تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تنوع السياحة في درعا.. ترميم المواقع الأثرية للحفاظ عليها كإرث حضاري والترويج لاستقدام السياح

محليات ـ محافظات
الثلاثاء 29-11-2011
ايمان البيطاري

نظراً لكثرة ما يزخر به سهل حوران من الكثير من المعالم الأثرية الدينية الإسلامية منها والمسيحية، فإن درعا بمدينتها وريفها تستقطب آلاف السياح القادمين من شتى أنحاء العالم لزيارتها كأماكن أثرية تاريخية من جهة,

وتأدية الشعائر الدينية من جهة أخرى, لتعتبر بذلك السياحة الدينية من أهم أنماط السياحة العالمية .‏

الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة الآثار بدرعا قال: تنتشر في معظم قرى وبلدات المحافظة الكثير من الجوامع ومقامات الأئمة الصالحين والكنائس والأديرة والخانات، ما يجعل دائرة الآثار تسعى جاهدة إلى تفعيل كافة هذه المعالم الأثرية من خلال عمليات الترميم المستمرة من أجل الحفاظ على هذه المعالم كإرث حضاري من جهة ووضعها تحت جاهزية مديرية السياحة من جهة أخرى كونها إرثاً سياحياً فاعلاً لابد من الترويج له لتسهيل إمكانية استضافة السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم والحاملين لمختلف الأديان والثقافات.‏

من جهته تحدث الباحث الآثاري ياسر أبو نقطة عن أهم مواقع السياحة الدينية في درعا بقوله: اشتهرت حوران عبر العصور برجالها الأتقياء الصالحين الذين ساهموا مساهمة كبيرة في نشر مفاهيم الديانات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه ومن هؤلاء العلماء الصالحين الإمام النووي «أبو زكريا يحيى بن شرف الخزامي الحوراني محي الدين» الذي ولد في مدينة «نوى» إحدى أعرق حواضر الجنوب السوري وأقدمها على الإطلاق كونها تضم مقام «سام بن نوح» عليه السلام.‏

ومدينة نوى تحتوي اليوم في مقبرتها القديمة الواقعة وسطها على مقام هذا الإمام العالم، وقد تم تجديد المقام وتحسينه حيث تتوافد عليه الزيارات من داخل حوران ومن باقي المحافظات والبلدان العربية والإسلامية.‏

وقال الباحث أبو نقطة :تشتهر مدينة ازرع بوجود كنيسة القديس جورجيوس للروم الأرثوذكس التي يطلق عليها أهالي حوران أسماء متعـددة فهي الدير و دير ازرع و دير مارجرجس و خضر ازرع، والحقيقة أن خضر ازرع كان له أهمية دينية كبيرة لدى سكان حوران في الفترات المنصرمة, فهو راع لـ زرع وكنيستها وحاميها من عوامل الطبيعة والإنسان فلا زلازل ولا أمطار ولا حروب تؤثر عليها بوجوده، وهو السبب الرئيس في بقائها سليمة إلى يومنا هذا على الرغم من مرور أكثر من ألف وخمسمائة سنة على بنائها.‏

وأضاف الآثاري أبو نقطة: الخضر محبوب من جميع سكان حوران من مسلمين ومسيحين حيث ينذرون له النذر ويحجون إليه من كل أنحاء المنطقة مصطحبين معهم الأبقار والخراف ليذبحوها على العتبة ويوزعوها على الفقراء, كما يقدمون النقود والحلي على مذبح السلام فهو عندهم عجائبي كثير الرأفة حاضر الإغاثة والعون.‏

وبنيت كنيسته فوق أساسات معبد وثني للآلهة ثياندريت التي كانت تعبد بشكل واسع في جميع أرجاء حوران في أواخر عام /515/م و بداية عام /516/ م وفقاً لتقويم بصرى السائد آنذاك، وتعد الكنيسة البناء الوحيد القائم حتى الآن الذي تتمثل فيه كيفية انتقال الكنائس من الطراز البازليكي المستطيل إلى الشكل المربع الذي تعلوه قبة من الحجر قائمة على قاعدة مثمنة الشكل، كما أنها معاصرة لأشهر الكنائس في العالم القديم أمثال كنيسة سيرجيون وباخوس في بصرى وكنيسة سانت فيتال في إيطاليا وكنيسة آيا صوفيا في استنبول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية