تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في اليوم العالمي للمعوقين.. البيئة أيضا ًقد تكون معوقة..

مجتمع
الجمعة 5/12/ 2008 م
رويدة سليمان

- يتضمن القرار رقم /1504/ لعام 1985/ المادة 7 : التزام الجهات العامة بتشغيل المعوقين المؤهلين المرشحين وفقاً لأحكام المادة السادسة الترشيح من قبل مكاتب الاستخدام في الأعمال التي رشحوا إليها والتي تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية أو المهنية وذلك بحدود 4% من مجموع عدد العاملين لديها,

إلا أن مثل هذه القرارات لا تطبق على الشركات والمعامل في القطاع الخاص ولا العام .‏

- التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة, أفضل شكل للتضامن الاجتماعي, هذا إن تمّ وفق مهارات وإمكانيات المعوق وليس بدافع الشفقة والعطف.‏

- العديد من دول العالم وخاصة دول العالم الثالث ما زالت تفصل تعليمياً بين الأطفال العاديين و بين ذوي الاحتياجات الخاصة ويرجع ذلك للاعتقاد الذي كان سائداً من أن الإعاقة عاهة دائمة.‏

- تشير التقارير الدولية إلى أن طفلاً من كل عشرة أطفال يولد بعجز أو يصاب به في وقت لاحق وأن ثمانين مليوناً من أصل ما يزيد عن مائتي مليون من مجموع الأطفال المعوقين يعيشون في دول العالم الثالث‏

- الأفكار الحديثة تميل إلى الحديث عن بيئة معوِّقة لا عن فرد معوق .‏

- تكريم المعاق لا يكون بميدالية ولا بيوم إنما باعتناء دائم ورعاية مستمرة.‏

الإدماج .. انعدام العزل‏

الأستاذ يحيى أفنيخر- دبلوم إدارة مؤسسات ومراكز معوقين , يؤكد أن استراتيجية الإدماج تعتبر الوسيلة الأمثل لمواجهة تحديات مشكلة الإعاقة حيث لا تستطيع مراكز ومدارس التربية الخاصة أن تقدم الخدمة لجميع الأطفال الذين هم بحاجة إلى التعليم ويعني الإدماج بالنسبة للمعوقين أشياء كثيرة.. انعدام العزل, التقبل من قبل المجتمع, إمكانية المعاملة كالآخرين, التمتع بحق العمل والذهاب إلى السينما وممارسة الرياضات وأن يسافروا في وسائل النقل العمومي دون مضايقة أي شخص , كما يعني حقهم في أن تكون لهم عائلة وأن يكون لهم أصدقاء وحياة عاطفية وأسلوب الإدماج يترجم مبدأ المساواة وعدم التفرقة بين الأطفال ويخلِّص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من التسميات التي كانت ولا تزال تلتصق بهم مثل العاجز وغيرها من التسميات .‏

ما التأهيل المجتمعي ?‏

يعرف الأستاذ يحيى أفنيخر التأهيل المجتمعي بأنه أسلوب في العمل لتأدية الخدمات التعليمية والتأهيلية والرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة في أماكن تواجدهم , ويهدف أول ما يهدف إلى دمج هؤلاء مع المجتمع والأسرة والسعي إلى استقلاليتهم اقتصادياً واعتمادهم على أنفسهم من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم ومن خلال تعريفهم بالواقع الذي يعيشون فيه ولكن توجد بعض الحالات التي يصعب التعامل معها من خلال أسلوب التأهيل المجتمعي إما لنقص الإمكانيات أوعدم توفر الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الحالات , لذلك يتم تحويلها إلى هذه المراكز والمؤسسات صاحبة العلاقة لتقوم بدورها في تقديم الخدمات اللازمة لمثل هذه الحالات ومن جهة ثانية فإن النسبة المتزايدة في عدد ذوي الاحتياجات وخاصة في الدول النامية ولأسباب عدة كالفقر والمرض وسوء التغذية والحروب والكوارث وغيرها من الأسباب.. هذه المشكلة الناجمة عن ذلك لا يمكن التصدي لها إلا من خلال استراتيجية التأهيل المجتمعي وتحقيق الدمج لهذه الفئات في الأسرة والمجتمع.‏

ماذا نعني بالكشف والتدخل المبكر وما الفئات التي تحتاج إلى كشف, وتدخل مبكر, وهل يقتصر التدخل على فترة محدودة من حياة الطفل ?‏

عن هذه التساؤلات يجيب الأستاذ يحيى قائلاً:‏

التدخل المبكر هو نظام خدمات تربوي علاجي وقائي يقدم للأطفال الصغار في السن من عمر صفر وحتى ست سنوات لأسباب بيولوجية بيئية وهو نظام دعم لأسر هؤلاء الأطفال ومساعدتهم في تخفيف عبء المشكلة عليهم والتدخل المبكر يهدف إلى الكشف عن الإعاقة والحد منها أو منع حدوثها في كثير من الأحيان بحيث لا تكون السنوات الأولى من حياة الطفل سنوات تدهور لحالته وتكريس الإعاقة إن وجدت وتقسم مراحل الكشف والتدخل المبكر إلى:‏

1- مرحلة الوقاية قبل حدوث الإعاقة: وتتضمن تقديم الخدمات والإرشادات اللازمة للأزواج قبل إتمام عملية الزواج كالفحص الطبي وعمر كل من الزوجين والامتناع عن الحمل قبل سن العشرين بالنسبة للزوجة.‏

2- مرحلة حدوث الإعاقة ومنع تطورها: النظرة التربوية الحديثة لا تهتم بالفرد ذي الحاجة الخاصة بل يمتد الاهتمام إلى الأسرة إيماناً من هذه التربية بأن العلاقة تبادلية بين الطفل والأسرة وينجم عن هذه العلاقة الكثير من الآثار وفي هذه المرحلة تبرز أهمية الكشف المبكر وضرورة الفحص والتشخيص خاصة في حالة الشك بوجود إعاقة وعلى ضوء التشخيص تحدد الخدمات اللازمة.‏

وأسر ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى العديد من الدعم والإرشاد وإلى المزيد من المعلومات والحقائق تساعدها على التقبل السليم للحالة والمعرفة العلمية لحسن التعامل معها ويأخذ الدعم أشكالاً متعددة منها الدعم الاجتماعي والقانوني والعاطفي وغيرها من أنواع الدعم.‏

3- مرحلة وجود الإعاقة والحد من آثارها: ويتبع في هذه الحالة الأسلوب العلاجي للتخفيف ما أمكن من آثار الإعاقة على الشخص وتمكينه من ممارسة حياته العادية .‏

التأهيل المهني يهتم بالغايات لا بالعاهات‏

يؤكد الأستاذ أفنيخر على أهمية وضرورة التأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة إذ عندما يتم وفق أسس علمية سليمة, وحينما يكون متوافقاً مع الإمكانيات والقدرات والخصائص الجسمية والصحية وغيرها وبما يتوافق مع فرص العمل المتاحة في المحيط الذي تتواجد فيه الحالة, عندها نكون أمام مشروع مردوده الربحي كبير وأهم ما فيه تحقيق العدالة والمساواة. إيماناً بحق الفرد في المجتمع بعمل شريف يستقر فيه , ويبني من خلاله حياته المستقلة وتحقيق التكيف الاجتماعي السليم .‏

وإذا ما عرفنا بأن الفرد يستعمل أقل من 20 % من إمكانياته الفيزيائية والعقلية في حياته وعمله الطبيعي أما الإمكانيات الباقية 80% فتشكل الإمكانيات الكامنة وفي حال المرض أو العجز تستعمل هذه الإمكانيات للتكيف مع المتطلبات غير العادية والتعويض عن العاهات الولادية أو المكتسبة أي تعويض تركيب أو عمل آخر.. بهذا المعنى فإنه من الممكن لشخص يتمتع بأعضاء مشوهة أو بأجزاء من جسمه غير كاملة أن ينمي أسلوباً أفضل لمواجهة متطلبات البيئة بالتكيف المناسب عن طريق الاستفادة من الإمكانيات الفيزيائية والعقلية وغيرها الكامنة لديه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية