وقال الدكتور سام دلة المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية في مؤتمر صحفي انه تم الانتهاء من الجزء الاكبر من مسودة المشروع والتي ناقشتها اللجنة امام هيئتها العامة وسوف يتم استكمال الجزء المتبقي من المسودة قبل نهاية الاسبوع.
وأشار دلة الى المبادئ الاساسية التي تم على اساسها صياغة الجزء الاول من المسودة وهي مبدأ السيادة الوطنية حيث وضعت نصوص في الدستور تضمن سيادة الدولة والوحدة الوطنية والمبدأ الاهم ان الشعب هو مصدر السلطات ولا شرعية لأي فرد او مجموعة الا من خلال الشعب وهو يرتبط بمبدأ التعددية السياسية مبينا ان جميع الاحزاب متساوية وما يميزها لممارسة السلطة هو الاقتراع العام من خلال الارادة الشعبية.
واشار الى انه من المبادئ التي اقرت ايضا مبدأ الفصل بين السلطات الاساسية التشريعية والتنفيذية والقضائية وخصوصا مابين السلطتين التشريعية والتنفيذية وفق المبادئ المتعارف عليها في معظم دول العالم وايجاد ضمانات دستورية واضحة قابلة للقياس من اجل ضمان استقلال السلطة القضائية الحامية لحقوق وحريات الافراد اضافة الى مبدأ المواطنة المتساوية القائمة على الافكار المتعارف عليها وما يتم تداوله حاليا من مدنية الدولة فلا تمييز بين المواطنين على الاطلاق وهو امر اساسي لمبدأ حماية حقوق الانسان لاي شخص مقيم في سورية سواء كان سورياً او غير سوري وفق الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل سورية وهناك معايير عالمية لهذه الحقوق والحريات العامة.
واوضح دلة ان تكريس مبدأ القانون وحماية الحقوق والحريات التي كفلها الدستور من خلال ايجاد محكمة دستورية عليا وهي حامية لهذا الدستور وتضمن انفاذه ويمكن للمواطنين في حال تم اي خرق لحقوقهم وحرياتهم المكفولة بالدستور مراجعة المحكمة مشيرا الى انه في الجانب الاقتصادي لم يتم تحديد لون او هوية معينة للاقتصاد وانما وضعت مبادئ اساسية يكفلها الدستور لممارسة الحياة الاقتصادية تضمن امرين اساسيين الكفاءة الاقتصادية من خلال حرية النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعية بحفظ حقوق الفئات الضعيفة بالمجتمع.
ولفت دلة الى انه سيكون هناك نصوص تعزز مبدأ اللامركزية للوحدات المحلية باعتبار الشعب مصدر السلطات سواء على المستوى الوطني المعبر عنه في طريقة اختيار البرلمان او السلطة التشريعية او ما يتعلق بالنسبة لرئيس الجمهورية فلا بد من تعزيز المبادئ الاساسية للامركزية واضافة مبدأ منبثق من الاتفاقيات الدولية وخصوصا ما توصي به اليونيسكو وهو مبدأ حماية التنوع الثقافي للشعب السوري واعتباره احد الاصول الوطنية التي تعزز وتنمي الوحدة الوطنية.
وبين دلة ان اللجنة تعمل يوميا لساعات طويلة ووفقا للآلية التي عملت بها خلال الفترة الماضية موضحا انها قادرة على وضع المشروع النهائي للدستور قبل نهاية هذا العام لرفعه الى السيد رئيس الجمهورية.
واشار الى ان اللجنة اطلعت على معظم الدساتير والتجارب التي وضعت مؤخرا في بعض الدول العربية اضافة الى الجمعية الدولية للدستوريين في العالم التي تضع معايير لكيفية صياغة الدساتير.
واوضح انه يسود اجتماعات اللجنة نقاش عميق حول كل التفاصيل وهناك اكثر من خيار يطرح من قبل اعضاء اللجنة وهي منفتحة على كل التيارات والاتجاهات الموجودة في سورية وتتلقى الاقتراحات من بعض الاشخاص ليتم تضمينها في الدستور وعادة تكون افكارا مطروحة من قبل اللجنة.
وكانت اللجنة ناقشت خلال اجتماعاتها الثلاثة السابقة المبادئ الاساسية التي سيقوم عليها الدستور الجديد والمبادئ الحاكمة التي تتناول طبيعة النظام السياسي والدستوري والقضايا الاساسية المتعلقة بالمفاهيم الرئيسة وبالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مثل فكرة دولة القانون وتعزيزها في الدستور ومبدأ التعددية وتداول السلطة وطبيعة النظام الانتخابي والاسس التي يجب أن تقوم عليها الوحدات المحلية والآلية والمبادئ التي سوف تحكمها كالادارة الذاتية لهذه الوحدات ومبدأ فصل السلطات واستقلالية القضاء وغيرها من المبادئ التي تعد أساسية في عمل اللجنة لصياغة دستور جديد للبلاد. وكان السيد الرئيس بشار الأسد أصدر الشهر الماضي القرار الجمهوري رقم 33 الذي ينص على تشكيل اللجنة الوطنية لاعداد مشروع دستور للجمهورية العربية السورية تمهيدا لاقراره وفق القواعد الدستورية على ان تنهي اللجنة عملها خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر اعتبارا من تاريخ صدور هذا القرار.