عن الظواهر الاجتماعية والعادات السلوكية والموروثات القديمة التي تتحكم في المجتمع العربي بصورة عامة والمجتمع العربي المصري بصورة خاصة, كميدان رحب لدراساته المعمقة, ولاسيما أن هذه الظواهر المبنية على ذهنية مركبة تسيطر بشدّة على واقعه الراهن, وتتحكم في ردود أفعاله, وفي قرارات مصيرية بالغة الأهمية.
ويعتبر الدكتور /سيد عويس/ الضمير الحيّ للمجتمع في همومه الذاتية وتطلعاته المستقبلية, حيث حمل بأمانة تاريخه الذي أحبه إلى حدّ الهيام به, وعايشه بشفافية, وحلّل ظواهره وسماته العامة وأبدع في نظرياته, تاركاً عطاء خصباً من الكتب والدراسات والمحاضرات, التي لمست جذور المجتمع بالنقد والتحليل والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي, لكيلا يجد الإنسان نفسه في عزلة واغتراب في وطنه.
كان الراحل الكبير يؤمن بالتجربة الذاتية ويعتقد أنها في أهمية المدرسة والجامعة والكتاب. قال لابنه الدكتور مسعد عويس: (سافر..وعش تجربة جديدة دون وجل..فالتجارب الإنسانية الواعية قناديل في دربنا الطويل الذي قد لايكون مفروشاً بالورود..).
وكان يرى أن حالة (اللا انتماء) تدفع إلى التطرف والرعونة في السلوك العام, وهذا مايفسر لنا تبني بعض الشباب معتقدات خاطئة, يحاولون نشرها في المجتمع بعنف غير مقبول, ودون الجلوس إلى طاولة الحوار..
من أقواله التي سجلّها له الأديب المعروف مفيد فوزي مامعناه: (ارصد الظواهر..اهتم بالعلم فهو سفيرنا للغد..افتتح النوافذ المغلقة لأصحاب الأفكار المبتكرة..لاتخف من أفكار جريئة..فالجرأة هي شباب العقل).
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدكتور عويس, كان ضد النجاح الشكلي الذي يلجأ إليه البعض, لتحقيق غاية معينة من أقصر الطرق وأسرعها, دون بذل أي جهد يُذكر, المهم عندهم إيهام من يصادفهم بقدرتهم الفائقة وبراعتهم, في التحكم بالأمور وإيجاد الحلول السريالية السريعة لها, دون أن يقدروا عواقب الأمور, أي أنه في هذا الرأي يحدد سمات الشخصية الفهلوية.