تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تضم أهم الآثار العباسية.. عوامل النهوض السياحي غير موظفة في الرقة والافتقار لمتحف يضم الكنوز المكتشفة!!

محليات
الخميس 24-11-2011
محمد جاسم الحميدي

المواقع الأثرية المعروفة في محافظة الرقة بالعشرات، بل بالمئات بين مدن وقلاع وحصون وكهوف ومدافن وتلال أثرية، وتمثل بعض تلك المواقع القرى الأولى في العالم التي سكنها الإنسان حيث يعود تاريخها إلى سنة 8300سنة قبل الميلاد في تل المريبط، ومثلها تل أبي هريرة الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث الذي يمتد من 8000إلى4000 ق.م .

كذلك أظهرت بعض التلال الأثرية التي تم التنقيب فيها مواقع هامة جداً، حيث تبين أنها من عواصم الشرق القديم، ومنها: تل البيعة الذي يضم مدينة توتول، وهي الرقة القديمة، وهي ميناء هام على نهر الفرات، قدم سرجون الأكادي في 2240ق.م النذر والقرابين لإلهها داجان، إبّان اجتياحه للمنطقة آنذاك، ومنها أيضاً تل الممباقة في أقصى الغرب من المحافظة على بحيرة الأسد، و تل الخويرة المحاذي لمحافظة الحسكة من جهة الشرق.‏

وقال السيد محمد السرحان مديرآثار الرقة: إن مدينة الرقة تمتاز بأنها تضم عدداً من أهم آثار المحافظة، بل إن المدينة تمتاز بأنها تضم مجموعة من الآثار العباسية، وهي الأهم في سورية كلها، من هذه الناحية، وأولها سور الرقة الأثري الذي أمر ببنائه مع المدينة الخليفة أبو جعفر المنصور، وهو يحاكي سور بغداد الدائري، إلاّ أن الضلع الجنوبي المحاذي لنهر الفرات بني مستقيماً، مما جعل السور يظهر على شكل نعل فرس، وللسور أربعة أبواب، أشهرها باب بغداد، وهو تحفة معمارية، وسور المدينة يتألف من سورين، أحدهما داخلي، والآخر خارجي، يربط بينهما فصيل، ويحيط بهما خندق عريض،يملأ بالمياه.‏

الجامع العتيق‏

وأضاف السرحان : في وسط المدينة الجامع العتيق، كما يسميه أهل المدينة، ويقع إلى جانب دار الإمارة، وقد توالت أعمال الترميم والتجديد على الجامع المذكور، وأبرزها تلك التي تمت في عهد نور الدين محمود بن زنكي سنة554هجرية، حيث استعادت الرقة ازدهارها في عهده، فقام بترميم المسجد الجامع سنة1166م/561هجرية.‏

وهناك صحن الجامع محاط بواجهات تهدمت وسرقت قطع الآجر منها، والمئذنة المدورة التي تقع في باحة المسجد هي من أعمال نور الدين زنكي، وتشبه مئذنة أبي هريرة، ومئذنة قلعة جعبر.‏

وجرت فيه تنقيبات منذ عام 1976، وتمت فيه ترميمات متعددة لأسواره، وخاصة في سنة 1986.‏

قصر البنات‏

وهناك أيضاً قصر البنات هذه الآبدة المعروفة لدى الأهالي و تقع في الجنوب الشرقي من مدينة الرافقة، ضمن الأسوار، وتبعد نحو 400م إلى الشمال من باب بغداد.. وتعود المنشأة إلى ما قبل عهد سور الرافقة، وربما كان الموقع بيمارستاناً، أو تحول في فترة متأخرة إلى بيمارستان.‏

ومنذ سنة 1977 أجريت العديد من التنقيبات الأثرية التي كشفت عن أساسات المنشأة، وعن أجزائها الهامة، وأعادت ترميمها، ومازالت التنقيبات والترميمات تتوالى حتى الآن، حيث توسعت الحفريات شمالاً وشرقاً لاستيعاب المنشأة كلها.‏

وقلعة جعبر التي تقع فوق هضبة كلسية، ترتفع إلى 347م فوق سطح البحر، يبلغ طولها320م وعرضها170 م، يحيط بها سوران، يضمان عدداً من الأبراج تزيد عن 35برجاً، بعضها مضلّع الشكل، وبعضها الآخر نصف دائري، وفي وسطها شيد المسجد الجامع، ولا تزال مئذنته شامخة إلى يومنا هذا.‏

وتنسب القلعة إلى جعبر بن سابق القشيري الذي عاش في القرن الخامس الهجري، لكن هناك من يقول:إنها تعود إلى ماقبل الفتح الإسلامي، وكان اسمها( الدوسرية)، وقد أقيم فيها متحف صغير لبعض المكتشفات في حوض الفرات حيث يضم المدفن الروماني الرائع المكتشف في موقع عنّاب السفينة الواقع شمال غربي جعبر، بالإضافة إلى اللقى الأثرية التي عثر عليها في منطقة الغمر في حوض الفرات في موقع وريدة والسلنكحية وتل الحريري وإيمار( مسكنة).‏

الرصافة‏

الباحث الآثاري محمد العزو أشار بدوره إلى مدينةالرصافةالواقعة في شمال بادية الشام، تبعد عن الرقة نحو 30كم، وتبعد عن مدينة حلب170كم، ماتزال المدينة تحافظ على سورها شبه كامل، وهي تمتاز بوجود العديد من الكنائس الهامة التي يضم بعضها رفات القديس جورجيوس.‏

وبدأت أعمال التنقيب فيها منذ سنة 1952 وتواصلت هذه التنقيبات في أعمال متكاملة حتى الآن,وتحيط بمدينة الرصافة أسوار منيعة وجميلة تعد مأثرة في فهم هندسة التحصين العسكري، وتعد من أكثر مباني المدينة حفظاً، وإثارة للإعجاب والدهشة، وللرصافة سوران داخلي وخارجي، وأربعة أبواب رئيسية.‏

ولعل من أهم منشآتها العامة هي خزانات المياه الضخمة المشيّدة تحت أرض المدينة حيث تحول لها المياه عبر الاودية بواسطة سد غربي المدينة، ومنه تذهب المياه إلى الصهاريج الأربعة الأكبر في العالم القديم.‏

و يوجد في الرقة مئات الأوابد والكهوف والمدن والحصون والمدافن الأثرية المنتشرة في كافة أرجاء المحافظة، وكلها تعد من عوامل النهوض بالسياحة، علماً أن هذه العوامل غير موظفة حتى الآن في مجال السياحة إذا استثنينا قلعة جعبر ومدينة الرصافة، ومازالت الرقة تفتقر إلى متحف أثري حديث يضم شتات كنوزها الأثرية المصفوفة في صناديق الكرتون في المستودعات..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية