وفطرته الدموية ستتغلب على ما تطبع عليه بأن يكون حملا مسالما.. وكما ان لعابه سيسيل لمنظر النعاج المكتنز لحماً.. حملة التصريحات التي أطلقتها القيادة التركية حول الأحداث في سورية والزيارات المتكررة و«النصائح» المقدمة منها لسورية لتسريع الإصلاحات وغيرها لم تكن سوى فصل من فصول التدخل الغربي في الشرق الأوسط بالأداة التركية.. حالمة بتحقيق أطماعها في المنطقة العربية .. بعد أن غابت عن الواجهة لنحو قرن.. ليفسر ذلك انخراط تركيا في المؤامرة ضد سورية، والتي ارتضت لنفسها أن تكون رأس حربة للغرب و«للناتو» في تنفيذ خططهم في المنطقة.
وفي هذا الإطار كشفت صحيفة قريبة من الحكومة التركية عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» ليون بانيتا لتركيا في نهاية شهر آذار الماضي بهدف إجراء مباحثات لتقييم الأوضاع في سورية، وإيجاد الآلية المناسبة للتدخل في هذا البلد، الذي ما زال يشكل عائقاً أمام معظم المخططات الأمريكية في المنطقة والضغط لتقريب سورية من الخط العربي القريب من إسرائيل والذي يسمى «معتدلاً».
وقالت الصحيفة إن زيارة الوفد الأمريكي استغرقت 5 أيام، وتم التعتيم عليها بشدة من جانب المسؤولين في تركيا، والسفارة الأمريكية في أنقرة، وشارك بالمباحثات المخابرات الأمريكية والتركية، وعدد من المسؤولين في الحكومة التركية، ورئاسة هيئة أركان الجيش.
كما جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي باراك اوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين لبحث إجراءات عقابية متدرجة ضد سورية «عواقبها وخيمة»، حيث حث أوباما أردوغان –حسب صحيفة السفير اللبنانية- على بذل كل ما في وسعه من أجل «إقناع السوريين بتنفيذ المطالب الأمريكية».
وكشفت الصحيفة التركية القريبة من أردوغان أن تنسيقاً يتم بين وزارة الخارجية التركية، وجهاز المخابرات ورئاسة أركان الجيش بشأن التطورات في الدول العربية، وعلى رأسها سورية، وأن الخارجية وضعت سيناريوهات وبدائل للتعامل مع هذه التطورات تضع في اعتبارها (قوة القيادات في كل بلد، وقوة المتمردين على النظام، ووجود المواطنين الأتراك).