تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مواطن عائد طوعاً من المخيمـات التركية يروي تفاصيل الفبركات الإعلامية

دمشق
سانا - الثورة
صفحة أولى
السبت 19-11-2011
لأن الوطن أغلى من أي شيء ولان سلامته واستقراره الغاية والعقيدة التي تربى عليها أبناؤه راجع نفسه وقرر العودة مغلباً شعوره الوطني ومصلحة الوطن فوق الاعتبارات والمصالح التي تسعى للنيل من سورية عبر التضليل الاعلامي والسياسي

والتحريض الممنهج ممن لايريدون الخير للوطن وشعبه الرافض للتدخلات الخارجية والقرارات الرامية للنيل من صموده.‏

فقد روى أحمد علي صيطوف المخطط الذي تعرض له حين كان في تركيا والفبركات والكذب والاخبار الملفقة التي حيكت ضد سورية ما جعله يتخذ قراره الوطني بالعودة اليها رافضا كل ذلك.‏

وقال صيطوف للتلفزيون السوري: عمري 33 عاما واعمل في مجال الدعاية والاعلان وتخطيط اللافتات وقد خرجت مع أخرين الى تركيا حين دخل الجيش السوري منطقة الرمل الجنوبي باللاذقية وعندما وصلنا الى الحاجز التركي التقيت عددا كبيرا من المسلحين في خيمة داخل الاراضي السورية على الحدود مع تركيا وأخذونا الى المخيمات التركية بسيارات وحافلات.‏

واضاف صيطوف: كانت معاملتنا في تركيا جيدة خلال الايام الثلاثة الاولى فقط لكنها اختلفت تماما بعد ذلك وقد أخرجونا من المخيمات التي قطعت فيها الكهرباء لنشاهد على شاشات تلفزيونية ما قالوا انه تعذيب الامن السوري لمن يلقى القبض عليهم ضمن عملية ترهيبية منظمة يريدون بها تخويفنا من الامن ومنع عودتنا الى سورية.‏

وبين صيطوف أن من يرغب بالعودة الى سورية كان يؤتى به الى منطقة عين البيضا ثم يسلم الى خيمة المسلحين على الحدود في اطار عملية ترهيب تنتهي في تركيا وتبدأ في خيمة المجموعات المسلحة عبر نشر ادعاءات مفبركة هدفها الترويع وتقول ان الامن مفقود في سورية وينبغي العودة الى تركيا.‏

وكشف صيطوف أن المخيم الذي كان فيه عبارة عن سجن سياجه مكهرب وتحرسه عناصر مع ذخيرة حية ويضم ما يقارب 339 خيمة أقام فيها السوريون ومن الامور المأساوية أنه عندما يحتاج الشخص التوجه الى دورة المياه كان عليه السير 2 كيلومتر لقضاء حاجته.‏

وأكد صيطوف أن حراس المخيم كانوا يمنعونهم من الخروج منه أو الدخول اليه دون اذن ما تسبب بمشاكل كثيرة منها عدم تأمين حليب الاطفال ومستلزماتهم اضافة الى الحاجيات الاساسية الأخرى وكثيرا ما كانت الخيام تنهار عند هطول الامطار بسبب الارض الترابية التي كانت مبنية عليها.‏

وشرح صيطوف كيفية فبركة التظاهرات والاحداث على الفضائيات قائلا:جعلوني عضوا فيما يسمى اللجنة الاعلامية للمخيم والتي تمحور عملها بالتجهيز لفبركة تظاهرات وأحداث لم تحدث حيث كان هناك لوحتان من نوع فليكس احداهما ليلية والأخرى نهارية وطول الواحدة منهما أربعة أمتار وارتفاعها 380 سنتيمترا وكنا نستخدمهما في تقنية فبركة التظاهرات حيث توضع على اللوحة صورة لتظاهرة سابقة فيها أشخاص يحملون لافتات وكنا نمسح ما يكتب على اللافتات معتمدين على أن الفليكس قابل لمسح ما يكتب عليه باستخدام مادة التنر ثم نعيد كتابة عبارات أخرى لتظهر وكأنها تظاهرة أخرى ونصور ذلك لارسالها وبثها على الانترنت والفضائيات.‏

كما لفت صيطوف الى كيفية أخذ منظر تصويري بشكل نصف دائرة لاحدى اللوحتين ثم ادخاله على الكمبيوتر ومعالجته بواسطة برنامج يساعد على فبركة الصور بحيث تظهر التظاهرات وكأنها تحدث حال بثها ثم يخرج أحد ليتكلم على الميكرفون وهو غالبا المدعو طارق عبد الحق ويقول: مباشر من مدينة حمص الخالدية مثلا أو الفوعة في ادلب أو غيرها فتظهر التظاهرة وكأنها حقيقية وكانت ترسل الى قناة الجزيرة وغيرها والى اليوتيوب عن طريق عدة أشخاص.‏

وقال صيطوف ان رئيس اللجنة الاعلامية للمخيم كان المدعو جميل صائب الذي استقر في شقة بأنطاكيا وحولها الى ما يشبه مقهى انترنت ينظم من خلاله ما يسمى التنسيقيات الا أن خلافا حدث بين اللجنة الاعلامية و صائب بسبب سرقته لكل الاموال التي كانت تصل من وفود سعودية ولبنانية وكذلك ممن تسمى المعارضة في تركيا وهربه ليعمل بشكل فردي بتوجيه من المعارضة دون الرجوع الى المخيم أو اللجنة.‏

وأضاف صيطوف: كنا نبحث خارج المخيم عن منطقة مناخية تشابه الطبيعة السورية لندعي خروج تظاهرات فيها فأحيانا نقول ان التظاهرة في ادلب في حال كانت المنطقة خضراء وان كانت سكنية ولا معالم واضحة للمنازل فنقول ان التظاهرة في حمص أما في حال كانت المنطقة قريبة على البحر بعض الشيء فاننا نتعمد اظهار البحر فيها ونقول انها في اللاذقية أو طرطوس أو بانياس.‏

وأوضح صيطوف أنه رسم رسومات على جدران المخيم وحين شاهد بعضها وزير الصحة التركي الذي أتى المخيم برفقة أشخاص أخرين وكاميرا تلفزيونية طلب منه عبر المترجم أن يتصور معه قرب العلم التركي ثم قال له انه يريد منه نفي وجود حالات اغتصاب في المخيم الذي يقيم فيه ولكنه أجابه: كيف سأقول ذلك علما أن الاطباء الذين تبرعوا بالحضور من سورية الى المخيم للكشف عن الاشخاص الذين أصيبوا باليرقان والنساء الحوامل تم وضعهم في الفندق ولم يفسح لهم المجال للحضور الى المخيم فتعمد الوزير تحويل الموضوع الى اخر متحدثا عن الرسم.‏

وقال صيطوف: كان هناك خيمة خارجية مخصصة لاشخاص يعقدون مؤتمرات لرعاية أحد المخيمات وحين أتى مندوب عن وزارة الخارجية التركية ونائب رئيس مجلس الوزراء التركي برفقة زوجته وضباط وعدة أشخاص أخرين الى أحد المؤتمرات وطلبوا الاجتماع مع أعيان المخيم كرؤساء اللجان الدينية والامنية والاعلامية طلبوا منا القول عن طريق الانترنت والمحطات الفضائية بانه لا حالات اغتصاب رغم وجودها على أرض الواقع مضيفا حين يطلب من شخص نفي خبر دون رأي طبيب أو تقارير طبية فهذا يعني أن الخبر صحيح لان النساء المغتصبات أصبحن حوامل.‏

وأكد صيطوف أنه رأى أشخاصا بينهم نساء اغتصبن تم اخراجهن من المخيم قبل وصول الوفد الطبي السوري مدعين أنهن سيعملن بالقطن مع الرجال لان زراعة القطن منتشرة في تلك المنطقة.‏

وأضاف صيطوف: رأيت تلك الفبركات والمآسي والمرض الذي يصيب الاطفال فتحدثت مع الامن السوري وأخبرتهم أني قادم الى سورية لاسلم نفسي لان السيد الرئيس قال ان من لم تتلطخ يداه بالدم فسنعف عنه ونعطه فرصة ثانية ليعيش حياة جديدة مرة أخرى علما أنني تركت محلا وسيارة وأشخاصا كنت أعرفهم في تركيا لان هذا ما على فعله وهو الصحيح فالفبركات لن تدوم وبناء عليه اتصلت بالامن السياسي في اللاذقية وأخبرتهم برغبتي في العودة الى بلدي وأنني نادم على ما فعلته تجاهه لان الخطأ لن يدوم طويلا.‏

وأوضح صيطوف أنه حصل على عمل جيد في تركيا لان بعض الاتراك أعجبوا بما كان يرسمه فطلبوا منه العمل معهم وفتحوا له مرسما وأعطوه سيارة وكان يستطيع احضار ملابسه وطعامه وما يحتاجه من أشياء أخرى مجانا مؤكدا أنه فضل الاستغناء عن كل هذه الرفاهية التي كان يعيشها مقابل العودة الى أهله وبلده الام سورية.‏

وقال صيطوف: حين أعلنت رغبتي بالعودة الى سورية تمت ملاحقتي لان لدي معلومات كثيرة مشيرا الى أنه هرب الى سورية عن طريق منطقة حير جاموس الحدودية في مدينة ادلب ثم وصل الى مدينة سلقين حيث تم أخذه من قبل دورية الامن واعادته الى بلده.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية