بقيادة الموسيقي حسام بريمو.. الذي دأب منذ سنوات طوال على عشق الموسيقا، فقدم من روحه ما يبهر الحضور عبر جوقته سنا التي يتكون عدد أطفالها الثمانين عازفاً أعمارهم دون الست سنوات تأسست في عام 2007 بهدف إعداد الطفل فنياً ونفسياً واجتماعياً لذلك الفعل الراقي (الغناء الجماعي) بأسلوب يعتمد على خلط المسموع بالحركي والاجتماعي.
أطفال سنا قالوا: نحن جوقة الصغار الصغار في مجموعة لونا للغناء الجماعي التي تضم جوقة ألوان وهم أطفال أكبر منا، وجوقة ورد التي سنغني بها عندما نصبح مراهقين، وجوقة قوس قزح الذين يغنون بشكل احترافي، وجوقة شام التي تضم أهلنا وأقاربنا عشاق الغناء العربي الأصيل، يعزف معنا أصدقاؤنا من أوركسترا ندى وهي الأوركسترا التي ترافق كل جوقات لونا في حفلاتها وهم عازفون بارعون يسرقون اهتمامنا في كثير من الأحيان، فنشرد عن حركات الفنان حسام بريمو.. بدأنا المشوار في أيلول 2007 وقد أعلنا في حفلنا الأول أننا واعدون وما زلنا واعدين ومستمرين.
أكثر من خمسين طفلاً وقفوا في هذه الأمسية على خشبة المسرح ليقدموا وبأداء عالي المستوى على مدى ساعة وربع مجموعة من الأغاني اللطيفة التي تدخل القلوب من دون إذن، من تلك الأغاني نذكر: بياع الموسيقا، غصن اللوز، قدك المياس، سبع عنزات، ست صبيان، صبحيني بوجهك، عبده التاجر، الثعلب والبجعة، بليلة من آذار، الأرنب والثعلب، زرعنا جزرة.
ما يلفت الانتباه أن أداء الأطفال كان مبهراً، وانسجامهم مع الأغاني المختارة يتحدث عن خريطة مستقبلهم الموسيقي، ناهيك عن عذوبة الصوت الممزوج ببراءة الأطفال، وصمودهم على خشبة المسرح لأكثر من ساعة كان ليأكدوا لجمهورهم وأهلهم عشقهم للموسيقا ولتراثنا الغني.
الفنان حسام بريمو التقيناه فقال:
الطفل بهذا العمر يصاب بالملل ويضجر، وعندما يستمر الأولاد معنا منذ عام 2007 أي منذ تأسيس جوقة سنا، فهذا يعني أن دأب هؤلاء الأطفال هام جداً، ودأب أهلهم أهم بكثير، وكلمة (مستمرون) تعني أن عزيمتنا لم ولن تهان مع مرور الزمن.
عدد الأطفال على خشبة المسرح خمسين طفلاً، والأغاني المقدمة مخصصة للأطفال، كتبت أنا بعضها، وهناك أغان للأخوين رحباني، وفليمون وهبة بالإضافة إلى أغان من التراث.
أما بالنسبة لتدريب الأطفال فقد كان ممتعاً للغاية فهذا الطفل ذكي ويستوعب جداً، وأنا اعتمد اللعب وزرع المحبة في مابيننا، كما نقوم بمجموعة من الحركات تجعل الطفل مستمتعاً في العمل.
باسم جابر وهو عازف كونترباص وأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية وعازف في الاركسترا الوطنية.. أكد أنه يعشق المشاركة في حفلات الأطفال الصغار فهذه التجربة فريدة من نوعها، خصوصاً أن التعامل مع الأطفال شيء هام وصعب، خاصة عندما تريد أن توصل المعلومة للطفل وبالمقابل تأخذ ما تريد الحصول عليه.
وأضاف جابر: الألحان المقدمة قريبة من الطفل وليست مركبة، الانسجام كان رائعاً بيننا وبين الأطفال، بالإضافة إلى أن الفنان حسام استطاع خلال فترة وجيزة أن يقوم بشيء هام.