أو الحصول على دخل شهري وتعويضات ومكافآت وامتيازات (مدللة) لا قبلها ولا بعدها، وبذلك يظن (كل من لا يرى أبعد من أنفه) أن قصة النجاح يمكن اختزالها لا بل وانتهائها بمجرد وصوله أو تحقيقه لهذه الأشياء، ولكن للأسف عقول هؤلاء الأشخاص محدودة لا بل وخشبية كونها مرتبطة بصلة لا تقبل التجزئة بالطريقة الخاطئة، لا بل المتحجرة والبالية التي يفكرون ويعملون بها.
لذلك من الطبيعي جداً والمنطقي جداً جداً أن يكون مؤشر دوران عجلة إنتاج الجهة التي يتولون قيادة دفتها يسير بشكل عكسي إلى الوراء لا إلى الأمام، إلى الخسارة لا إلى الربح، إلى تفويت منفعة عامة لقاء أخرى خاصة، إلى ضياع البوصلة الحقيقية لا توجيهها بشكل علمي وعملي باتجاه الهدف المنشود، لا بل إن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يفشل في نيل علامة النجاح في أبسط الامتحانات، ومع ذلك تراه متشدقاً بما يطلق عليها ويسميها إستراتيجيته المبهمة المعالم الغامضة الأهداف المشوهة التفاصيل.
كل منا يرى النجاح بطريقته وزاويته ..، ومن حق الحكومة أيضاً أن ترى ليس فقط في كبريات الشركات والمؤسسات والهيئات قادة إداريين ناجحين يسجلون الإنجاز تلو الإنجاز، وإنما حتى في أصغر مفاصل العمل الحكومي القائم على العمل المؤسساتي الجماعي المشترك، لا على الأعمال الفردية التي لم تغن أو تسمن في يوم من الأيام من جوع هذا القطاع أو ذاك الذي يملك كل واحد منها من الطاقات والإمكانات والكفاءات ما يمكنها من القفز على مؤشر الإنتاج والإنتاجية أشواط وأشواط، لكن تربع البعض وعقلية البعض وطريق تعاطي البعض .. حال ومازال دون وصولهم إلى مراكز ومواقع تؤهلهم وتمكنهم من مجرد إبداء الرأي ومن ثم المشاركة في اتخاذ القرار والعمل يداً بيد على تنفيذه.
كل منا ينظر إلى الأشياء وفق الأسس والمعايير .. التي يراها منطقية ومناسبة، ومن هنا فمن حق الحكومة أن تدعو كل من لم يعمل ولا يريد أن يعمل إلى إفساح المجال (طوعاً) لجيش الكفاءات الذي ينتظر «نص فرصة» ليكونوا خير خلف لـ ... سلف.