ويقام هذا المعرض كتقليد سنوي في واحد من أجمل الفصول التي تشهدها سورية وهو فصل الخريف متيحاً لكل فنان المشاركة بلوحتين من أعماله سواء القديمة أو الحديثة حيث ضم 19 فناناً منهم إسماعيل نصرة وأكرم سراج وناثر حسني وغادة دهني ونبيل السمان ويوسف البوشي وجاسم محمد ونذير إسماعيل ومحمد الوهيبي وغيرهم.
وفي مادة نقدية اعدتها نيفين حديد ونشرتها وكالة سانا قالت حديد ان الاعمال عبرت في المقدمة عن اتجاهات فنية مختلفة للفنانين حاملة موضوعات متنوعة لم تصب حصرا في موضوع الخريف ومنها المناظر الطبيعية والدراويش والتشكيلات الحروفية إضافة إلى مشاركة نحتية للنحات غزوان علاف. واجرت حدي مجموعة لقاءات مع المشاركين فقد قال:
الفنان إسماعيل نصرة: شاركت في هذا المعرض بلوحتين مختلفتين عن نمط عملي الدائم حيث يغلب عادة حضور المرأة في أعمالي بينما رسمت الآن الطبيعة بشكل مختلف وجو خاص بي كتجربة جديدة في هذا المجال وعنونت العملين ب خريف والساعة السادسة صباحاً بعد المطر للوصول إلى جو درامي سينمائي إضافة إلى نفحة سوريالية توحي بأبعاد نفسية تتجاوز فكرة المنظر الطبيعي.
وعن انعكاس الأحداث الحالية على عمله أوضح نصرة أن الجو العام لايوحي بفن جميل وأن الفنانين لا يملكون المزاج المناسب للعمل ما يجعله مقلاً وبعيداً عن روحه وحيويته المعتادة في العمل.
ومن خلال هذا المعرض وغيره يتبين اتجاه نسبة كبيرة من الفنانين السوريين الحالي نحو التجريد وبالنسبة لهذا التوجه لفت نصرة إلى أن التجريد ليس بعيداً عن ثقافتنا حيث احتوت فنوننا القديمة والإسلامية بشكل خاص على شيء من التجريد أما عكس التراث أو المحلي فهو أمر متعلق بالروح التي يرسم بها الفنان.
بدورها الفنانة غادة دهني قالت: يهمني الاشتراك في هذا المعرض كطقس سنوي يجمع نخبة من الفنانين معا واخترت في لوحاتي موضوع الدراويش لأني أعمل عليه هذه السنة بشكل عام كما أنه يحمل روح التصوف ويمس تراثنا الشرقي.
وعن الأحداث السائدة رأت غادة أنها قد تكون أخرت الفنانين السوريين قليلا في مشاريعهم والناس عن القدوم والاهتمام بزيارة المعارض الفنية كما أن الفنان أصبح لديه قلق بدأ يظهر بالمواضيع التي يرسمها وينعكس على مجمل أعماله.
بينما شارك الفنان ناثر حسني بلوحتين انطباعيتين بروح تعبيرية وعنهما قال:رسمت مناظر طبيعية بالألوان الزيتية ولكن بمزاجية معينة مركزاً اهتمامي على الإيحاء وليس الشكل بحذافيره أما أوراق خريفية فقد أصبح تقليدا سنويا شاركت به منذ سنوات وهو لقاء فني مهم لأنه يدعم الثقافة الكبيرة بسورية ولا تقاس عظمة الأمم إلا بقدر معارضها وفنانيها فكلما ازدادت مظاهر الفن كلما أصبح هناك رقي بالمجتمع.
بدوره رأى الفنان محمد الغنوم أن الخط العربي هو منتهى التجريد لافتاً إلى أنه يعتمد الحرف العربي كمفردة تشكيلية في العمل الفني اللوحة وأن الخط العربي فن قائم بذاته وفيه مفردات تشكيلية لا حدود لطاقاتها الإبداعية والجمالية ولتجددها.
وأخيرا قال الفنان نبيل السمان الذي شارك بلوحتين واقعيتين بإضافات خاصة ان لوحاته تحاول أن تقدم عالما خاصا به لافتا إلى أن الموضوع بأي لوحة هو حجة للرسم بالنهاية و ليس غاية بذاته لأن مشروع أي فنان أن تصبح لوحته هو تشبهه وأن ينسجم مع مشروعه وبحثه.