|
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين... الكعبة المشرفة عبر العصور دين ودنيا فهي أقدم بيت وضعه الله تعالى للناس, بقي هذا البيت العظيم الخالد رمزًا للعبادة, وشعارًا للتوحيد, وقد مرّت عمارته بأطوار ومراحل, فهُدم وبُني مرّات كما زُيِّن بالذهب والفضّة, وكانت الكعبة تحظى بالتقديس والإكبار حتى في عصور الجاهلية قبل الإسلام. وقد كان أهل مكة يعظمون هذا البيت حتى أنهم لم يكونوا يستطيلون عليه في البناء, وكانوا يبنون بيوتهم على الشكل الدائري تعظيماً لرباعية الكعبة, وأن أول من بنى بيتاً مربعاً في مكة هو حميد بن زهير, فخافت قريش وقالت ربع حميد بن زهير بيتا فإما حياة وإما موتاً. والكعبة المشرفة مبنية من سبعة وعشرين مدماكاً من الصخور الجبلية. بداية المقصود بالكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر. فالكعبة بناء سيدنا إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد, وقد يطلق عليه المسجد الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته, أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة, وأول من بناه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). تاريخ بناء الكعبة عبر العصور البناء الأول: بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) حينما انهار بناؤها, ولم يبق منها إلا القواعد التي غطتها الرمال والحصى. قال تعالى: }وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم{. البناء الثاني: قبيلة (العماليق) و(جرهم) , ثم استقرت بعض القبائل العربية في مكة من االعماليق وجرهم والتي تزوج منها اسماعيل عليه السلام رعلة بنت عمرو الجرهمي, وتصدع بناء الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة في البناء, وكان أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها , ورعايتها. البناء الثالث: قبيلة خزاعة, التي أجلت (جرهم) عن مكة وتولت أمر البيت 300 سنة حتى أخرجها قصي بن كلاب المعروف بقريش الأكبر. البناء الرابع: قصي بن كلاب ( قريش الأكبر), في عهد قصي تشقق بناء الكعبة , فأعاد بناءها, وبنى دار الندوة; ليجتمع فيها كبار القوم للتشاور فيما بينهم. البناء الخامس: بناء قريش عام 5 قبل البعثة وقد بنتها قريش بارتفاع ثمانية عشر ذراعا, وكان باب الكعبة مرتفعا بأربعة أذرع وذلك لكي يدخلوا من أرادوا ويمنعوا من أرادوا, وكانت حجتهم برفع الباب هو لمنع مياه السيل من الدخول إلى داخل الكعبة. ومن أهم خصائص بناء قريش أنهم زادوا ارتفاع الكعبة, وجعلوا لها سقفا خشبياً وسدوا الباب الخلفي الغربي تماماً, وجعلوا للكعبة ميزاباً لتصريف مياه الأمطار , وعند غسيل سطح الكعبة. البناء السادس: بناء عبد الله بن الزبير عام 65 ه , حيث قرر أن يعيد بناء الكعبة على نحو ما أراد رسول الله في حياته , فقام بهدمها , وأعاد بناءها , وزاد فيها ما قصرت عنه نفقة قريش - وكان حوالي ستة أذرع - , وزاد في ارتفاع الكعبة عشرة أذرع , وجعل لها بابين أحدهما من المشرق والآخر من المغرب , يدخل الناس من باب ويخرجون من الآخر , وجعلها في غاية الحسن والبهاء ضمخها بالمسك والعنبر وكساها بالديباج , فكانت على الوصف النبوي كما أخبرته بذلك خالته عائشة أم المؤمنين, وكان انتهاؤه من بنائها في شهر رجب سنة (649ه). البناء السابع: بناء عبد الملك بن مروان عام 74 ه , حين تصدى الحجاج بن يوسف لمحاربة عبد الله بن الزبير, واحتمى الأخير بالكعبة قصفها الحجاج حتى تهدم قسم منها, وهذا من أسوأ مظالم الحجاج بن يوسف, وقد قام عبد الملك بن مروان ببناء البيت من جديد, فأعادها إلى ماكانت عليه قبل إصلاحات عبد الله بن الزبير. البناء الثامن: السلطان مراد العثماني 1040 ه . البناء التاسع: محمد علي باشا عام 1240 ه , بناء محمد علي باشا في عهد الخلافة العثمانية, وكان مطر غزير قد وقع بمكة سنة 1240, وأعقبه سيل جارف عمَّ منطقة الكعبة ووصل ارتفاعه إلى طوق القناديل المعلقة, وقد أنجز محمد علي باشا بناء الكعبة على أتم حال. عمارة الكعبة في العصر الحديث 1- في عام 1363هجرية وفي عهد الملك عبد العزيز تم تغيير باب الكعبة. 2- عام 1377ه وفي عهد الملك سعود تم نفض سقف الكعبة الأعلى وتجديد عمارته وتجديد السقف الأدنى لقدم أخشابه وتآكلها, كذلك تم ترميم الدرج الذي في باطن الكعبة المؤدي إلى سطحها وإصلاحه. 3 - في عام 1399ه عهد الملك خالد تم تغيير باب الكعبة القديم بالباب الحالي. 4- في عام 1416ه تم ترميم جدار الكعبة من الخارج ترميماً شاملاً, وكذلك تم تجديد الكعبة المشرفة تجديداً شاملاً من الداخل, وشمل سقفي الكعبة والأعمدة الثلاثة وحوائط الكعبة من الداخل والأرضيات ورخام السطح والحوائط والسلم الداخلي والشاذروان وميزاب الكعبة وجدار حجر إسماعيل عليه السلام. أسماء الكعبة المشرفة كما وردت في القرآن الكريم 1- الكعبة: } جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس {. 2- البيت: } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا {. 3- البيت العتيق: } وليطوفوا بالبيت العتيق {. 4- البيت الحرام: }ولا آمين البيت الحرام{. 5- البيت المعمور: } والطور, وكتاب مسطور, في رق منشور, والبيت المعمور{. 6- البيت المحرم: }ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم{.
|