فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية».
إنه الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي الذي ولد في مدينة بني صاف الجزائرية عام 1948 لعائلة سفاردية يهودية ثرية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقد انتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من ميلاده.
اشتهر ليفي في فرنسا كأحد الفلاسفة الجدد وهم جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة واعتبرتها فاسدة أخلاقياً وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان « البربرية بوجه إنساني».
وقع ليفي في عام 2006 بياناً مع أحد عشر مثقفاً أحدهم «سلمان رشدي» بعنوان «معاً لمواجهة الشمولية الجديدة» رداً على الاحتجاجات الشعبية في العالم الإسلامي ضد الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحيفة دانماركية والمسيئة للنبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام.
وفي 16/9/2008 نشر برنارد هنري ليفي كتابه «يسار في أزمنة مظلمة» موقف ضد البربرية الجديدة» الذي يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة و«إسرائيل» واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين بل من مشكلة متأصلة وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواع إنسانية ليس مؤامرة إمبريالية بل أمر مشروع تماماً.
وفي 24/6/2009 نشر برنارد هنري ليفي فيديو على الإنترنت لدعم الاحتجاجات ضد الانتخابات المشكوك بأمرها في إيران على حد زعمه !! وخلال العقد المنصرم كله كان «ليفي» من أشرس الداعين للتدخل الدولي في دارفور شمال السودان.
يقول الكاتب الجزائري سليم بو فنداسة: سبعة كتب صدرت تباعا في هجاء برنارد هنري ليفي وعشرات المقالات التي تكشف أن الفيلسوف الكبير كذب على مئات الآلاف من قرائه، وباع صور زوجته عارية واستغل نفوذه لإنقاذ شركة والده من الإفلاس ، لقد بدأت تظهر أكاذيب ليفي ومنها علاقته بشاه مسعود الذي ادعى انه صديقه الحميم وتلفيقه تحقيقا عن اغتيال دانيال بيرل الصحافي في صحيفة الوول ستريت جورنال الذي قتل ببشاعة في باكستان التي لا يعرف ليفي خريطتها بشهادة أحد أكبر المحققين والمراسلين الصحافيين في المنطقة.
ولعل أهم الكتب في ذلك كتاب (مثقفو التزييف: كيف يصنع الإعلام خبراء في الكذب) للمفكر السياسي «باسكال بونيفاس» مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، وفيه يبين استحواذ فئة من الصحفيين والمعلقين والخبراء على الفضاء الإعلامي والثقافي الفرنسي وقلبهم الحقائق بهدف توجيه الرأي نحو قناعات إيديولوجية أحادية البعد خاصة برناد هنري ليفي وجماعته.
وتحظى هذه النخبة بحيز كبير على قنوات التلفزيون وصفحات الجرائد لتتناول مواضيع مستهلكة يومياً مثل : الهجرة والتطرف، الإسلام والأصولية، والحجاب ، والمساجد ، والعنف، والضواحي، حتى أصبح المشاهد والقارئ على ألفة بهذه الوجوه والأسماء.
وقد خرج هؤلاء جميعاً كما يقول من تحت معطف «برنارد هنري ليفي» الذي كان حاضراً في ساحات الربيع العربي وخاصة في القاهرة وبنغازي إلى جانب الثوار وهو صديق لكبار مالكي الصحف ومسؤولي الإذاعات والقنوات التلفزيونية وأشهر وأكبر رجال الأعمال المستثمرين في الإعلام الفرنسي.
وندد بونيفاس في الفصل الأول من كتابه بأساطين التزييف قائلاً : إنهم يدعون «تمثيل فيكتور هيغو وزولا وفولتير الذين دافعوا عن قضايا مصيرية من منظور إنساني شامل وغير ذاتي، كما يفعلون هم تحت وطأة انتهازية موصوفة ونرجسية مرضية تعكسان حجم سعيهم لخدمة مصالحهم وفضاءاتهم الشخصية وتعميق شعبيتهم وبيع كتبهم وتكريس نفوذهم قبل كل شيء.
ويقوم منهج ليفي حسب الكاتب على الكذب والتلفيق والتشويش على المفاهيم والأفكار كأن يعتبر مناهضي السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة معادين للسامية والصهيونية، والإسلام الخطر الأكبر على إسرائيل، وقصف الفلسطينيين لمدن إسرائيلية جريمة بحق الإنسانية، والجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش العالمية أخلاقية بالنظر إلى تحفظه على تدمير الفلسطينيين.
هذا غيض من فيض من سيرة أستاذ المزيفين «برنارد هنري ليفي» أحببت أن ألخصها من عشرات بل مئات المقالات والأبحاث التي تناولت هذا الأفاك وكشف كذبه وزيفه وخلفيته الصهيونية آملاً ممن بادروا من مدعي المعارضة (وخاصة المعارضة في الخارج) إلى الاجتماع معه في شهر تموز الماضي ، أن يعودوا إلى رشدهم ويدركوا أن إسرائيل وحلفاءها في المنطقة ليسوا بريئيين مما يجري في سورية والشرق الأوسط وأنهم يخططون لتدخل عسكري خارجي في سورية تمهيداً لتقسيمها وشرذمة شعبها ومحو هويتها العربية.