اسمه ورق الباكي ويبدو مظهره مثل ورق الكربون العادي ولكنه في الحقيقة غير عادي, فهو أخف من الصلب عشر مرات وأقوى منه خمسمائة مرة وذلك عندما توضع الشرائح فوق بعضها وتضغط معاً لتشكل مركباً. هذا المركب ليس على غرار المركبات التقليدية فهو موصل جيد للكهرباء مثل النحاس والسليكون ومشتت للحرارة مثل الصلب وكبريتات الحديد.
ورق الباكي عبارة عن شريحة رقيقة من أنابيب الكربون متناهيه الصغر, وسمك أنابيب الكاربون تلك أرفع 50,000 مرة من شعرة الإنسان. وترجع قوته إلى مساحة السطح الضخمه لكل أسطوانة كربون متناهيه الصغر. فإذا أخذت جراماً من هذه الأسطوانات وقمت بفرد كل أسطوانة إلى ورقة جرافيت يمكنك تغطيه ثلثي ملعب كرة قدم.
وكان قد تم تصنيعه فى البداية كوسيلة للتعامل مع أنابيب الكربون الاسطوانية ولكن بدأ العلماء هذا العام فى دراسته وتطويره لاستخدامه فى تطبيقات مختلفة, مثل أجسام السيارات المدرعة والجيل الجديد من الإلكترونيات.
ويعتبر العلماء ورق الباكي بخصائصه الفريدة مادة معجزة تستخدم فى صناعة طائرات وسيارات أخف وزناً وتحقق كفاءة الطاقة وكذلك أجهزة كمبيوتر أقوى وشاشات تليفزيون مطورة.
وظلت فكرة أن هناك مستقبلا واعدا لورق باكي والمشتقات الآخرى للاسطوانات متناهيه الصغر - المعروفه باسم أنابيب الكربون متناهيه الصغر - محل بحث لسنوات طويلة. والآن أعلن علماء جامعه فلوريدا إحرازهم تقدماً كبيراً يمكن أن يحول الإفتراض إلى واقع.
ويتم فى الوقت الحالي إنتاج ورق الباكي بكميات قليلة وسعر مرتفع داخل المعامل. ويعكف باحثون بجامعه فلوريدا على تطوير تقنيات تصنيع تساعده على المنافسة مع أفضل المركبات المتوفرة. وبدأت الجامعة فى إنشاء شركة لإنتاجه بشكل تجاري.