هذا الإفشال المتعمد للاتفاق يفضح من جديد تماهي النظام التركي ولهاثه الشديد للتخلص من الالتزامات التي وقع عليها أو لتقويضها قدر المستطاع، لأن في إعادة فتح هذا الطريق ثمة متغيرات منها عسكرية وسياسية واقتصادية وجيواستراتيجية ستلقي بمنعكساتها الإيجابية في متابعة العملية السياسية وعملية مكافحة الإرهاب، وبالتالي استعادة مساحات جغرافية إضافية محررة ومطهرة من دنس المرتزقة والاحتلال، وهو ما يشكل إسفيناً أقوى وأصلب في وجه عملية الاحتلال والتتريك والتغيير الديموغرافي التي يسعى أردوغان لفرضها في شمال سورية.
هدف محاولة الإرهابيين التعويض عن هزائمهم المتتالية وعن الهزيمة الأكبر والأقسى لمشغلهم التركي والخسائر وحالات الإذلال وصورها التي أضحت تلاحق متزعمهم أردوغان في سورية وفي موسكو، حيث لا يمكن للتاريخ والذاكرة أن تنسى أو تمحو مشهد تسوله على أبواب الكرملين بعد مقتل العشرات من جنوده.
وإذا ما كان الإرهابيون قاموا بقطع طريق حلب - اللاذقية فور البدء بتطبيق الاتفاق، فإن أردوغان المكبل بمخرجات وبنود الاتفاق حاول مؤازرتهم بالهروب إلى عدوان آخر على قرية طويلة الوكاع بناحية تل تمر بريف الحسكة وإدخال تعزيزات عسكرية إضافية إلى رأس العين أيضاً، تماهياً مع اللص والمحتل الأميركي الذي أدخل 62 شاحنة لسرقة النفط السوري من الجزيرة السورية.
الحرب الإرهابية على سورية دخلت عامها العاشر، لكنها رغم قساوتها وخبثها لم تمنع من تحقيق المزيد من الانتصارات على الإرهاب بأشكاله، وطريق حلب - إدلب - اللاذقية في قلب هذه المعادلة أيضاً ومحاولات إفشال فتحه لن تمر فأبطال الجيش مصممون على استكمال انتصاراتهم على الإرهاب وداعميه.