تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لمــاذا يهتــم الفرنســـيون بالفــن العربـي- الإســـلامي ؟!

عن مجلة اكسبريس
فضاءات ثقافية
الأحد 8-1-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

تجتاح العاصمة الفرنسية باريس موجة اهتمام شديد بالشرقيات, حيث من المقرر أن يفتتح معهد العالم العربي متحفه الجديد, بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه,

وبعد مرور عامين على الانشغال في الإعداد له. وستعرض على امتداد أربعة طوابق من هذا المتحف 600 قطعة أثرية تتحدث عن (الحضارة العربية- الإسلامية) بأبعادها الثقافية والدينية والاجتماعية, كما ومن المقرر أن يدشن متحف اللوفر في شهر تشرين الأول المقبل قسماً جديداًً هو الثامن المكرس للفنون الإسلامية. في وقت يؤكد فيه الخبراء أن ثراء هذه المجموعة التي سوف يتم عرضها والبالغ عددها 2000 قطعة, كانت قيمتها فيما مضى ولزمن طويل مفقودة وسط الآثار الشرقية القديمة تستحق هذا التكريم وإبرازها ضمن صندوق من الزجاج والفولاذ في فناء فيسكونتي.‏

وليست هاتان المؤسستان هما الوحيدتان اللتان حولتا نظرهما إلى ذلك الجزء من الكرة الأرضية, فقد أطلق مركز بومبيدو بحوثاً ترمي إلى تعميق المعرفة بالفن العربي الحديث والمعاصر. هذا وسوف نشهد ازدياداً في عدد المعارض يحتل فيها الفنانون التشكيليون من تونس ومصر ولبنان وفلسطين مواقع النجوم. وكما طرح معهد الثقافات الإسلامية برنامجاً طموحاً, يتطلع معهد العالم العربي إلى تطوير دعوات يوجهها إلى الفنانين المعاصرين, في وقت سيعمل وفق استراتيجية جديدة مع مطلع العام الجديد تقضي بإقامة معرض يحتفي فيه المعهد بالذكرى الأولى للثورة التونسية. ويرى الباحث فيرونيك ريفل من معهد الثقافات الإسلامية ومؤلف كتاب جديد يتناول فيه هذه الظاهرة, أن هذه الموجة من الاهتمام بالفن العربي- الإسلامي التي تهب حالياً على فرنسا لها علاقة قوية بالسياق السياسي, نظراً لأنه ومنذ انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك لغاية اندلاع ثورات الربيع العربي, تسلطت الأضواء بتركيز شديد على أحداث تلك البلدان وبالتوازي مع ذلك أثارت معها حركة اكتشاف وإعادة اكتشاف هذه الثقافة.‏

من جانبه يقول معاون مدير معهد العالم العربي بدر الدين عرودكي أنه « وأمام الصدمة التي أحدثتها أحداث 11 أيلول, وجد العديد من المهتمين بالشأن الشرقي أنفسهم مدعوين إلى مهمة نصها مكرس على التأكيد أن العالم العربي أو العربي الإسلامي لا يختصره أسامة بن لادن فحسب, إنما يقوم هذا العالم على أساس حضارة مدهشة, ينبغي التعرف عليها. وينضم إلى هذا الرأي هنري لويريت مدير متحف اللوفر قائلاً: « إبراز الجانب المضيء لهذه الحضارة هو ما يصبو إليه القسم الجديد في المتحف, خصوصاً في فترة تطورت فيها الأوهام وسوء الفهم.»‏

ولا شك أن هذه الموجة سوف تتيح الفرصة لإعادة النظر بالتاريخ, لأنه ووفق اعتراف هنري لويريت: « أسدل ستار من الإهمال على الفنون الإسلامية, في وقت لم ينقطع فيه تأثير هذه الفنون على الغرب, بحيث أنها كانت منهلاً للعديد من الفنانين من أمثال ديلاكروا وماتيس» . وسوف يؤدي العمل الذي يقوم به مركز بومبيدو بإشراف كاترين غرينييه, المدير المساعد المكلفة بالعولمة إلى تصويب بعض الأفكار القائمة وهي ( أن تاريخ الفن الحديث جرت كتابته من خلال منظور الغرب, وسوف تسهم هذه البحوث في استعراضها) أما بالنسبة لمعهد العالم العربي, فهو يستعد لإقامة معرضه في شهر أيلول لعام 2012 مسلطاً الضوء فيه لخمسة وعشرين عاماً من الإبداع الفني. وفي هذا السياق سوف نشهد وفرة في المبادرات في حين لا يزال فيه مصير العالم العربي يُكتب في ظل الآلام والدم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية