين جميعاً أمام تحدي متابعة التنفيذ لا أمام المغامرة بمستقبل البلاد وصورتها، ويضع التحركات العنفية المسلحة وغيرها في خانة المشروع الصهيوني الذي يستهدف سورية وليس في خانة الإصلاح والتغيير على أي حال.‏

من هنا يبدو أن مستقبل هذه التحركات محكوم بالفشل الأكيد لمحركيها خارج سورية، حيث فقدوا أي مصداقية عند الذين راهنوا عليهم منذ سنوات بعد أن فقدوا مصداقيتهم لدى السوريين، هذا بالحد الأدنى، وبالتأكيد لايمكن أن يكون مابعد الذي حصل يشبه ماقبله فما حصل يؤسس لتحولات كبيرة في سورية وعلاقتها بالمحرضين والمحركين والمراهنين على الخارج، وتضع سورية أمام التحدي الكبير في حماية سورية من الداخل والخارج فمسؤولية حماية نفسها ليست ملكاً حصرياً للسوريين والقيادة السورية بقدر ماهي مسؤولية العرب الرافضين للاستسلام للمشروع الصهيوني والرافضين العودة إلى زمن الهزائم، من هنا يمكن القول: إن سورية ليست في أزمة، بل هي في معركة جديدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية