قدّم للكتاب الاستاذ عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد للحزب، حيث أكد أنه محاولة لمقاربة التحوّل الجاري في مفهوم وطبيعة الحرب: من «الحرب المتوازنة أو المتماثلة» إلى الحرب «اللامتوازية أو اللامتماثلة», وانعكاساتها على مجموعة مفاهيم الفكر العسكري الصهيوني وفنون القتال الصهيوني وأساليبه, أو ما يسمى بـ «العقيدة القتالية الصهيونية», التي تَنَبّه العدو الصهيوني إلى خطورتها على وجوده في أعقاب إخفاقه المدوي في حرب تموز عام 2006 في لبنان.
وأشار الكتاب إلى أن تلك الحرب «أثبتت أن الإدعاء الصهيوني كان بلا معنى, كما أظهرت أن الكيان الصهيوني غير قادر على إدارة حرب من نمط «الحرب اللامتماثلة», رغم الغطاء والدعم السياسي والعسكري غير المسبوقين, وفسحة الوقت الكبيرة».
وأوضح أن الكيان الصهيوني يدرك أن التعقيدات الاستراتيجية المحيطة به, ومن ثمّ المرونة وحالة الإبداع في ميادين الكفاح لدى العقل العربي: حرب تشرين 1973، والانتفاضة الفلسطينية في الداخل, والعمليات الاستشهادية, والمقاومة في لبنان, وكذلك استمرار سورية في الصراع وتصدرها محور المقاومة، فرض على الكيان الصهيوني أن يتكيف مع تحديات العقل العربي، مما اضطره إلى الحديث عن تكييف عقيدته القتالية مع ثلاثة أنماط من الحروب هي: الحرب التقليدية، والحرب اللامتماثلة، والحرب الهجينة.
يؤكّد الكتاب أن أميركا حين أعادت إنتاج وتكييف عقيدتها القتالية في ظلّ الشعور بـ «فائض القوة» أو ما عرف بـ «سياسة القتل المشبع» حسب تعبير «هنري كيسنجر», وسيادة نزعة القوة العظمى الفائقة وفق توصيف «زبيغنيو بريجنسكي», تخلف الكيان الصهيوني عن إدراج هذا التحوّل الجاري في مفهوم وطبيعة الحرب في صلب عقيدته, وإن حاول تقديم ذاته للولايات المتحدة في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول والعدوان الأميركي على أفغانستان 7/10/2001, على أنه مالك الخبرة والفعالية في محاربة «الإرهاب»: المصطلح الصهيوني للمقاومة.
كما يثبت الكتاب أن قدرة الكيان الصهيوني على التفوق في معركة العقول والإرادات باتت محلّ تساؤلٍ، والتساؤل حين يطال صدقية الأسطورة، فإنه يعني سقوط أسطورة «العبقرية اليهودية». لكن مهما قيل في الحرب وعقيدة القتال، فإن قانون الحرب الوحيد الثابت هو «الحرب هي الحرب»، التي تضعنا أمام التساؤل: هل الحرب لأجل الحرب، وفق نظرية «هنتنغتون» في «صراع الحضارات»، أم الحرب لتحقيق هدف سياسي؟