حيث اكدت شخصيات وقوى واحزاب سياسية واجتماعية ان بعض العرب يصر على لعب دور عجزت الولايات المتحدة عن القيام به ضد سورية خدمة لمصالح الغرب والصهيونية.
حركة أمل وحزب الله
يجددان مساندتهما لسورية
فقد جددت قيادتا حركة امل وحزب الله مساندتهما لسورية قيادة وجيشا وشعبا في مواجهتها للمؤامرة الدولية التي تتعرض لها بهدف النيل من مواقفها وكسر ارادتها ومنعها من دعم حركات المقاومة في المنطقة وخصوصا لبنان وفلسطين.
كما أكدت قيادتا حزب الله في منطقة الجنوب الثانية وحركة امل في اقليم الجنوب في اجتماعهما مجددا أمس على التمسك بنهج المقاومة في مواجهة الطغاة والمحتلين وفي مقدمهم أميركا واسرائيل.
أحزاب وفصائل لبنانية وفلسطينية:
سورية تصنع تاريخ العرب الحديث
وفي السياق ذاته عقدت الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية في منطقة شتورا بالبقاع اللبناني أمس لقاء موسعا تحت عنوان مقاومتنا واجبنا حمايتها ودعم الشقيقة سورية واجبنا نظمته جمعية قولنا والعمل.
وانتقد رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان مواقف الجامعة العربية ووصفها بانها تستهدف الانتقام من مواقف سورية المقاومة والممانعة للمشروع الصهيوني الاميركي في المنطقة داعيا إلى وعي خطورة المؤامرة التي تحاك ضد سورية والوقوف إلى جانبها لمواجهتها.
وشدد القطان على أن المقاومة في لبنان باقية مهما اشتدت المؤامرات.
بدوره قال الوزير اللبناني السابق غازي سيف الدين في كلمة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان ان سورية تصنع التاريخ العربي الحديث وهي تواجه كل أشكال التآمر الاستعماري مشيرا إلى ان القوى الاستعمارية تشن الحرب بكل أشكالها على سورية العروبة والمقاومة والممانعة والصمود فيما توجه دول عربية سهام التامر على مواقع الصمود في الامة المتمثلة بسورية.
واعتبر النائب السابق سليم عون في كلمة باسم التيار الوطني الحر أن لبنان والدول العربية لن تكون بمنأى عن التداعيات مما يحصل في سورية منوها بصمود الشعب السوري الذي يرفض التفرقة والتقسيم ويقف متحدا بوجه الاعمال الارهابية والاجرامية التي تقوم بها العصابات المسلحة المرتبطة ارتباطا وثيقا بجهات خارجية قريبة وبعيدة.
وقال عون انه من غير المسموح ان تعود الحرب الاهلية إلى لبنان او ان تبدأ في اي بلد عربي وخاصة سورية منبها إلى ان ما تشهده سورية هو محاولة بائسة لادخالها في اتون الحرب الاهلية بعد ان فشلوا في الغائها من المعالجة الاقليمية والدولية.
وانتقد الشيخ محمد عمرو الذي القى كلمة تجمع العلماء المسلمين بعض الفضائيات الاعلامية التي تستمر في التضليل والتحريض ضد سورية مؤكدا ان المعتدين على سورية هم أنفسهم الذين اعتدوا على لبنان عام 2006.
من جهته رأي أمين سر جبهة التحرير الفلسطينية ابو وائل عيسى في كلمة باسم الفصائل الفلسطينية أن هدف المؤامرة على سورية التي تأخذ في كل مرة أشكالا مختلفة يتمثل بالسيطرة على مقدرات أمتنا العربية وثرواتها ومقومات نهوضها مشيرا إلى أن هذه المؤامرات تعرضت في السابق للفشل بسبب الصمود والموقف العربي المتمثل بموقف سورية الراسخ والثابت في حفظ الحقوق العربية الكاملة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني.
وأكد سعيد ايوب في كلمة باسم حزب الاتحاد اللبناني ضرورة الانتباه إلى حجم المؤامرة التي تحاك ضد سورية وحركات المقاومة.
حضر اللقاء شخصيات وطنية لبنانية وفلسطينية وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية ورؤساء بلديات اضافة إلى ممثل عن سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم.
كما رأى العلامة على فضل الله ان الجامعة العربية فشلت في ايجاد حلول للازمات والمشاكل العربية وانها لم تقم بدور ايجابي فيما يحدث في سورية ليظهر دورها كأنه تأمين لسبل الوصول إلى فشل الحل العربي والاعلان عن عدم قدرته لتسهيل الطريق امام التدخل الدولي بطلب عربي.
واشار فضل الله في خطبة الجمعة إلى ان هناك من يرعى نزيف الدم في المنطقة ويعمل على تغذيته لتدخل المنطقة في أتون حروب مذهبية وطائفية وقبلية داعيا الجامعة العربية إلى أن تؤدي دورها في هذه المرحلة في سبيل تعزيز الواقع العربي وابقاء مواقع القوة فيه لا أن تسهم في اضعاف هذه المواقع.
وحذر فضل الله من أن تكون اللعبة الغربية قد اتخذت قرارا حاسما في دفع المنطقة العربية والاسلامية مجددا لفاتورة الازمة الاقتصادية المتصاعدة في بلاد الغرب وليكون مشهد الصراعات والانقسامات والنزاعات المتنقلة في البلاد العربية أفضل معين لكيان العدو الاسرائيلي الذي بدأ مسؤولوه يتحدثون عن زوال هذا النظام أو ذاك وكأنهم هم من رسم خطوط هذه المرحلة وخططوا لها.
بدوره استنكر العلامة اللبناني عفيف النابلسي مواقف وقرارات الجامعة العربية حيال سورية ووصفها بأنها تشكل مدخلا ملائما في سوق الانتقام الدولي من سورية بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية ودعمها لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
وأشار النابلسي في تصريح أمس إلى أن الضغوط والهجمة غير المسبوقتين على سورية تندرج في اطار تنفيذ مخططات الهيمنة الامريكية والاسرائيلية ومشاريع السيطرة على كل مفاتيح الامن ومواقع الثروة في المنطقة منبها إلى ان ما تتخذه الجامعة العربية يعد من ضمن اخطر الضغوط بهذا الصدد.
كما رأى الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني أمين حطيط ان بعض العرب يصرون على القيام بوظيفة عجزت الولايات المتحدة وحلفها الاطلسي عن القيام بها ضد سورية من اجل حماية مصالح الغرب والصهيونية من خلال تحويل الجامعة العربية إلى مجلس امن عربي بعد ان أوقفت موازين القوى العالمية الدور الذي كان منوطا بمجلس الامن الدولي.
حطيط: بعض العرب ينفذ أجندة أميركية
وأوضح حطيط في مقال بعنوان خطة الانتقام الاميركي الخليجي من سورية فضيحة أم وهم نشرته صحيفة البناء اللبنانية أمس أن الملف السوري بات بالنسبة إلى أمريكا الاساس بين كل ملفاتها الاستراتيجية لان النجاح فيه يعوض خسائرها الاستراتيجية ويتيح لها العودة للامساك بالمنطقة مجددا الا أن قطع الطريق عليها من قبل مجموعة البريكس في مجلس الامن أجبرها على البحث عن بديل فكانت الجامعة العربية هي المفتاح.
وأضاف حطيط ان المخطط الذي يحاك ضد سورية لن يحالفه النجاح ولن يكون له من اثر الا افتعال ازمات اضافية داخل الصف العربي المثخن بالجراح اصلا وهذا ما تطلبه اسرائيل للتفرغ لتهويد القدس وابتلاع الضفة الغربية.
ولفت حطيط نظر الجامعة العربية ومن يحركها إلى ان التضليل او التلفيق او تهريب القرارات يمكن ان ينتج اثره للحظة ولكنه يسقط حتما بالوعي والثبات وان سورية وحلفاءها قادرون على افشال ما يخطط لها.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن سورية التي تمتلك اوراق القوة الذاتية والتحالفية هي اقوى بكثير مما يتصورون خاصة ان ازمتها دخلت مرحلة التصفية والقضاء على المتآمرين عليها معتبرا انهم في اعماقهم يدركون هذا ولهذا تضربهم هستيريا الفشل ويتصرفون بذهنية من نفد وقته.
من جانبه قال الكاتب اللبناني نور الدين الجمال ان سورية في هذه المرحلة تخوض المعركة نيابة عن جميع العرب وقوى المقاومة في المنطقة.
ورأى الجمال في مقال بعنوان سورية وأوراق القوة نشرته صحيفة البناء اللبنانية أمس أن الاشهر الثلاثة المقبلة ستكون مفصلية وخصوصا أن الولايات المتحدة تحاول ضرب المشروع المقاوم لسورية والمتمثل بالتواصل السياسي والاستراتيجي الذي سيحصل بعد الانسحاب الامريكي من العراق لان نجاح هذا المشروع سيسهم في افشال المشروع الاميركي كله في المنطقة.
وأكد الجمال أن حجم المؤامرة على سورية يزداد كلما اقترب الموعد المقرر للانسحاب الاميركي من العراق والذي لم يتبق عليه سوى خمسة أسابيع متوقعا أن تحاول الادارة الاميركية خلال هذه المدة ممارسة أبشع أنواع وسائل الضغط على سورية اعلاميا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا.
وأوضح الكاتب اللبناني ان هذا المشهد بدأت بعض ملامحه تظهر من خلال العمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات اجرامية مسلحة ضد الشعب السوري من خلال عمليات القتل والخطف والاغتصاب وتخريب المؤسسات العامة والخاصة وهذا يحصل باعتراف المئات من المخربين والارهابيين الذين تم القبض عليهم من قبل الاجهزة الامنية المختصة.
وأكد الجمال ان محاولة الادارة الاميركية تعويض انهزامها في العراق بتحقيق مكاسب سياسية من خلال سورية غير واردة على الاطلاق لان القيادة في سورية لو كانت في موقع المساومة على ملفات عديدة في المنطقة لكانت أقدمت على هذه الخطوة منذ زمن طويل ولم يكن ليحصل فيها ما تشهده من أزمة في هذه المرحلة.
ولفت الكاتب إلى أن التحرك الشعبي العارم في الشارع السوري تأييدا لمشروع الاصلاح والحوار الذي يقوده الرئيس بشار الاسد قلب الطاولة رأسا على عقب وجعل القوى المعادية لسورية والمتآمرة عليها تعيد النظر في حساباتها.
«الديمقراطي اللبناني»:
الجامعة تتولى ضرب سورية
بينما عقد في مقر الحزب الديمقراطي اللبناني في بلدة راشيا بالبقاع الغربي أمس لقاء تضامني مع سورية رفضا لقرارات الجامعة العربية الاخيرة بحقها والمؤامرة التي تحاك ضدها.
ودعا المجتمعون في بيان إلى أوسع حركة تضامن شعبية في لبنان والعالم العربي مع سورية التي تواجه رياح التآمر من الاقربين والأبعدين.
وجاء في البيان ان مايدعو للاسف هو تولي الجامعة العربية وظيفة ضرب استقرار ووحدة سورية اخر معاقل العروبة والممانعة والمقاومة في عالمنا العربي تسهيلا لمشاريع التمذهب والعثمنة على حساب الروح العروبية الجامعة التي ما زالت تنبض في الجسد السوري الرافض لكل أشكال التفريط بحقوق الامة ومصالحها الحيوية.
وأكد المجتمعون أن مايجري من تآمر على سورية يسهل اندماج الكيان الاسرائيلي في الجسد العربي بعد تمزيق محيطه إلى بقايا دول تدور في فلكه.
وطالبوا الدول العربية بعدم الانغماس في المشروع الامريكي الغربي المعد للمنطقة والا تصبح أدوات في يد المتأمرين على أمتنا وعناصر قوتها ومنعتها لأن تمزيق سورية وإسقاطها في الفتنة سيطول الجميع ولن يكون أحد من العرب بمنأى عن ذلك.
اتفق المجتمعون على تفعيل هذه التحركات لتأخذ أشكالا مختلفة وفاء لسورية ودورها القومي.
حضر اللقاء ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية والاعلامية وفعاليات اجتماعية وتربوية ودينية0
من جانبها اكدت الهيئة الوطنية لدعم الوحدة ومقاومة الاحتلال وقوفها جنبا إلى جنب مع سورية قلب العروبة النابض في وجه المؤامرة التي تتعرض لها معربة عن ثقتها بقدرة سورية على الخروج منتصرة بحكمة قيادتها ووعي شعبها وتماسك جيشها البطل.
جاء ذلك خلال لقاء وفد من الهيئة مع سفير سورية في لبنان على عبد الكريم على الذي اكد ان سورية قوية ولا خوف عليها ابدا وانها ستخرج اقوى مما كانت عليه من هذه الازمة.
كما رأى جبران عريجي الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي ان تحالف القوي الوطنية والمقاومة في سورية ولبنان وفلسطين قادر على ردع كل المخططات الاسرائيلية والاستعمارية الهادفة إلى تقسيم المنطقة مذهبيا وطائفيا.
وحذر عريجي خلال ندوة نظمتها منفذية صور بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب من صهيونية عربية تسعي لمحاصرة المواقع المقاومة والممانعة وتعمل على منع العراق من استعادة دوره السياسي المؤثر بعد خروج الجيش الاميركي منه معتبرا انه هذا الامر لا يمكن ان يتحقق الا من خلال سقوط سورية.
مراد لـ « الثورة»: ما يجري في سورية عدوان على الأمة ومشروعها التحرري
بيروت - الثورة: يوسف فريج
أكد رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد ان ما يجري في سورية هو عدوان غربي تقوده الولايات المتحدة الاميركية عبر وكلاء لها في المنطقة وتستهدف من خلاله النيل من ثوابت سورية الوطنية والقومية.
وقال في حديث خاص لـ «الثورة» في بيروت ان ما تمثله سورية من قوة وممانعة للمشروع الاستعماري الغربي الحامل في طياته نظاماً اقليمياً تضيع فيه الهوية القومية العربية وإلباسنا هويات لا تنتمي بصلة الى ثقافتنا وهويتنا العربية والاسلامية مؤكداً أن ما يجري في سورية هو عدوان على الأمة وعلى مشروعها التحرري والنهضوي الذي تمثل فيه سورية قلعة المواجهة وحصنها الحصين.
واشار إلى ان المشروع الاميركي يتلطى في عدوانه الجديد على سورية خلف ستائر عربية ومحلية تشكل حراباً مسمومة تطعن الوحدة الوطنية في سورية وتستهدف قدرتها التي هي حاجة عربية ماسة لتحقيق توازن استراتيجي مع العدو الصهيوني ما يشير الى ان هذا الاستهداف يصب ايضا في مصلحة تفوق الكيان الصهيوني وجعله القوة الوحيدة الفاعلة في المنطقة، ومن المعيب على الجامعة العربية ان تكون اداة طيعة للعدوان على بلد عربي شقيق يشكل ركيزة من ركائز قوة العرب وقلبهم النابض والبلد العربي المؤسس لتلك الجامعة العربية.
وختم مراد بالقول: اكثر ما يؤسفنا هو كيف تقود قطر العمل العربي نحو انحدار تبعي للإملاءات الأميركية، فسورية اليوم ليست وحدها في المواجهة فالقوى القومية العربية المخلصة والصادقة هي معنية في صد هذا العدوان لأنه يستهدف أمن العرب ونهضتهم وتقدمهم وإننا على يقين بأن النظام العربي عبر تلك القرارات الظالمة بحق سورية يشكل سقوطاً له ومدخلاً لتدويل المسألة السورية بعباءة عربية.
لكن نحن على يقين بأن سورية سوف تتجاوز محنتها بإرادة قوية وعزيمة صلبة وستخرج من ازمتها اكثر قوة ومنعة وستشكل الاقليم القاعدة الذي يرتكز اليه النضال العربي.