تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تاريخنا بدمائنا كُتبَ... الشهيد هادي علي بلدية..كان مثال الإقدام والحماسة

شهداء
الأحد 8-1-2012
وصال سلوم

شيعت منطقة مصياف ابنها الشهيد البطل الرقيب هادي علي بلدية 1978 وزفت قريته (الفندارة عريساً محمولاً على أكف رفاق السلاح ومجسى بعلم الوطن الذي ناداه فلبى النداء.. بل وتمنى الشهادة فكانت له..

ليعود إلى أحضان القرية الأم جثماناً روى بدمه الطاهر أرضها.. الشهيد هادي بلدية اغتالته يد الغدر في محافظة إدلب بعد تعرضه لكمين حيث قام مسلحون بقطع الطريق وإطلاق النار ما أسفر عن إصابته ووفاته في مشفى حلب بعد ساعتين من إصابته..‏

أخو الشهيد الأكبر هيثم قال: لم أفاجأ بنبأ استشهاد هادي وهو الذي كان يطلبها منذ اليوم الأول للأزمة.. التي تعرض لها الوطن الذي يستحق منا تقديم الروح فداء له.. ليبقى بلد الصمود والمقاومة وبلد الأمان لأهلنا ولأولادنا من بعدنا..‏

وكان هادي مثالاً في الأخلاق والشجاعة..‏

ويمتلك من الإقدام والاندفاع والحماسة ما أهله لينال هذا الشرف العظيم.. وقسماً ونحن أربعة أخوة شباب كلنا سنحمل رايتك ياهادي وسنسير على دربك لنكون كلنا مشاريع شهادة من أجل الوطن الذي لايستحق إلا الشموخ والرفعة والانتصار..‏

ونحن أبناء ذاكرة تشرين التحرير.. وأحفاد الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة..‏

زوجة الشهيد قالت: أثق أن دماء الشهداء كفيلة بتحصين سورية وجعلها أكثر قوة.. ونحن أبناء سورية لن تهزمنا مؤامرة ولن تثني عزيمتنا استشهاد رجالنا.. لقد كان يطلب الشهادة كل يوم ويتمنى لوكان يخدم في المناطق الساخنة بأحداثها.. ويبرر ذلك بأن سورية لاتستحق إلا الأمان والاستقرار واستشهادي سيحمي ابني في المستقبل..‏

ويؤمن له ولأبناء جيله مستقبلاً آمناً.‏

وأضافت: قبل استشهاده وآخر ليلة قضاها معنا ودع أهله وأهلي ووصاهم بابننا علي الذي لم يكمل عامه الأول بعد.. ووصاهم بالاعتناء بي وبالمولود الجديد الذي تمنى أن تكون فتاة ليسميها على اسمي.. لم يترك لي إلا الذكريات الجميلة.. كان قمة في الأخلاق والكرم والتواضع..‏

يحب عائلته وإخوته ويتمنى أن يكون الشهيد بينهم..‏

وها أنا اليوم افتخر بشهادته وهو البطل في عيون رفاقه وعيون أهله وعيوني وسأقص لابني عن بطولة والده.. الذي استشهد «كرمى عيون الوطن» ابني الذي سُيشار له بأنه ابن البطل الشهيد.‏

قالت: جل مايحزنني أنه استشهد دون أن يرى علي يمشي.. كان يشعر بالخوف عليه كونه تأخر بالسير.. ويعدّ له خطواته واحد اثنان لم يره بعد الخطوة الخامسة..‏

لن أنسى نظرته وشروده في آخر يوم ودعني فيه وهو يوصيني أن أواظب على زيارة أهله وأن لا أحرمهم من رؤية ابنه..‏

لقد تمنى الشهادة فكانت له.. كم هوجميل الإرث الذي تركه لنا.. وكم هو قبيح فعلكم أيها المسلحون.. القتلة أعداء الله وأعداء الوطن..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية