جاءت الحقائق لتثبت حجم هذا التورط الذي لطالما نفاه هؤلاء في سورية ، فمقتل مظلي فرنسي في «القوات الخاصة الفرنسية» خلال معارك في منطقة حدودية بين سورية والعراق رفضت الرئاسة الفرنسية تحديد مكانه ، واعتراض دورية أمنية سورية لرتل عسكري تابع للجيش الاميركي في مدينة الحسكة مهمته الضمان لما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» المرور دون أي عوائق عبر مواقع لـ»داعش» على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسية التي نشرت صورا تدل على تواجد آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في ريف دير الزور الشمالي ، فضلاً عن الافلاس الصهيوني ، كل هذه الحقائق والوقائع تدل ودون ادنى شك على ان اعداء سورية وصلوا لمرحلة كبيرة من الهستيرية بعد النجاحات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري على كافة ميادين القتال السورية .
الجنون الاميركي الاوروبي الصهيوني هذا جاء في وقت بعث فيه الجانبان السوري والروسي من مقر الامم المتحدة وعلى لسان الوزيرين وليد المعلم وسيرغي لافروف رسائل كثيرة، وخارطة طريق ميدانية وسياسية جديدة بعد استعادة دمشق والحلفاء أكثر من نصف مساحة سورية في المعارك الأخيرة، فسلسلة المواقف التي أعلنها سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي تشكل صدى لمواقف متفق عليها مع دمشق.
حيث رأى محللون ان المؤتمر الصحفي للجانبين السوري والروسي تحول إلى محضر معلن للاجتماع المشترك وإعادة التذكير بالشراكة المعقودة في المحاربة ضد الإرهاب حتى القضاء عليه، لا كما يفعل الأمريكيون عبر ضربات مبعثرة من دون هدف واضح وتستثني «النصرة» على ما أكده لافروف .
فموسكو لم تنتظر جواباً أمريكياً على تواطئ واشنطن في دعم «النصرة» وعدم قتالها وتحريضها على فتح معارك في إدلب وشمالي حماة، والدليل هو ان عشرات الغارات والصواريخ الروسية استهدفت مراكز ومعسكرات تدريب ومستشفيات ميدانية لجبهة النصرة الارهابية في إدلب وقتلت عشرات الارهابيين منهم.
ومنذ فك الحصار عن دير الزور واستعادتها من «داعش» ، تؤكد موسكو بأن الجيش العربي السوري والحلفاء هم القوة الفاعلة الحقيقية ضد الإرهاب، وأن موسكو ستبقى تدعم الدولة السورية ولن تسمح بتقسيمها أو بإقامة مشاريع فدرالية فيها كما تسعى واشنطن .
ومنذ معارك عين العرب بنت ماتسمى « قوات سورية الديمقراطية « رصيدها على حاجة الأمريكيين إليها في قتال «داعش»، وبناء قواعد عسكرية لهم في الشمال السوري، وإنشاء كيان يبدو محمية أمريكية أرضاً وجواً .
فاللقاء الوزاري السوري الروسي حسب المحللين استرد العملية السياسية أيضاً من مرجعيات استنة التي تضع افقا ومخرجاً للحرب الارهابية على سورية بأيدي موسكو ودمشق وطهران، وتواصل تحييد القوى الإقليمية، ولا حل سياسيا إلا من الداخل السوري وليس قبل القضاء على الإرهاب، أما عدم تعاون واشنطن وتنسيقها عسكرياً مع موسكو في سورية، فهو قرار واضح بمواصلة تأجيل الحل السياسي و باستنزافها، وهو أمر تعرفه دمشق ولذلك تعتبر دور أمريكا معرقلاً لتقدم الجيش السوري في دير الزور.
حيث أن دعم واشنطن وحلفاءها اللامتناهي للارهاب بكافة الوسائل لم يعد يجدي نفعاً في وقت يواصل فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه انتصاراتهم على كافة الجبهات ، ففي جديد التطورات الميدانية ، اكد مصدر عسكري سوري ان القوات السورية تمكنت أمس من السيطرة على الريف الغربي لمدينة دير الزور بشكل كامل.
وان تنظيم «داعش» الإرهابي، انسحب مما تبقى له في ريف الرقة الشرقي، اثر سيطرة الجيش العربي السوري على معدان عتيق والمسطاحة والسويدية ومنطقة العوسج ومجبل الاسفلت، وصولاً لمدينة معدان جديد عند الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي الرقة ودير الزور.
وأسفرت العمليات وفقاً للمصدر العسكري، عن مقتل عشرات الإرهابيين بينهم متزعمين أجانب .
كما تمكّن الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة من تأمين كامل طريق دير الزور - حلب بعد التقاء القوات بين ريفي الرقة ودير الزور.
وكان قد أعلن مصدر عسكري سوري ، أن الجيش العربي السوري وخلال الفترة من 10 ولغاية 23 أيلول من العام الجاري واصل عملياته العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، في أرياف دير الزور الغربي والرقة الجنوبي وحماة الشرقي، واستعاد 44 بلدة وقرية ومزرعة ومنشأة، أهمها: الجنينة، البغيلية، عيّاش، مصران، البويطيّة، الجواسمة، معدان، السويدية، الخميسية، العطشانة، مقلة كبيرة، القصيبة.
وأوضح المصدر أن هذه العمليات أدت إلى مقتل وإصابة المئات من ارهابيي تنظيم داعش وتدمير 19 مقر قيادة، و 17 مفخخة، و13 دبابة، و7 عربات مدرعة ب م ب، و269 سيارة مختلفة، و6 مستودعات ذخيرة وعتاد، و4 مدافع ميدانية.