نهضت دمشق القديمة بعراقتها لتجدد زهوها بعد أن تجملت بأجمل وأغلى الألوان.
همس زيتون الشغور وإدلب الخضراء خشوعاً على أذان الزاوية علّ أهلها يسمعون.
استعادت نواعير حماة أنينها بعد أن غادرها طويلا..
ً تباهى الفن بكل مقوماته ومدارسه بأن لون دم الشهداء لايمكن لأي لون آخر أن يُشركه أو يشترك معه.
دقت ساعة الشعب العربي السوري جرس إنذارها في مواعيد مبكرة تسابق عقاربها الدقائق والساعات بأن الساحات لنا الأرض لنا السماء لنا البحر والنهر لنا.. السهول والجبال والوديان والبراري والصحارى والصخور وكل أنواع الطيور هي لنا ملك أرضنا وتاريخنا وجغرافيتنا.
تفجر نبع بردى قبل أوانه يحنّ إلى ذكريات المجد واللمة الدمشقية الرائعة والشاهدة على تراث هذه الأمة والتي دونها الشعراء والأدباء في الصفحات كي تقرأها الأجيال.
في حضرة الشهداء الذين نودعهم كل يوم ماتلبث
الأرض تزغرد قبل حناجر الزوجات والأمهات والأبناء لأنها هي أول من تستقبل دماءهم الطاهرة الزكية.. وما إن ينتعش أديمها برائحة الأحمر القانئ تتدلى الأغصان من شجيرات الأرض الباسقة كما شجيرات الظلال الوارفة حياء وإجلالاً لمن باركها بروحه ودمه ولحمه المتناثر من أجساد حماة الأمن والديار.
شهداؤنا الأطهار والأبرار أنتم اليوم نشيدنا ولحن أغانينا وعنوان بقائنا وديمومة عزّنا ومجدنا..
فلكم منّا الوقار والسلام والإجلال والإكبار وإلى جميع القلوب المنفطرة بفقد الأحبة الصبروالسلوان.