في البرلمان التركي بمواقفهم المشهورة والمشهودة، وبعدها عاد وصحبه ليحتفل ويشرب الأنخاب نشوة بانتصارهم المشين لكن نسوا أو تناسوا أن التاريخ كان يسجل أيامهم وحقبهم السوداء التي خطّوها بدماء أحرار سورية.
وتتوالى السنون وتعود تلك التواريخ الطويلة المخزية، ويعود معها أحفاد «السفاح» و«تيمورلنك» ليغرسوا أنيابهم مجدداً في جسد وطننا، ويعود «شايلوك» لينهش لحمنا ويمتص دمنا يسانده سماسرة ناطحات السحاب وأمراء النفط المدللون الذين يساومون على أرضنا ودمنا وخبزنا جاعلين من شرايينا أنابيب لبترولهم وإلى الغزاة يضخون، وفي المعامل والمدارس عبواتهم الناسفة يزرعون وممن يزرعون القمح المبلل بالدموع والدماء ينتقمون.
في العام الجديد لا نودع الماضي ولكن ندخل تاريخاً جديداً مفتوحاً على ما لا نعرف «فهل نعثر على الحاضر قبل أن نخاف الغد» والموت القادم إلينا من كل حدب وصوب حيث ينقلب فعل المضارع إلى ماضٍ في لحظة واحدة في انفجار واحد وكل ما حولنا يشهد بأن إرهاباً مر من هنا.. هُنا كان لنا أحبة وإخوة وزملاء وأصدقاء وأصحاب وجيران.. هُنا عند بوابات الأمن والأمان كان حماة الديار يسهرون فاستحالوا ضحايا للإرهاب وأصبحوا شهداء في صفحات مشرقة من حلم من تاريخ جديد. وبالإذن من الشاعر سميح القاسم.. سلاماً أيها الأحباب وإلى اللقاء ياجامعة العرب الموقرة صوتي يجيئكم زهرة حمراء، من حقل الجريمة فإلى اللقاء.. إلى اللقاء يامجلس الأمن القديم أراك في القدس القديمة.
fadiamsr@yahoo.com