تضمنت المجموعة عدداً من القصص المتعددة والتي تحاكي الإنسان والواقع والحياة بأسلوب رشيق وجميل.
وجاء في المقدمة: هذه الأنا الشامخة كالطود والمنكسرة والمهزوزة, القوية والضعيفة, المنتصرة والمهزومة, الغالبة والمغلوبة على أمرها, وربما حالات كثيرة أخرى تجسدت جميعها في المجموعة القصصية «أحلام تتلاشى» لمؤلفتها القاصة ليلى صياح الحسين وهي باكورة أعمالها الأدبية والتي تكون منها البداية لتكتب أعمالاً أخرى تجسد فيها قلقها وهواجسها, أفراحها وأحزانها, وهذه الحالات قد تشكل سمة من سمات إنساننا في العصر الحديث, حيث الأمان المفقود والحروب المشتعلة في أمكنة كثيرة, والموت والحرمان والفقد الموجع الذي يصل بنا إلى التوتر والخوف الذي يحاصر الروح قبل الجسد.
لم تتوقف القاصة ليلى عند هذه الأنا في بعض قصصها لكنها امتدت بها تشمل الآخر الذي يمثلنا والجزء الناقص منا وبه نكتمل ولذلك جاءت نصوص مجموعتها مثل مرج من الأزهار فيه الكثير من الألوان والأشكال المتعددة والمختلفة في شذاها ولونها وماتبثه في نفوسنا من ثقة وطمأنينة.
في المجموعة (أحلام تتلاشى) قد نجد رمزية يشار لها بكل تقدير ولعلها شرط من شروط القص القصير, ونستدل على ذلك بقولها في القصة الأولى «هناك مدينة تسكنني, سكانها غرباء» وفي قصة «مؤامرة» تقول: نحن نتكلم, نعاتب, نصرخ, وفي قصة خيبة أمل نجد الأحمر القاتم بالغوغاء حيث رفع رأسه للسماء ونظر خلفه ليودع جسده.
ويختم بالقول: الكثير من كتاب القصة القصيرة جداً اعتمدوا في إنجاز نصوصهم على الأسطورة والعودة إلى أزمان سالفة فيها الملك والعبد والسياف والآلهة حاضرين دوماً كأبطال لهذه النصوص, بينما تميزت القاصة ليلى بأنها انتشلت هؤلاء الأبطال من الشوارع والحارات والأبنية المحيطة, أخذتهم من واقعنا, ومن ذاتها المفعمة بالبوح وحب الكتابة لتصنع أسطورتها الخاصة, والأدب الحقيقي هو الذي يلامس أوجاع الناس وهمومهم ويتطرق لمشكلاتهم ومايحيط حياتهم من حزن وخوف وبذلك يكون الأقرب منهم وأكثر التصاقاً بهم.
ومن أجواء المجموعة نقرأ قصة بعنوان (مفارقة):
مازال صوت أمي يدوي في رأسي, أنّ الأواني والزجاج المكسور لاتترك في البيت تجلب النحس... نظرت إلى أبي رأيته يقبع عند الباب الخارجي مثل جزء آنية الفخار المكسور.