فكانت الجائزة الأولى للدكتور حمدي موصللي عن نصه المسرحي «الحنظل البري» وقيمتها أربعة آلاف ليرة سورية، بينما ذهبت الجائزة الثانية مناصفة بين الدكتور أحمد عبد الرحمن الخميس من مصر عن نصه «الجبل» والسيد رجب حسن علي من سورية عن نصه «البعل في المحرقة» وقيمة الجائزة لكل منهما مئتا ألف ليرة سورية، فيما حصد المركز الثالث السيد بسام الأحمد عن نصه المسرحي «التشويش المتعمد» وقيمتها مئتا ألف ليرة سورية..
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الدكتور عبد الرحمن بن زيدان من المغرب، والدكتور نبيل الحفار وأنور محمد وفرحان بلبل وعبد الفتاح قلعة جي من سورية.
سحر الكلمة.. يكمن في المسرح
وفي حديثه للثورة بمناسبة هذه الدورة الاحتفالية يقول د. حسين جمعة، رئيس اتحاد الكتاب العرب، أن الإبداع يمثل انتاج الكلمة، وسحر الكلمة يكمن في المسرح لذلك أردنا للمسرح أن تظل مكانته موجودة بين أوساط المبدعين وقد خصصت جائزة باسم دورة أبي خليل القباني، أولاً لإعلاء دور الكلمة المسرحية، وثانياً اعتزازاً بأولئك العمالقة الذين قدموا للمسرح العربي، مالم يستطع أحد أن يقدمه.. واعتبر رائد المسرح العربي.. هو الشعار..
فنحن اليوم أحوج مانكون لالتصاق الناس بالكلمة، هذه الكلمة تفيض بالمعاني السامية ومعاني الارتباط بالأرض، ومن ثم كيف نستطيع أن نوحد هذه الأمة التي تتبعثر أجزاؤها، وبدأت تتعثر أفكارها، كما تتعثر أقطارها...
تقدم لهذه الدورة حوالي 43 مشاركاً، وباتت هذه الجائزة عرفاً سنوياً، وهي الأن في دورتها الرابعة، سبقتها دورة للشعر، والرواية..
حراك ثقافي.. ودعم للمبدعين
الدكتور نبيل طعمة الذي حملت الجائزة اسمه، يقول: ولدت فكرة الجائزة من باب التشاركية الاجتماعية الوطنية المحببة، والانتماء الحقيقي لوطننا سورية، التي علمتنا كيف نكون أوفياء بحضورنا الايجابي معها، وهذه الجائزة تعني حراكاً ثقافياً نوعياً، الغاية منه تقديم المبدعين لكل من يستحق... ولست الوحيد، فقد سبق الى ذلك جائزة المزرعة، وجائزة العجيلي،.. والجائزة لاتعني فرداً، وإن حملت اسمه، بقدر ما تعني الوطن، وهي تكريم لأبناء الوطن، ومن أجل الانتصار لهذا الوطن، انتصاراً علمياً راقياً، وثقافياً معرفياً نوعياً...
حضور المسرح
وبين جوان جان أن هذه الدورة جاءت لتؤكد أن المسرح لازال ذاك الفارس النبيل الذي يمتطي صهوة حصانه، لا ليحارب طواحين الهواء، بل ليحارب الجهل والتخلف والحقد ذلك الثلاثي الذي ما حل بمكان إلا وصل فيه الخراب والدمار، ودخل التاريخ لا من أوسع أبوابه، بل من أضيقها وأكثرها امتهاناً للإنسان..
وسيبقى ذاك الفن يحافظ على وهجه وألقه، مكابراً على جراحاته، وتبقى معه فنونه وآدابه التي لازمته منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا... فقد أثبت المسرحيون من خلال مشاركاتهم، أن فنهم وآدبهم ما زال بخير، وأنهم ما زالوا قادرين على الإبداع، رغم كل ما يحيط بنا من مظاهر التيئيس والتشتت..
الجائزة.. لا تصنع مبدعاً
ويرى د. حمدي موصللي الحائز على الجائزة الأولى، أن الجائزة لا تصنع مبدعاً، بل تحفز المبدع، وهي تعني أني موجود على الساحة الأدبية، وقد حصلت قبل ذلك على جوائز عربية عديدة...
وعن نصه «الحنظل البري» يقول أن أحداثها تمتد من جامعة في نيويورك، لتنتهي في سجن أبو غريب، من خلال بطل عربي يحب بالمصادفة فتاة ألمانية من أصل يهودي ولكنها ليست صهيونية، وينافسه في حبها شاب أميركي وهذا الشاب يكره العربي لأنه عربي ومسلم... والأحداث... طويلة..
الأزمة سرقت الفرحة
ويحاكي رجب حسن علي من خلال نصه المسرحي الذي احتل المركز الثاني«البعل في المحرقة» الواقع الحالي الذي يجري في الوطن العربي، وهو يتحدث عن نهاية المملكة الفينيقية (أوغاريت) حوالي العام 1180 ق. م حيث أبيدت عن آخرها نتيجة صراع دموي فظيع جرى بين الحكام والآلهة، فاستقدم الكهنة شعوب البحر الغريبة فقضت على كل شيء القصة شبه حقيقية، رغم أنها صادرة عن تصور حدسي، تخيلي يعرف الكتاب باسم أمير سماوي، وهو شاعر وناقد وكاتب مسرحي، له سبع مجموعات شعرية منشورة، ومجموعتان قيد الطبع، وكتاب نقدي «اتجاهات الشعر العالمي، وقراءة مغرية في أقنعة الشعر العربي... يقول:لا أشعر بالبهجة، بسبب الحالة الدموية التي تسيطر على الناس، وبرأيه أن أي بلد يحتاج ليكون حضارياً إلى ثلاثة عناصر، ارستقراطية نبيلة لدعم الثقافة والفن والأدب، وإلى المكانة الاجتماعية، والسمو في الفن والأدب..
أفخر بالإرث الفكري الذي أورثه لأطفالي
وقد نال بسام الأحمد الجائزة الثالثة عن مسرحية «تشويش متعمد» التي تحكي عن المرحلة الراهنة، وإرهاصات الوضع، رغم أنها اعتمدت على حدث تاريخي هام وهو «فتح عمورية»..
يقول: وكأني اعتدت على المركز الثالث، وكأنه خصص لي في جميع الجوائز التي حصلت عليها، فقد سبق أن نلت جائزة أدب الأطفال، وعن مسرحية الطريق الى مكة، ومن الشارقة للإبداع عن مسرحية المقبرة. وجوائز في المسرح الجامعي...
وفي رأيه أن المثقف مقصر في حق نفسه والآخرين، لأنه قادر أن ينهض بالمشهد الثقافي، أو تراجعه...
معايير... نحافظ عليها
أما عن المعايير الأساسية التي تم اعتمادها في اختيار الأعمال المسرحية الفائزة، فقد بيّن د. نبيل الحفار رئيس لجنة التحكيم أن المعايير تتلخص في أن يكون النص مكتوباً باللغة العربية الفصحى. يعالج إحدى القضايا المهمة بالنسبة للمواطن العربي، وأن يفكر بالعرض المسرحي، وليس بالضرورة بالأدب المسرحي ومن ثم يحافظ على المعايير الأخلاقية والاجتماعية، وألا يكون صادقاً..
حضر الحفل، حفيد «أبو خليل القباني» حسان القباني، وقد أحضر صورة لجده من منزله.. وكانت بادرة طيبة أن أقيم الاحتفال في حضرته...