انطلقت المجموعة وهي تردد نشيداً تعلموه خاصاً بهذه المناسبة انطلقوا وهم فرحون.. يضحكون.. لكن (سناء) وهي أكثرهم تحمساً لهذه المغامرة اللطيفة.
ولهذا الدرس العملي في الحياة أسرعت نحو رفاقها ملهوفة وكأنها تستغيث وأنبأتهم أنها لاتستطيع المشاركة فهي في هذا اليوم مسؤولة عن أختها الصغيرة والتي لاتتجاوز الأربع سنوات من العمر... لأن أمها في المشفى تضع مولوداً جديداً... قال الجميع: وكيف يا سناء؟ وأنت التي خططت لنا مع إدارة المدرسة هذا كله فاختارونا كلنا كمجموعة أصدقاء.
قالت سناء وهي تكاد تبكي هذا ماحصل.. اعذروني وأدارت ظهرها لتعود راجعة وهي تمسك بأختها الصغيرة.
لحق بهما (همام) أكبر أفراد المجموعة وقال: ابقيها معنا إذن.. وسيكون كل واحد منا مسؤولاً عنها مدة عشر دقائق وهكذا حتى ينتهي النهار.
فكرت سناء قليلاً ثم قالت: معنى هذا إن كل واحد لن يقوم بأي شيء خلال هذه الدقائق العشر.
قال همام: بالضبط.. سيكون مع رفيقه كمشاهد فقط.. فرحت الطفلة الصغيرة بهذه النزهة العجيبة في الشوارع بين حشود البشر وسيول السيارات وهي تنتقل من يد إلى يد ومن اثنين إلى اثنين.
وأخذت تردد كلمات تسمعها: أحمر... أصفر.. أخضر.. وتنظر إلى ثيابها الخضراء وإلى حذائها الأصفر ولما فهمت أنهم يستعدون للاقتراب من حافة الرصيف على اللون الأصفر ليعبروا الشارع على الأخضر نظرت إلى قدميها وحذائها الأصفر وإلى ثيابها فأفلتت يدها ممن يمسك بها وقالت: أصفر.. أصفر وشهقت سناء عندما رأتها في وسط السيارات تهدر من بعيد... نفخت بصفارتها بكل ما لديها من قوة...
وكذلك فعل رفاقها عندما انبتهوا ورأوا المشهد توقفت كل السيارات وتعطلت الطرقات.. واندهش المشاة كل المشاة أما الطفلة الصغيرة فقد أخذت تعبر الشارع إلى الرصيف الآخر حيث تلوح لها سناء بيدها وهي تقول: أصفر.. أحمر.. أخضر.