تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لو يتحقق!

آراء
الخميس 1-12-2011
حنان درويش

رأيت فيما يرى النائم حلماً خرج إليّ من صندوق الدنيا.. مرة قمراً، ومرة حقلاً، ومرة ومضاً، ومرة قهوة أحتسيها.

للمرة العشرين بعد الألف،بعد الخمسة آلاف، أوبعد زخم لايحصى من العد، رحت أسترجع بواكير حلمي الملفّع بصدى البخور، المضاء بماء الحُبّ،المعجون بعبير القرنفل.‏

ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت الصدق عصفوراً من الندى يطير من بيت إلى بيت، ومن حي إلى حيّ، ومن بلد إلى بلد.. يزقّ الصغار كما الكبار بمغزى عميق خبأه تحت ريشاته الزوّادة لا ينضب معينها، وعصفور الصدق يتنقل دون تعب.‏

ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت رايات العطاء ترفرف فوق دور العلم خفاقة.‏

تزهو المعرفة برداء بديع، ويرتع الجدّ مرتاحاً في الحقائب، وتنهض البشائر في الكتب والدفاتر الملونة.. حيث استبدلت كلمات التوبيخ بكلمات الرأفة، وعوضت مساطر الضرب برسائل المودة والتشجيع والعلاقة الحميمة بين التلاميذ ومعلميهم. ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت الناس فرادى وجماعات يلوحون بمناديل المحبة والتعاون والإخاء والألفة، وينددون بالطائفية والوشاية والضغينة مستنكرين، معلنين رجم الأولى، ووأد الثانية، ورمي الثالثة بالجمار، كي لايصل رماد النار إلى العيون.‏

ويقول الحلم ياسادة: بأنني رأيت بناة الأجيال مرفوعي الرؤوس، وجوههم مشرقة مضيئة، يسري فيها ماء الحياة، وترتسم عليها سمات الإباء والشمم والشهامة والأنفة والكرامة.. حيث عادت أيام زمان.. فلا حاجة تدفعهم لمدّ اليد، أو لممارسة أعمال أخرى سوى تأدية الرسالة التي خلقوا لها.‏

ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت الوقت ملكاً على عرشه، مصوراً في أبهى حلله، محترماً، مقدساً، محمياً من الهدر، منيعاً عن الاستهتار، سيفاً صقيلاً لماعاً نحرص على ألقه، ووضعه في الغمد اللائق به، كي لايقطعنا قبل أن نقطعه.‏

ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت الشباب مستقرين في مساكن خُصصت لهم مستظلين بفيء العمل، وقد تحققت لهم فرص مناسبة.. فلا بطالة، ولافراغ، ولاتسيب، ولا قنوط، ولا إحباط.. كل في مكانه، وكل حسب مقدرته، وكلّ ضمن اختصاصه وخبرته.‏

ويقول الحلم ياسادة:‏

بأنني رأيت سورية تعلن بهجتها وأمانها من جديد، وتنادي بصوت الجمال معبرة عن امتنانها الدائم للأيدي التي تدافع عن كرامتها، وتمنع الصقيع من الوصول إلى مساكبها، وتحرص كل الحرص على الرعاية والعناية بها.. فلا يغتال أزاهيرها مشاكس، ولا يقلق راحتها متآمر عميل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية