تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في اليوم العالمي للمعوقين..تأهيلهم ضرورة لازمة

مجتمع
الجمعة 5/12/ 2008 م
يحيى موسى الشهابي

عبد الهادي طفل ولد كغيره بشكل طبيعي جعل والديه يتلهفان لسماع أولى كلماته التي طال انتظارها ولكن القلق بدأ يزداد عندما لم تلحظ والدته تطوراً في تفاعله ولازيادة في مفرداته,

كان يطلب الأشياء بالإشارة, كلماته دائماً غير واضحة مع مرور السنين ظهر القلق على والدته جلياً وخاصة أن كل الأطفال الذين في عمره مختلفون عنه ما دفعها للبحث عن الحقيقة حتى عرضته على أحد الأطباء الذي اقترح عليها إجراء استقصاء سمع للتأكد من عدم وجود أي سبب عضوي, ولكن كان ما تخشاه وكشفت نتيجة الاستقصاء عن إصابته بنقص سمع حسي عصبي شديدو ومازاد الوضع سوءاً ضيق ذات اليد.‏

فمتطلبات العلاج باهظة الثمن والوسيلة المتاحة هي السماعة وكان له ذلك لكن هذه الوسيلة كانت غير فعالة نظراً لسوئها وكان الحل هو عملية جراحية تحافظ من خلالها على النسبة المتبقية من السمع لديه بعد ذلك كان لابد من عمل غاية في الأهمية ألا وهو العمل على إعادة تأهيله وتدريبه فهو في الرابعة من العمر, ولكن إدراكه المعرفي لايتجاوز إدراك طفل في السنة الأولى من العمر وفعلاً كان تأهيله في منظمة آمال بمنزلة طوق النجاة له وأنهى برنامجه التأهيلي بمتابعة واضحة المعالم من والدته والتي كان لها دور هام جداً في ذلك حيث طبقت كل الملاحظات والتوجيهات من قبل المشرف الاختصاصي بالمركز وعاد إلى حياته الطبيعية.‏

بينما ترى الشابة علا التي أصابها اليرقان في بداية عمرها, ولم يتم تغير دمها حسب ماقالت بيد أنها لا ترى في نفسها على أنها معوقة فهي التي تدربت في مدرسة الخدمة الاجتماعية وفي زهرة المدائن وثابرت على دراسة علوم الكومبيوتر وأتقنته بشكل كبير وقد بحثت عن عمل في أحد مراكز تأهيل المعوقين للمساعدة ووضع كل خبرتها أمام هذه الفئة ولتقول لهم أن لا إعاقة مادام الإنسان قادراً على فعل أي شيء مفيد له ولمجتمعه.‏

أمام تلك الحالتين وعلى الرغم من وجود حالات كثيرة استطاعت إحداث تأثير في المجتمع إلا أننا نجد أن موضوع الإعاقة لابد وأن يكون له الدور الهام ضمن سياق منظومة التنمية البشرية حيث لايمكن تحقيق أهداف هذه التنمية دون الأخذ بعين الاعتبار هذه الشريحة ولتوفير كل ما يمكن من دمجها بالمجتمع وتوفير البيئة المناسبة التي تحقق لها المساهمة الفاعلة والمنفعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية, من هنا كان لابد من الإشارة إلى أن مشكلة الإعاقة من أخطر المشكلات الصحية والاجتماعية في كل أنحاء العالم لأنها تطبق أعباء على المجتمع من حيث تعطيلها لطاقات بشرية يمكن أن يكون لها تأثير كبير فيما لو تم استثمارها بالشكل الأمثل وهنا يأتي التأهيل في المقدمة.‏

الأستاذ أيوب دياب الباحث في مجال الإعاقة تحدث عن تأهيل المعوق بقوله:‏

التأهيل يهدف إلى مساعدة المعوق بهدف تمكينه من التوافق مع متطلبات بيئته الطبيعية والاجتماعية وكذلك تنمية قدراته للاعتماد على نفسه من خلال الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية والنفسية والرياضية والترويحية وخدمات التدريب المهني والتشغيل كما بين ذلك قانون الأشخاص المعوقين في سورية.‏

العلاقة بين التأهيل‏

الاجتماعي والتأهيل المهني‏

ويشير الأستاذ أيوب إلى أن كثيراً من الشباب المعوقين يجد صعوبة كبيرة في التحول من حياة المدرسة والاعتماد على الوالدين إلى حياة الرشد والاندماج في الحياة الاجتماعية وتقع مسؤولية هذه الصعوبة والوقاية منها على برامج التعليم والتأهيل في مدارس ومراكز التأهيل المهني وهنا يحدث تحول من الاعتماد على الآخرين إلى الاعتماد على النفس بالتأهيل الاجتماعي والتحول إلى العمل بالتأهيل المهني بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة عندما يبدأ الطفل بالمحافظة على لعبته وأدواته فإننا نعلمه الحفاظ على العدد أو الآلة وأن كل مهارة يتعلمها تفيده فيما بعد ويصبح الطفل جاهزاً للعمل.‏

ولتحقيق منهج التأهيل لابد من ثلاث مراحل وهي:‏

1- مهارات الحياة اليومية / القدرة على التصرف المالي, تحمل مسؤولية البيت, العناية بالاحتياجات الشخصية وتجهيز الأكل...‏

2- مهارات شخصية واجتماعية/ التعرف على الذات, بناء الثقة, تنمية مهارات التعامل مع الآخرين, القدرة على وجود حل للمشكلات والمواقف المستجدة, القدرة على التواصل مع الآخرين...‏

3- مهارات مهنية (التعرف على الاحتمالات المهنية, مهارات أساسية في العمل, اختيار وتجربة الفرص المهنية, السلوك المناسب في العمل وعادات عمل جيدة.‏

أهداف التأهيل‏

بينما يرى الأستاذ أيوب أن أهداف التأهيل تتمثل في عمليات التنمية لموارد بشرية غير مستفاد منها لتحويلها إلى طاقات مستفاد منها في الإنتاج وتخفيف عبء الإعانة وتمكن الفرد بالعيش حياة متوافقة مع نفسه ومهنته منها وتتمثل في أهداف اجتماعية.‏

وهي تحقيق العدالة الاجتماعة وعدم إهدار القيم الإنسانية وحقوق الأفراد وتكافؤ الفرص لأن المعوق إنسان أولاً قبل كل شيء والوقاية من المجتمع وعدم التوجه للكسب غير المشروع حتى يمكن إدماجه في المجتمع بعد وصوله إلى حالة التكيف المهني والاجتماعي والنفسي.‏

بينما الأهداف الاقتصادية تعمل على تحويلهم إلى قوة منتجة من خلال مهن مناسبة مع قدراتهم لزيادة الإنتاج والدخل الوطني بدلاً من تكلفة الدولة المساعدات والإعانات.‏

معوقات العملية التأهيلية:‏

ويشير الأستاذ أيوب إلى أن معوقات العملية التأهيلية هي:‏

1- يتطلب التأهيل إمكانيات مادية وبشرية هائلة,قد لا تتوافر لكثير من المجتمعات وخاصة النامية منها.‏

2- التأهيل عملية تتعامل مع عناصر معوقة, متقدمة نسبياً في السن وبالتالي تواجه عقبات تعليم الكبار‏

3- التأهيل هو إعادة تدريب المعوق على مهارة معينة تتناسب مع قدراته الباقية, فهي عملية هجر أمر مألوف, إلى آخر غير مألوف ما يؤدي إلى مقارنة المعوق, تماشياً مع النزعة العامة للفرد ولمقارنة التغيير.‏

4- عدم وجود مقاييس مقننة تقيس قدرات المعوق سواء عند التأهيل المهني كعملية تستهدف اختبار المهنة المناسبة للفرد أو عند التوجيه المهني كعملية تستهدف اختيار الفرد المناسب لمهنة بعينها.‏

تعليقات الزوار

شادي |  shad86i@hotmai.com | 30/01/2009 01:03

شكرا لك استاذ محمود على هذه المواضيع المهمة وعلى استضافة مثل هذه الشخصيات المميزة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية