بل كشفت عن كل نياتها, وما اعدته وخططت له, من استراتجيات التدمير المبرمج عبر أدوات رخيصة قدمت لها كل الدعم من المال والسلاح, والضخ الإعلامي الذي فاق حدود التصور, بل لم تتوان عن التدخل حين شعرت ان الهزيمة قد حاقت بأدواتها.
هذه التجربة المرة والقاسية التي أثبت فيها السوريون أنهم من يحارب الإرهاب ومعهم الحلفاء, وقد استطاعوا أن يلحقوا به هزيمة محققة ليست بعيدة عن النهايات المحتومة, وخريطة الواقع وميدانه يشهدان بذلك, من الجنوب إلى الشمال, ومن الشرق إلى الغرب, واليوم تلعب العصابات الإرهابية ورقتها الدائمة التي لم تتخل عنها, ألا وهي سياسة الارض المحروقة وتدمير البنية التحتية حيث تستطيع فعل ذلك.
خلال تسع سنوات دمروا السكك الحديدية وفككوا المعامل وباعوها للمشغل التركي, وأحرقوا حقول القمح ولوثوا مياه الشرب, وخربوا المحطات الكهربائية, ولم يكونوا وحدهم في هذه الأعمال الإجرامية, بل ساندهم وساعدهم المشغل الاميركي ولم يخف ذلك, بل على لسان القابع في البيت الابيض كان الإعلان بكل وقاحة عن سرقة النفط ومقدرات الشعب السوري.
المشهد لم يتغير كثيرا إلا بانحسار الارهاب والاقتراب من النهاية, فلا بد من الحسم الذي يجتث جذور العصابات الإرهابية التي أثبتت أنها الأفعى التي لا تغير جلدها, وانها رهن إشارة المشغلين سواء أكان النظام التركي أم الاميركي, ولايمكن الوثوق بها, ولا بالمشغل التركي الذي مازال يمدها بالمال والسلاح, ولا يمكن لسورية أن تترك جزءا من ترابها تحت وطأة الإرهاب, فقد حان وقت الحسم النهائي, وليس ببعيد.