تحاول «زيبا مالك»في هذا الكتاب المزج بين القالب الروائي والسيرة الذاتية لتعريف البريطانيين بالإسلام عبر سرد سيرة فتاة مسلمة ولدت وعاشت في بلدة «برادفورد» البريطانية والتي تضم عدداً كبيراً من الباكستانيين، كما تطرقت للخلافات بين الأقليات بشكل عام وبين الجالية الواحدة، وهي خلافات متعددة طالت حتى تقرير يوم العيد للجاليات المسلمة.
ورغم أن الأحداث تدور في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين إلا أن الكتاب يعد أقرب للسيرة الذاتية لهذه الصحفية الباكستانية الأصل، فيما يتناول النص قصة فتاة أصرت على العمل في مجال الصحافة والابتعاد عن مهن مثل الطب والصيدلة والقانون التي يميل لها أبناء الأقليات في بريطانيا.
كما تناولت الكاتبة تحديات الهوية التي تواجه أبناء الأقليات عند الخروج من مجتمعاتهم شبه المغلقة إلى العالم الخارجي، ووابل الأسئلة التي يتعرض لها حتى التلاميذ الصغار في المدارس من أقرانهم البريطانيين، بالإضافة إلى الممارسات العدوانية للمنتمين لليمين المتطرف والذين يبغضون الأجانب وخاصة المسلمين منهم بشدة، حيث يشكو كثير من المسلمين في بريطانيا من صورتهم التي ترسمها وسائل الإعلام على خلاف الحقيقة، ومحاولة تصويرهم على أنهم من الإرهابيين أو المؤيدين للإرهاب وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن.
وتناقش الكاتبة واقع التعددية الثقافية في بريطانيا وأنها ضحية التصورات المتحيزة ضد الأقليات وخاصة المسلمين، فيما توصف إبداعات وكتابات الأقليات بأنها مسعى للحصول على اعتراف من الثقافة السائدة في هذه الدولة وبحث عن الاندماج والتماهي مع البريطانيين شريطة عدم التخلي عن خصوصيتهم الثقافية، وهذا ما تثبته «زيبا مالك» في كتابها حيث بدت معارضة لفكرة الانعزال عن الحياة العامة والإقامة داخل مجتمعات مغلقة أقرب «للجيتو».