تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تطبيق قواعد الحوكمة منح شركات التأمين التكافــلـي القدرة علـى المنافسة

مصارف وتأمين
الخميس 1-12-2011
د. عادل قضماني*

يلاحظ المتتبع لتطور أسواق التأمين أن هناك تميزاَ في حركة منتجات التأمين التكافلي، وهذا لا ينحصر في منطقة دون أخرى وإنما يمتد ليشمل كافة أماكن انتشار الشركات المسوقة لهذا النوع من التأمين وبالتحديد في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،

إذ أثبتت شركات التأمين التكافلي نفسها وبقوة في حلبة المنافسة ، ليس فقط مع شركات التأمين التقليدي وإنما مع شركات إعادة التأمين أيضا، معتمدةً الزيادة المستمرة لملاءتها المالية كمعيار أساسي للمنافسة .‏

في هذا الإطار نبين نقطتين أساسيتين:‏

الأولى ، حيث تشير الإحصائيات لعام 2011 أن حجم التأمين التكافلي يصل إلى 12 مليار دولار تقريباً (حوالي 1% من السوق العالمية للتأمين وبمعدل سنوي 20%) ويمكن أن يتضاعف خلال أربع سنوات قادمة .أما في المنطقة العربية فتحتل سوق مجلس التعاون الخليجي للتأمين التكافلي حوالي نصف السوق التكافلية العالمية وتعتبر السعودية الأكثر مساهمةً فيه (حوالي 5 مليار دولار) .‏

إن بنية التأمين التكافلية العالمية المتداولة من حوالي 180 شركة تأمين و11 شركة إعادة تأمين، معظمها يتركز في العالمين العربي والإسلامي .‏

الثانية ، إذ ما من شك أن المصدر الأهم لقوة التأمين التكافلي التنافسية ينبع بالدرجة الأولى من كونه يعتمد التوافقية مع مبادئ الشريعة الإسلامية في الاكتتاب والتشغيل والاستثمار وإدارة الأموال، وهذا يلاقي رغبات وقناعات شريحة واسعة جداً من أبناء مجتمعنا والمجتمعات المستهدفة من قبل شركات التأمين التكافلي التي ترى في التأمين التكافلي ابتعاداً عن الغرر والميسر والربا.‏

المصدر الثاني يتجسد في حرص معظم تلك الشركات على وضع ضوابط أخلاقية تلتزم بها في إطار علاقتها مع زبائنها الذين تعتبرهم مجموعة أفراد مشتركين أو متبرعين يتعرضون لخطر مشترك فيتعاونون لدرء الخطر عن أي واحد منهم .‏

مصدر آخر هو نجاح تلك الشركات في كثير من الأحيان في تقديم خدمات متميزة وابتكار حلول ومنتجات جديدة لم يعهدها التأمين التقليدي، وكذلك اتّباع أساليب وأدوات تساهم في زيادة الوعي والثقافة بأسس ومبادئ وأهمية ودور هذا التأمين في حياة الناس .‏

يضاف إلى ذلك أن عدم تأثر شركات التأمين التكافلي بالهزات الاقتصادية العالمية التي حصلت مؤخراً أعطاها قوة تنافسية أمام شركات التأمين التقليدي التي تعرض العديد منها للإفلاس.‏

وأخيراً، إن حرص الكثير من شركات التأمين التكافلي على التقيد بقواعد الرقابة الشرعية عليها وبتنظيم أعمالها وبتطبيق صحيح لقواعد الحوكمة يعطيها المزيد من الثقة والسمعة الجيدة والقدرة التنافسية .‏

*أستاذ التأمين في جامعة دمشق عميد معهد التخطيط‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية